وقعت القاصة وداد أبو شنب مجموعتها القصصية (إيفا Eva)، في البيت الأدبي للثقافة والفنون، ضمن اللقاء الشهري في محافظة الزرقاء.
وأهدت القاصة المجموعة الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون”، في عمّان إلى كل حواء وكل رجل حقيقي مخاطبة إياهم بأن: “حافظوا على البسمة في جبين شمس الشتاء../ واحتووا ما تبقّى لنا من أملٍ على هذه الأرض..”.
ادار الحفل مؤسس ومدير البيت الادبي القاص أحمد أبو حليوة، الذي رحب في كلمته بالحضور. واشتمل الحفل على العديد من الفقرات منها عرض فقرات اللقاء الدوري الذي يقام كل شهر، وعرض فيلم من إعداد وإخراج لادياس.
وتحدّثت أبو شنب عن تجربتها مع الكتاب ثم قرأت ثلاث قصص من مجموعتها حاملة فيها هموم المرأة وطارحة إياها بشكل واقعي.
وتخاطب ابو شنب في مقدمة المجموعة القارئ قائلة “وإنِّي في مجموعتي هذه مع كثر ما أضفتُ وحذفتُ ونقّحْتُ واعترضتُ ما زالت في عيني ناقصة.. لن أرجو لها الكمال منّي.. وإنِّي لأرى اكتمالَ صورِها وجمالَ وقْعِها ومعانيها، وأثرَها الاجتماعيَّ، من قراءاتكم الثرية جدّا، كلّ قارئ يضيف لها لؤلؤة نظرته، ورقيّ توقّعه وخلاصة تفرّده قارئًا محترفًا متواطئًا مع كاتبه”.
كما كتب مقدمة للمجموعة والد المؤلفة عبدالكريم أبو شنب، حيث وصف المجموعة بأنها: “باقاتٌ من ورد، طيِّبٌ شذاها، مبهجٌ منظرها، تناسب أكثر القرّاء، ويجد بعضهم في شيء منها نفسَه فيتوقف عندها طويلًا.. فحوّاء تجد ضالّتها وتعرف مواطن القوّة فيها والانتصار، ومواطن الضعف والظّلم. والرّجل الذي نال قسطًا يسيرًا من هذه المجموعة لا يعدم أن يجد ضالَّته في ما كُتب له، وما كُتب لحوّاء، فهي من ثَمَّ حوّاؤُه..”.
تحضر المرأة في هذه المجموعة بكل مفاصل حياتها، فتارةً تصنع الحدث، وتارة أخرى تنفعل له، كما تحضر همومها طفلة، وشابة، وكهلة، وعجوزًا.. ثم لا يكون حضورها منبتًّا عن مجتمعها الذي تعيش فيه، بل تمتزج قضاياها بقضاياه في توحيد ذكي. بينما في حالات أخرى يظهر الرجل بوصفه شريكًا كما في قصة “ليلة عيد”، أو غريمًا وفي الحالتين لا ينفصل عن المرأة واقعًا ومصيرًا.
ومن النصوص التي وردت داخل قصص المجموعة: “ما زلتُ القديسةَ في محرابها، وما زلت الشيطانةَ بشغبها، وما زلت الطفلةَ بجدائلها، وما زلت أنا! لم أتغيّر إلا كثيرًا! إنسانة أخرى عادت بعد تحصيلٍ حياتيٍّ قاسٍ على مرّ الصَّفَعات، تعديلٌ حياتيٌّ راقني جدّا، مسيرةُ عمر دَوْزَنَت حماقاتي على سلّم المشاكسات وعلى أوتار الأيّام الماضية منها والمقبلة. تعلَّمت فنونًا لا تُعدّ، تعلّمت أنّ لحظة الحبّ تُشترى ببقية العمر دون مزايدة، وأنَّ توأم الشّعلة يأتي مرة في العمر، وأنْ تُصاحِبَ الصادق مهما هبطت أخلاقه الأخرى، وأن تُزيح عن عتبات عمرك الكذوبَ مهما ارتقى”.
ثم دار نقاش بين القاصة والحضور الذين ناقشوا اللفظة الأجنبية المستخدمة في عنوان الكتاب (Eva) وتعني حواء، حيث أشاد الحضور بجمال ما استمعو إليه من قصص حملت العديد من الرسائل الاجتماعية.
ويذكر ان القاصة وداد أبوشنب حاصلة على بكالوريوس اللغة العربية وماجستير في نقد النقد من الجزائر، وهي تعد رسالة دكتوراة حاليًّا في “استراتيجية التواصل في الخطاب القرآني”، وصدر لها قبل هذه المجموعة: “ترنيمات على هامش الحياة” قصائد (2017)، و”هواجس ورد”، نصوص (2017)، و”هشيم العالم الأزرق”قصص (2017).