|
عرار: بغداد - شمخي جبر :في الوقت الذي تبحث فيه الهويات الفرعية عن مواطن قوتها فنتفرعن على الهوية الوطنية العراقية، نرى ان هناك من يسعى لنخر وتهديم الجذر الاقوى لهذه الثقافة(العروبة) متمثلة باللغة والقرآن والدين والتراث الذي يمتد لمئات السنين والذي شكل المادة الاقوى في الثقافة العراقية وروحها، فمن يتحمل مسؤولية الهروب والتقازم هذه، امام الفئوية في الثقافة؟ وحين أقول العروبة لايعني تبني موقف ايديولوجي مضاد للمد المرتكز على الاقلية كما يسميها (القومجيون) القافزون على الواقع بطوباوية منفرة ومستفزة، ما أريد ان أذهب اليه هو موقف حضاري ثقافي. اذ نرى البعض ممن يدعي الثقافة يهرول سعيا للهروب من هويته العربية وكأنها داء عضال او مرض معد لمن اعترف به او احتضنه وتبناه. فماذا يتبقى لنا من ثقافتنا حين تتخلى عن عروبتها؟. الهروبات كثيرة هذه التي نراها الان وقبل الان تمارسها العروبة العراقية على نفسها وعن نفسها، كأني بها تجلد نفسها او تنزع عنها قميصا باليا لم يجلب لها الا الأمراض الجلدية. فكأني بها حين تنبذ النظام السياسي السابق يتحتم عليها ان تنبذ عروبتها، او حين تلعنه لابد ان تلعن العروبة، فهل كان صدام عروبيا؟ واذا كان كذلك فهل يمكن ان تتحول العروبة الى حمالة لأوزاره فنعلق عليها كل جرائمه ضد الانسانية فنهرب بعيدا عنها؟ اذ نرى ان صدام ونظامه السياسي قد دنساها، وحتى في مواقفنا السلبية من النظام السياسي العربي الذي أساء للعروبة كثقافة وهوية. الا يمكن تطهير العروبة من ما لحق بها من دنس؟ لم اسم (قومجيا) حين اعلن عروبتي فأعتز بها انتماء وثقافة، وغيري يرفع عقيرته بالافتخار والاعتزاز بهويته وانتمائه الى حد الشوفينية، لماذا نحمل العروبة جرائم النظام السابق والنظام السياسي العربي؟ وحين اقول العروبة، اقصد الانتماء الثقافي وليس الايديولوجي. هل عبأنا اعداءنا بهذا الاتجاه ام انسقنا خلف تهريفات وتخريفات نظامنا السياسي وبعض اطروحاته الانعزالية؟ هل يمكن الفكاك او البراءة من انتمائنا الثقافي العربي؟. قد يرى البعض ممن وقع تحت تأثير خطاب سياسي معروف ومشخص، ان ما أقوله هو خروج على اجماع موهوم او مغرر به تموضع داخل صورة نمطية مضادة للعروبة انتجتها العدسات الحولاء، فهل اتهم احدا حين اقول هذا؟ قد اتهم نفسي فقط فأنا لااريد ان اسوق خرافا الى(سلخانة) الجزارين، ولا أريد أن أتحول الى مفتٍ يعيد انتاج فتاوى مجانية، كتلك التي كان يصدرها سدنة الفكر القومي الذين قفزوا فوق خصوصياتنا الوطنية وانسونا حتى أوطاننا. هل استطيع ان اتخلى عن عروبتي؟ عن قرآني، عن محمد، علي، عمر.. عن نهج البلاغة او رسائل اخوان الصفا. قد تكون هذه شقشقة، لكنها لاترقى الى مستوى صاحب الخطبة الشقشقية ومضامينها، ولكنها تتحمل مسؤولية مضامين خطاب ثقافي يدافع عن هويته وايقوناته ورموزه، خطاب مغادر للعاطفة واشجانها وانثيالاتها وانشائها يسعى الى تنكب العقلانية والواقعية ويحسب المصالح والمنافع، ويسعى الى حساب عقلاني ومقارنة واقعية بين الانتماء والالتزام به وبين مغادرته والتخلي عنه، بعيدا عن التباهي الفارغ او التعصب القومي الذي قد يصل عند البعض حدودا قصوى من الشوفينية، اذ كيف لثقافة مفلسة من هويتها او نازعة ثوبها ان تزدهي بالتنوع الثقافي العراقي وتحوله الى مصدر قوة وليس ثقوبا في الفضاء الثقافي العراقي. فهل من منافع ثقافية في مجافاة العروبة واعطائها( القفا)؟ واكرر ان العروبة ليست مضامين او متبنيات او انتماء ايديولوجيا، بل هي دعوة للمضامين الثقافية للهوية وليس سوى ذلك مبتغى او مرتجى وهدف. عن الجيران الالكترونية الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 15-01-2012 08:59 مساء
الزوار: 2365 التعليقات: 0
|