|
|
||
|
نقد النقد.... ( الشعر الشعبي العراقي) انموذجا بقلم.... ( كاظم العطشان )
يُعرّف النقد بشكل عام بأنه مهمة الفحص والتقييم سلبا وإيجابا.. او هو دراسة وتفحص النص الأدبي والحكم عليه بحياديةمن قبل متخصص يسمى (الناقد) . ويعرف أحيانا بأنه( الفن المتعلق بدراسة الأنماط الأدبية، إعتمادا على الشرح، والتحليل والتفسير..... وكشف النقاب عن المواطن الجمالية أو القبيحة في النص....) والنقد هو صناعة مؤثرة ومحترفة مثل صناعة الشعر... ولو أن الشعر أسبق زمنا وحضورا من النقد... لكن للنقد حضورا مهما كمحطة تأمل يرافق الإنتاج ويدعم الحركة الادبية ارتقاء... وعليه فإن النقد بوصلة فنية مهمة.. كالعلّة التي لها طبيب مختص يؤشر الداء ويصف الدواء الناجع.. وإن تحطيم مصداقية النقد بالسباب غير المهذب أو بجدل يرفض سلطة النقد يعني تحطيم جزء مهما من عقل الامة.. لان مهمة النقد أصلا هو بناء الحس الجمالي ورفع مناسيب الذائقة وتطويرها... مهما تعددت مدارس النقد الحديثة ( الرومانسية، النفسية، الواقعية،، البنيوية.. او التفكيكية) فالمهمة ذاتها والهدف نفسه.. وطالما أن مهمة النقد والناقد بهذه الأهمية يفترض أن تكون لصاحبها السمات الوافية للاضطلاع بهذا الدور الخطر.. كأمتلاك الموهبة والذوق الأدبي وسمة الخبرة والحرفنة البلاغية... والثقافة والمعرفة العامة.. والتخصص المبحر في عالم الجماليات.. فإذا ماحوى ألناقد هذه السمات والمؤهلات وتلك الملكة... عندها تأتي الموضوعية والحيادية شرط اساسي في دعم المهمة مصداقا للهدف الجمالي المتوخى... فيكون العمل تقويما وليس تهديما أو تسقيطا... أو انتقاما أو محاباة أو... او.... الخ.. أعود بعد هذه المقدمة العامة التي اقتضى المقال الإشارة لها وجوبا والانتقال إلى واقع الحركةالنقدية في رحاب النص الأدبي الشعبي العراقي.. وباديء ذي بدء أقول.. أن مبررات عدم مواكبة النقد للنصوص وقصورها أي قلة الجهد النقدي ربما يعود إلى التزايد الرهيب في السيل الجارف في أعداد الشعراء والمنتوج الشعري يقابله شحة في أعداد الناقدين المتخصصين.... أولى سمات المشهد النقدي في الشعر الشعبي العراقي هو فقر المواكبة للإنتاج الابداعي.... إذ أن عددشخوص هذه المهمة يكاد يكون متواضعا وعلى عدد أصابع اليد الواحدة... والملاحظة الأخرى انها اي الحركة النقدية خضعت لمايعرف ( بالشللية) أي دائرة المعارف والعلاقات والمؤثرات الاجتماعية.. ملاحظة أخرى انها لم تخطوا باتجاه كسر حاجز الشهرة واختصرت على الأسماء الإعلامية دون أن تحمل الأمانة للعبور إلى المبدعين الذين تجاهلتهم وسائل الإعلام المجيرة للعلاقات والمصالح والحسد هي الأخرى... فكثير جدا من غير المشهورين إعلاميا هم أكثر نضوجا وشاعرية من أسماء احتكرها الإعلام بفعل فاعل... كما أن هناك ملاحظة أو ظاهرة لم يتنبه لها الكثيرون غير المتابعين أن الشراكة في نوع العقيدة السياسية والايدلوجية جعلت هؤلاء النقاد يستضيفون نصوص شعراء الشهرة من نفس عقيدتهم.... وكأن الإبداع حكرا على نمط معين من الاتجاه الفكري... وهذا شمل ماهو خارج البحث ( أعني النقد) وتجاوز إلى الخطاب السمعي أو المكتوب كالصحف والمجلات.... وبأمكاني أن أذكر أسماء النقاد المحترمين... والقصائد والشعراء ومااشرت أعلاه من الملاحظات... لكن المقال مخصص لغير هذا.... أضف لما ورد أعلاه من تشخيص فإن بعض النقاد... ينظرون للنص وتقييمه من خلال منظور ذائقتهم وايمانهم بنمط معين من خطاب القصيدة وفقا لمزاجهم وثقافتهم وميلهم الفكري وينكرون على الآخرين مسارهم الخطابي في التركيب الخطابي.. وللتوضيح اقول.. بعضهم يؤمنون بقصيدة الحداثة والايغال في المدلول الرمزي... وهذا يجعلهم لايقتربون نقدا من الشكل المباشر في بناء القصيدة... بمعنى فرض ذائقتهم الذاتية فقط.... ورفض أو استهجان المضامين الأخرى. فالموضوعية هي أهم صفات وسمات ألناقد المنصف، وضرورات صدق المهنية، .. كما هو الإعلام بشكل عام.. ولنا حديث أكثر صراحة في وقت قريب الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الخميس 24-06-2021 07:36 مساء الزوار: 532 التعليقات: 0
|
|