واحترامها للرجل، وخصوصيته، َأتناول في هذه اللقاءات أيضاً، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، إضافة إلى معرفة، الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم بها، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي، والاجتماعي، وأفكارها، وهواياتها، وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة أيضا، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، ووضع المرأة بشكل عام، في مجتمعها الذي تعيش فيه، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع الشاعرة المغربية، رشيدة فقري، وهي شاعرة تتصف بالقوة وبالذكاء، والطموحات الجيدة، والثقافة العميقة والوعي الكبير، لديها ثقة بالنفس كبيرة، وكانت أجوبتها دقيقة وشاملة، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:
@ من هي الشاعرة رشيدة فقري؟؟؟
رشيدة فقري طفلة، لا تعرف كيف تكبر، تحب كل الناس، تعشق الشعر، وتحلم بالمدينة الفاضلة
هواياتي هي كتابة الشعر، المطالعة والسفر والموسيقى والسينما.
@ هل يمكن القول ان شخصية رشيدة قوية وجريئة وصريحة ومتفائلة ومنفتحة اجتماعيا؟؟؟
قوية لا أظن، تتأثر حد الدمع من اقل شيء، جريئة في مواقف كثيرة، متفائلة جداً، واجتماعية جداً، صريحة إلى حد ما، بمعنى أني أحيانا اضطر لإخفاء رأيي بصراحة، من اجل الحفاظ على مشاعر من أتعامل معهم.
@ هل السيدة رشيدة مع حرية المرأة اجتماعياً واستقلالهاً اقتصادياً وسياسياً؟؟؟
المرأة العربية، عانت من الحيف والتهميش، لردح من الزمن..وقد جاءت الحركات النسائية المطالبة بالمساواة بالرجل، كنتيجة لهذه المعاناة، وإيمانا منها بان المرأة نصف المجتمع، فان همشناها، ظل المجتمع مشلولا...وأنا مؤمنة بان للمرأة حقوقاً، كما عليها واجبات، وليس من الضروري أن تنازع الرجل في ميدانه، بل يفهما إنهما مكملين لبعض.
@ ما هي علاقة السيدة رشيدة بالقراءة والكتابة وهل لك كتب أو موضوعات مطبوعة او منشورة؟؟؟
الكتاب هو طفلي المدلل، الذي يستحيل أن أنام دون أخذه في أحضاني، وهذا منذ طفولتي ...والشعر غذائي الروحي....وقد أصدرت ثلاثة دواوين شعرية، الأول بعنوان: (أكسير الروح) وهو ابني البكر سنة 2007م والثاني كان مشتركا سنة 2010م بعنوان: (نوافذ عاشقة) والثالث بعنوان: (ليلة الكرز) سنة 2012م...كما أشرفت على كل إصدارات جامعة المبدعين المغاربة، من حيث التصحيح اللغوي...ونشرت في عدة مواقع ومنابر قصائد، ونثريات ومقالات وتغطيات، أكثرها يتعلق بأنشطة جامعة المبدعين المغربية، التي اشغل فيها منصب أمين مالها ومدير عام بموقعها الالكتروني. وقالت إليك هذه القصيدة من قصائدي، وهي بعنوان: (وعدي الثري)، أرجو أن تنال إعجابك وتقديرك: 
ضحكَ القميصُ على شراشف وعده، وله تنهَّد سرُّ لوني الأحمرِ، وتراكضتْ بدمي سنونُوةُ الندى، تلقي النداءَ إلى اللقاءِ الأخضرِ، وتلفَّه بأريجها ؛ ليلفَّها، في لهفة الليل البهيِّ المرمري، سهلٌ و فتقت الطبيعةُ سحره، وبنفسجُ النبعينِ فاح بعنبر، وتحرَّقتْ شفةُ السؤال بجمرها، والعود لملمَ ناره من دفتري، وأنا احترقت وليل صبري قد مضى، ودمي انتظارٌ للقاء المزْهرِ، مرَّتْ دقائقنا، ولهفة لحظتي، نارٌ أهدهدها بسلسل محجري، لأكون طفلة ليلتي في حجْره، ويطول إغراقي له وتكسري، وأكون ظبيته بلحظة صمتنا، ويكون لي روضاً شفيفَ المئزرِ، فأنا انتظرتُ، حدائقي كم أورقتْ، و بلابلي غنَّتْ لنار تفجري، عطَّرتُ في قلقي زوايا غرفتي، وبنيتُ عشي في خفايا أسطري، مرَّ الظلام، و لم أزل في وحدتي، والبرد يلسعني بسوط تفكري، مرتْ دقائقنا ومار بأضلعي، إحساسُ كلِّ الناسِ يومَ المحْشرِ، طال انتظاري، والغيابُ تطوحت، شهقاته، وأنا رصيفُ تحسِّر، فأنا احتراقُ جميع غابات الهوى، فمتى يجيء إلى فضائي المثمرِ؟ ومتى يعود لكي يزين عالمي، ورداً، و نسْكرُ في ظلال السُّكَّرِ ؟
@ كيف تكتب السيدة رشيدة القصيدة الشعرية، هل ينزل عليها وحي من السماء ؟؟؟ وكم ياخذ معها كتابة القصيدة وقتا من الزمن؟؟؟
سيدي ذكرتني بقصة قصيرة جداً، كنت كتبتها تختزل بالضبط الرد على سؤالك الكريم، أقول:طرقته ليلاً تسربت عبر مسامه، امتلأ بها، سحبته إلى محرابه لينزفها حبراً، على ورق، أما كم تطلب مني من الوقت، فاني كما أخبرتها اكتبها متى طرقت بابي، لكني اقضي أياما بعد ذلك، أنقحها بحيث أني أحيانا أغير فيها الكثير، لدرجة تغيير ملامحها، لكن إحساسي بها يظل كما هو هو.
@ ما هو رأي السيدة رشيدة، بالحب، والحب والصداقة والزوج عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟؟؟
ماذا أقول يا سيدي، التطور التكنولوجي بما فيه مواقع التواصل الاجتماعي، سيف ذو حدين، وأنا أرى أن علينا التعامل معها بحذر شديد...الصداقة رابطة قوية وطاهرة، ويتقاسم فيها الصديقان الأفكار والمعارف، والأحلام والمهارات، والمشاعر الدافئة، التي نفتقدها على ارض الواقع، ولكن شريطة أن تظل الصداقة مفهومها الراقي هذا، ولكن من يضمن لك أن هذا الصديق، أو الصديقة ينظر من نفس الزاوية؟...أما الحب عبر ألنت فلدي تحفظ عليه، والزواج لدي علامة استفهام كبيرة، لان الزواج ميثاق غليظ، لا يمكن أن يتوفر إلا إذا غُرستْ شتلته أرضا.
@ هل تعتقد السيدة رشيدة أن الشبكة العنكبوتية، خدمت الشعراء والأدباء والكتاب وكيف ذلك؟؟؟
الشبكة العنكبوتية خدمت الكتاب والأدباء والشعراء بشكل كبير، فقبلها كان الشاعر يكتب قصيدة ويظل يبحث عن جريدة أو مجلة، لتنشر له إياها، فيواجه بعملاقين يغلقان أمامه كل الأبواب :المحسوبية والزبونية، وتجد نصوصا ضعيفة منشورة في عدة منابر ورقية، لان صاحبها صديق لفلان وعلان، وشعراء وأدباء، لم تغادر منتجاتهم أدراج مكاتبهم، مع أنهم يكتبون بمداد من ذهب....وقد وجد هؤلاء متنفسهم في الشبكة العنكبوتية، إذ أصبح النشر من حق الجميع، والبحث عن المواضيع ميسراً بزر فارة....بل حتى النشر الورقي استفاد منها، بحيث سهل التواصل بين المبدعين من مختلف بقاع العالم، وأصبح من الممكن ان يشترك عشرون مؤلفا، في مصاريف طبع كتاب مشترك، ولا يخفى عليك سيدي أزمة الطبع والنشر في البلاد العربية...وكما أخبرتك التطور التكنولوجي سيف ذو حدين، إذ كما مدت الشبكة العنكبوتية طوق النجاة لأدباء وشعراء حقيقيين ورائعين، وأخرجتهم من الظلام، وعرفت العالم عليهم، فرَّختْ في نفس الوقت أشباه أدباء وأشباه شعراء، واغتالت لغتنا العربية، بسبب تطاول الكثيرين عليها بالكتابة، في مختلف الأجناس الأدبية، وهم يجهلون اللغة، وآليات الكتابة، وقد تكونوا لاحظتم تناسل الشعراء والأدباء، كالفطر في السنوات الأخيرة، وأقول كالفطر، لأنه نوعان مفيد وهو قليل، وسام وهو كثير.
@ من هم أهم الشعراء او الشاعرات المغربيات أو العربيات التي تعتز بهم رشيدة ؟؟؟
في الحقيقة هم كثيرون، لكل واحد منهم شيء يتميز به عن الآخر، واذكر على سبيل المثال صديقي محمد اللغافي، وحميد شوقي، ورشيد الخديري، وليلى ناسيمي، وبلقيس في الشعر الحديث، حميد بركي، ومحمد علي الرباوي، وإسماعيل زوريق، وعبد الناصر لقاح، في الشعر الموزون، واحميد بلبالي، ومحمد بنسعد، وبلعطار، في شعر الزجل، هؤلاء الشعراء الذين أقابلهم واحتك بهم، وأعتز بالشاعر عبد الرحيم محمود من الأردن خالد ابر حمدية من الأردن، ومحمد الأكسر من اليمن، وابتهال محمد من السودان، باسل البزراوي، وخلف دلف الحديثي من العراق، ومن فلسطين الشاعر ياسر الوقاد، وهؤلاء من حضر اسمهم في بالي، لكن أكيد هناك آخرون يعجبني مدادهم وسقط الاسم سهواً.
@ هل تكتب رشيدة القصيدة العمودية، او القصيدة الحديثة؟؟؟وما هو في رايها الفرق بينهما؟؟؟
جرت العادة أن يبدأ الشاعر بالموزون، وحين تختمر تجربته يكتب النثيرة، لكني عكست الآية، فقد بدأت بالنثيرة، وأصدرت ديواني الأول: (إكسير الروح)، لكن وإنا أسبح في بحر الشعر، وجدت تيار الموزون يجذبني أكثر، ويهزني هزاً، فكتبت فيه والحمد لله، وجدت ذاتي، وقد شاركت في ملتقى الأدباء العرب في مسابقة أمير شعراء الملتقى عن صنف العمودي، بقصيدتي (أول الودق)، وفارت بالمرتبة الأولى، عندها عرفت لوني ولن أحيد عنه....وقد أصدرت ديواني الأخير: (ليلة الكرز) موزون، وتفعيل يوم ما زادني تمسكا بالموزون تتويجي سنة 2012م بمدينة القلعة عن القصيدة العمودية. 
@ ما هي طموحات الشاعرة رشيدة الشخصية، التي ترغب تحقيقها في العام 2013م وكذلك احلام المرأة المغربية التي تعتقدها الشاعرة رشسدة؟؟؟
اكبر مطمح لهذه السنة، هو أن تحصل جمعيتي جامعة المبدعين المغاربة، على الدعم المادي لنقوم بملتقى عربي، نستضيف فيه أدباء وشعراء حقيقيين، ومتمكنين، يكون وجودهم إضافة نوعية، وان نتمكن من إصدار مؤلف مشترك لشعراء يملكون القصيدة، ويفتقرون للمبلغ المادي البسيط، الذي يخول لهم المشاركة...وان أكمل ترجمة الرواية الفرنسية التي بدأت بترجمتها إلى العربية، خلال الصيف، وأوفق في توزيعها عبر الوطن العربي، المرأة المغربية إنسانة بسيطة تحلم بالاستقرار الأسري، والراحة المادية، تتعادل في هذا المثقفة والأمية...واكبر أمل لي أن يمن الله بالشفاء على والدتي الغالية، التي تعاني من مرض عضال، ومن احل رعايتها، علقت كل أنشطتي الجمعوية . وقالت إليك هذه القصيدة بعنوان: أول الودق وهي القصيدة التي انتزعت بها الشاعرة رشيدة فقري، إمارة الشعر من ملتقى الأدباء والمبدعين العرب:
إن الفؤاد الذي أضناك من أرق، كئيبةٌ أرضه؛ فامسحْ دمَ الشَّفقِ، واتركْ شفاهَ الهوى تْمطرْ صحارِيَهُ، وتوقظ الشمس من دوَّامةِ الغَسقِ، واسهرْ مع البدْرِ وارْسمْ ملءَ ليلته، كل العذاب الذي خبأت بالحدقِ، العمر ساعاته تجري بلا نَفَسٍ، تعدو كمن يبتغي فوزاً من السَّبَقِ، إن البلايا وإن طالت إلى عدم، فاغنم من الدهر يوما ساطعَ العبقِ، وارم الهموم التي أضنتك في لجج، وأسبح و سُدَّ بإيمانٍ فمَ الغَرَقِ، طرْ كالمنى البيضِ لا تركنْ لنائبةٍ، و كالفراشاتِ كنْ في نشوة الألقِ، في عشقها للسنا والضوء قاتلها، لم تنتحبْ حين ضاعَ العمرُ بالنزقِ، شر البلايا التي فينا تؤرقنا، تصحو بليلٍ فَنُمْسي قبضةَ القَلَقِ، إني رأيتُ قتام الليل منقشعاً، سبحان من أعقبَ الظَّلْماء بالفل.

أنتهى موضوع حوار
مع الشاعرة المغربية رشيدة فقري نائب مدير تحرير عرار وعاشقة الصحراء لشؤون المغرب