|
|
||
|
دراسة في ق ق ج كابوس للقاص عبد الله الميالي / العراق
بعنوان: "واقع ال"ق ق ج" يشبه واقع الإنسان المعاصر " ========== ============== فالكاتب كالحرفي الماهر، صانع مجوهرات، أو حرفيّة مهنتها التّطريز بالحرير، أو كناظم عقد من الضّروري أن يحافظ، كلّ هؤلاء على أن تكون القطعة التي يصنعونها، عملا فنّيا، متناسقا، متناغما، منسجما، لا عيب فيها، في كليّتها وشمولبّته، "كلّ شيء فيها يقاس بميزان، كالملح، والسّكر، في الطّعام" على أن يكون للحسّ الشّاعري، مكانا من حيث شاعريّة اللّغة، وحسن التّوظيف، باعتبار أنّ هذه الشّاعريّة سوف تساعد على الإيحاء وقدح التّخييل... التدقيق في العتبات: "الكابوس": عنوان مربك، معرّف، مفرد، وكأنّه خطاب أرسله الباثّ، يلخّص ما بداخله، متعارف عليه، ليحكي عن شيء، يبدو معروفا، عن برتوكول بعينه، قد يقصد الحلم المزعج. جاء النصّ كتلة واحدة، مبنيّ على جمل فعليّة في زمن الماضي، ماضيا، تكثيفا، إيقاعا، شرارة وإشارة، "أمر، ظلّ، قلعوا،تردّد، دفنوه، ترك،"فجأة يُحدث"يَحدث" الفعل في الحاضر المضارع صدمة ودهشة لدى المتلقّي، مزعزعا كيانه و رتابة تواتر السّرد، مكسّرا أفق انتظار المتلقّي، يخلخله يزعزعه لمشاغبته بقصد توتيره لإرغامه على التأمّل، في النّتيجة، في سحب البساط من حاكم متغطرس، جبّار عديم الإنسانيّة، كان قد أمر جلّادا متستّرا لم ينبئنا بمن قام بفعل قطع لسان أحد الرّعية، ذكّرني فعل " أمر" بما جاء على لسان الجلّاد بالفصل الخامس "الجلاد"من رواية "كافكا" "المحاكمة" حيث يقول: " لقد تمّ تعييني لأقوم بالجلد، وبناءً عليه سأجلد "ص107 ترجمة د. نبيل حفار. أي أنّ الجلّاد هو عبد مأمور بالجلد ينفّذ الأوامر، مطيع يقوم بدوره.. ولكن إلى أيّ حدّ يكون غير مسؤول عما يقوم به؟ ويجوز له ذلك؟... ومتى عليه أن يرفض، ويحاسَب هو أيضا، بجرمِ كلُّ ما اقترفه، من تعذيب الضّحايا الموكولة إليه ... "أمر الحاكم بقطع لسانه" كذلك ابن رشدٍ رغم قتله، وقد ظنّوا بحرقهم كتبه قد قضوا على فكره، فإذا بفكره الذي قُتِل من أجله. لا زال حيّا، صلبا شديدا، يُماهي الزّمان في سرمديّته، واستمرار كينونته، كذلك ابن المقفع وغيره، وكم من مضطهد، مات في السّجون ال، وواصل مسيرته، رغما عن المستبدّ المتجبّر، بفضل حبل سريّ، وحبل فكر وحبل ملّة وفصيلة وحبل عقيدة و... ٢ فالمسؤول عليه أن يكون بصيرا، مٌبْصِرا، مستبصرا، مشرفا مستشرفا للمستقبل، يتّخذ الإجراءات والتّدابير بحيث يضمن استقراره، طيلة مدّة حكمه، وأن يتهيّء للرّحيل عند انتهاء مدّته، ليترك المجال لغيره، فلا يجوز لربّ العائلة، للوليِّ وشيخ القبيلة أن يكون مصابا بعمى الألوانز، ليجنّب أهله، وعشيرته، الفتنة، نتيجة ظلم وظلمات، ودخول في متاهات. ففي الثّورات، تنقلب الأدوار، ولدينا في التّاريخ أمثلة فكلّّ أسرة فرعونيّة حُلّّت واحتُلّت إثر انحلال وطغيان ملوك و فساد حاشيّة.. ، ⛳⛳⛳ جاء الأسلوب بسيطا، سمته الجملة الفعليّة، يصف حدثا، اتخذ من التّخييل مخبرا، نقل إليه الواقع... ليعبّر فيه عن معاناة الإنسان المعاصر، المحكوم بالحديد والنّار، من قبل أنظمة تقمع الحرّيات وتنكّل بالشّعوب، عندما تشمّ رائحة بذرةَ وعي، فتصاب بداء الكلب فتعض، وتقطع الألسن، وتضيق الخناق، وتهدّد تزبد وتزمجر، ولكن إذا ما حصل الوعي فهيهات أن يستمر الوضع" إذا الشّعب يوما أراد الحياة: فلا بدّ أن يستجيب القدر " ... سهيلة بن حسين حرم حماد الكاتب: حيدرالأديب بتاريخ: السبت 18-07-2020 12:50 مساء الزوار: 204 التعليقات: 0
|
|