من أنتَ ؟؟؟

مهما قلتَ أيّها الصّاحي أنّكَ تعرفُ نفسكَ فهذا غيرُ صحيحْ لأنّ الإنسانَ بكلّ مكوّناته في نموّ مستمر و تغيّر ملحوظ يوما بعدَ يوم ، تلك سنّة الحياة و تلك سنّة الكون .كلّما وصلتَ إلى مرحلة و ظننتَ أنّكَ عرفتَ من أنتَ تعودُ في لحظة ما لتصطدمّ بالحاضر والواقع وتسأل نفسكَ ترى من أنا ؟ ماذا أريد؟ فالعقلُ ينضج قبل العاطفة أحيانا و العكس صحيح أيضا، نشعر بأنّ مشاعرنا تتغيّر تكبر أو تصغر بمرور الزّمن إمّا نصبح أكثر قساوة أو أن نشعرَ بالضّعف

 و الإستسلام أمام مشاعر الآخرين 

كالشّعور بالحب المفرط فيه

 و البحث عن من يبادلنا نفس الشّعور، وكأنّنا نطلب حقّا مكتسبْ . أو أن ننعزل حدّ الإعتكاف فنبدو في نظر الجميع حالة تدعو إلى التّعجّب لأنّ الإنسان مدنيّ بطبعه 

هنا نكون قد قسونا على أنفسنا

 و على غيرنا من الذين أحبونا بصدق وإخلاص ووفاء ، دون أن ندري السّبب الفعلي لكلّ تلكَ التّغيّرات التي تفاجئنا في رحلتنا الحياتية بينما كنّا في غفلة عن أنفسنا. ربّما العقل يتنازل ويترك المجال للوجدان و ألغى كلّ اعتبار للمنطق والحسابات فلا التّجارب التي مرّرتَ بها تؤثّر في قراراتك ولا الثقافة التي تلقيتها تردعك عن الجنون . 

إن غيّرتَ فلسفتكَ في الحياة وأصبحتَ من شدّة الحذر تسيطر على مشاعرك او حتّى تكبحها. حينها ينعتونكَ بالبرود وما إلى غير ذلك من الأوصاف التي تدل على التّجرد من الدفئ العاطفي .

وربّما سيطرت الأحاسيس على الدّماغ التي منه يأتي المنطق و التفكير فتصبح بذلك كشخص لم تؤثر فيه تجارب الحياة بكلّ أنواعها فيتنازل العقل ليفسح المجال للقلب ولعلّه هو من يحكمنا إن وثقنا فيه فنكون من الصّالحين.

مفيدة حشاني