وأعلنت عصيانها خاصّة بعد ثورتيْ تونس ومصر ،حيث تمّ القضاء على إثنين من أهم الأنظمة البوليسية العربيّة، فتدفّق الحبر الرّاكد في تلك الأقلام سيولا وانطلقت كالسّهام تلك الكلمات المحبوسة في الحلوق، وتأجّجت قريجة المبدعين ليعبّروا بمختلف الأجناس الأدبيّة شعرا وقصّة ومقالة .. وتعدّدت المجموعات الأدبيّة و اتّحدت تلك الأقلام أخيرا على التّعبير الحرّ ،وأعلنت غيظها وتناغمت وتفاعلت دون رقيب، ولا مقصّ، ولا أساليب ملتوية ولا استعارات مخاتلة ولا ايحاءات جبانة ،فطالما ضاعت الكلمة في متاهات الخوف من العصا الغليظة ،وأجْبرت تلك الأقلام على الصّمت المقيت .. 
أخيرا قامت ثورة الكلمة على صفحات الفيس بوك، وتحدّت الحَجْب والرّقيب الذي مارسته الأنظمة العربيّة الحاكمة ضدّها طويلا وانطلقت الأقلام جنودا مسلّحة بحمم المحابر لتدافع وتهجو وتسخر وتكشف وتصرّح وتحلّل وتعرّي كلّ مستور وتنير الرّأي العام، وتساند الثّورات العربيّة وتساهم في تأجيجها وتؤازرها ضدّ حكّامها وتوسّع مساحة انتشارها محطّمة بذلك كلّ الحواجز الجغرافيّة، ومكسّرة كلّ القيود التّي كبّلت رسالتها طويلا ..
إنها ثورة الجوع للكلمة الحرّة التي أكملت ثورة الجوع للكرامة التي قامت بها الشّعوب العربيّية المتمرّدة بحثا عن حياة كريمة، دون وصاية من الأحزاب المتهرئة ،أو الأطياف الدّينيّة المريضة، فكانت الكلمة ثورة دون قيد ،ولا أطر تحدّ من حركتها إنها تنشد المضيّ برسالتها بعيدا لتساهم في نهضة الإنسان والأوطان… 
ارجو ألاّ تتوقّف ثورة الكلمة لأنّ الثّورة هي المناخ الأنسب لشموخ هذه الكلمة …