د.إدريس جرادات :اليوسفي: حكاية شعبية من جبع جنين: تحليل فني للعناصر والقيم والدلالات
عرار:
اليُوسُفِيّ حكاية شعبية من جَبَع جِنين: تحليل فني للعناصر والقيم والدلالات
د. إدريس محمد صقر جرادات
ساعد في تحليل الحكاية أ.نجاح ابو تركي أ. ايمان فشافشه
Abstract Alyusufi: This study attempts to clarify to which extent attention was paid to the Palestinian folk tales and stories ,their content and indications. The study used the methodology of content analysis on the basis of folk tales that is collected from Jenin and the analytical method of the content of folk tales using the criteria of story analysis. The story aims to provide information to serve decision makers in taking positive steps for designing the general policy and future plans by showing the role of folk tales in promoting the identification and circulate it globally in line with the objectives envisaged in the creation of the Palestinian personal who believes in its national and local objectives in line with the attempts of effacement and lullabies that they were imposed to. The study attempted to answer the question : :What are the indications and values in the Palestinian folk tales. The study reached a number of results: 1 - The narrator has mastered the purposes of the introduction to his own that matches a popular ideology in the reception of the narrator who told the first version of the story, to be extended into deep time, i.e. 2 - The initial extrapolation of folk tales reveals the appearance of characters - manifestations - many of which are human and animal, but it is not symmetrical in terms of impact, there are a number of dramatic stirrings. Some shed light on the other to make them more influential. And to diagnose the animal to rise to the expressive level of human action 3 - The stories of the people in the Jenin - Palestine are hardly different from the other stories when compared to folk tales in Hebron or Bethlehem or Nablus or Gaza or Nazareth, for example, heroes are the heroes and elements are the elements and subjects are the subjects, and we cannot prove that distinctive character of the stories of other cities except in the superficial touches required by the circumstances and the environment. 4. Accordingly we can consider the folk tales as a global art that is comprehensive and aims to moral and educational aspects. 5 - The animal has a connotation in the folk tale. It is associated with the myths of man"s belief that all things are alive, and birds are associated with hidden and magical powers and have a positive, beneficial and negative role. The bird is also associated with the spirit of man in Paradise and the soul flies in the sky like birds
ملخص: سعت هذه الدراسة إلى بيان مدى الاهتمام بالحكاية والقصة الشعبية الفلسطينية والتعرف على مضمون هذه الحكايات ودلالاتها. استخدمت الدراسة منهج تحليل المضمون بالاستناد إلى الحكايات الشعبية التي تم جمعها من جنين ، والمنهج التحليلي لمحتوى الحكاية الشعبية باستخدام معايير تحليل القصة ،وهدفت الدراسة إلى:تقديم معلومات تخدم أصحاب القرار في اتخاذ خطوات إيجابية في رسم السياسة العامة والخطط المستقبلية بإظهار دور الحكايات الشعبية في تعزيز الهوية ونشرها وتعميمها عالميًا بما ينسجم مع الأهداف المتوخاة في خلق وإيجاد الشخصية الفلسطينية المؤمنة بأهدافها الوطنية والقومية في ظل محاولات الطمس والتهويد التي تتعرض لها. وحاولت الدراسة الإجابة عن السؤال :ما الدلالات والقيم في الحكاية الشعبية الفلسطينية ؟ وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: 1- الراوي يتقصد من مقدمته الخاصة بأنْ يجاري الفكر الشعبي في استقبال الحكايات، فيخفي الراوي الأول للحكاية، كي تكون ممتدة في الزمن العميق، بمعنى آخر تجهيل الزمكان ومصدر التلقي. 2- الاستقراء الأولي للحكايات الشعبية يكشف عن تمظهر شوا خص-مظاهر- متعددة منها ما هو إنساني ومنها ما هو حيواني، إلا أنها ليست متناظرة من حيث التأثير فثمة مثيرات دلالية تتشكل من بعضها. ويلقي بعضها الضوء على الآخر ليجعل منها أكثر تأثيرًا. وتشخيص الحيوان كي يرتقي إلى المستوى التعبيري لفعل الإنسان. 3- إنّ الحكايات الشعبية في منطقة جنين- فلسطين لا تكاد تختلف عن الحكايات الأخرى عند مقارنتها في الحكايات الشعبية في الخليل أو بيت لحم أو نابلس أو غزة أو الناصرة مثلا، فالأبطال هم الأبطال والعناصر هي العناصر والموضوعات هي الموضوعات، ولا نستطيع تثبت تلك الشخصية المميزة من بين حكايات المدن الأخرى إلا في اللمسات السطحية التي تقتضيها الظروف والبيئة. 4- وبناءً على ذلك يمكننا أنْ نعدّ الحكايات الشعبية فنًا عالميًا يتسم بالشمولية التي تهدف إلى جوانب أخلاقية تثقيفية. 5- للحيوان دلالة في الحكاية الشعبية ارتبطت بالأساطير لاعتقاد الانسان أن الأشياء كلها حية ، والطير اقترن بقوى خفية وسحرية وله دور ايجابي نافع وسلبي ضار ، وكذلك ارتبط الطير بروح الانسان في الجنة وأن الروح تطير في السماء كما الطيور. مقدمة: منذ فترة قليلة من الزمن انتهج كثيرٌ من الدارسين مناهج حديثة لدراسة موضوعات قديمة، وهذه المسألة لم تكن محض صدفة، وإنما جاءت استجابة لمطالب ورغبات فرضها الواقع المعاصر، ولأنّ هذه المناهج الحديثة أثبتت كفاءتها في دراسة الموضوعات، سواء في الشعر أو في النثر. من هنا كان اختيار الحكاية الشعبية في فلسطين ميدانًا للبحث، لاسيما أنّ الحكاية الشعبية بشكل عام لم تنل اهتمامًا كبيرًا عند كثيرٍ من الدارسين، فقد همشت بجعلها أدبًا شعبيًا لا يستحق الاهتمام، بل هناك اعتقاد سائد وهو أن البحث في الأدب الشعبي أمر سهل، ويمكن الخوض فيه من دون عناء، ولعل مبعثَ هذه الفكرة متأتٍ من بساطة النصوص بوصفها نصوصًا شفوية متداولة، ولكن الحقيقة عكس ذلك. وانطلاقًا من هذا تمّ دراسة مكونات الحكاية الشعبية مع دراسة الوظائف التي تتركّبُ منها الحكايات بما يتلاءم مع قيمة هذه الحكايات وأهميتها بكونها تمثل أداة الشعب وأسلوبه الخاص في التعبير عن حياته. وقد اعتمدَ الباحثون على مجموعةٍ من الحكايات الشعبية المدونة. مشكلة الدراسة: اكتسب الباحث د/إدريس جرادات من الحياة الاجتماعية التي عاشها ومن خلال ادارته لمركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي وتحريره لمجلة السنابل التراثية، علاقات وثيقة الأمر الذي مهّد السبيلَ لمتابعة سير الدراسة ورصد الملاحظات التي كان يراهـا أو يسجلها وكذلك الباحثة نجاح أبو تركي معلمة اللغة العربية في مدرسة القدس الحكومية في الخليل والباحثة ايمان فشافشة من جبع جنين . وأمام هذا الوضع، إنّ هناك حاجة ماسة لدراسة هذا النمط من الموروث الشعبي فيما يتعلق بالحكاية الشعبية الفلسطينية وعليه يمكن الإشارة إلى ما يأتي: * هناك تساؤل واضح حول مدى اهتمام المجلات المتخصصة –الصادرة عن المراكز البحثية والأكاديميين بالموروث الشعبي فيظل عصر العولمة وعمليات الطمس والتهويد التي تتعرض لها فلسطين من قبل الجانب الإسرائيلي. * هناك شعور يسود أن القائمين على صناعة القرار في الدوائر الحكومية الرسمية لا تعطي الموضوع الاهتمام الكافي. * تدني وانعدام التخطيط الفعلي والواقعي لدعم المؤسسات البحثية المتخصصة في الموروث الشعبي ومساندتها إعلاميًا. أسئلة الدراسة : حاولت الدراسة الإجابة عن السؤال :ما الدلالات والقيم في الحكاية الشعبية الفلسطينية ؟ حدود الدراسة: تحدد الدراسة وإمكانية تعميم نتائجها في ضوء المحددات الآتية: *الحدود الموضوعية: ويتضمن دراسة واقع الحكاية الشعبية التراثية التي جمعتها الباحثة ايمان فشافشه من جبع جنين. *الحدود البشرية: تطبق الدراسة على كبار السن والباحثين في الموروث الشعبي والذين تم جمع الحكايات الشعبية منهم وتسجيلها. *الحدود الزمنية: طبقت الدراسة في شهر رمضان المبارك من العام2017م -1439هـ *الحدود المكانية: ريف منطقة جنين بلدة جبع بالتحديد. الهدف العام للدراسة: سعت الدراسة إلى بيان مدى الاهتمام بالحكاية والقصة الشعبية الفلسطينية والتعرف على مضمون هذه الحكايات ودلالاتها. الأهداف الخاصة للدراسة: تهدف الدراسة إلى تقديم معلومات تخدم أصحاب القرار في اتخاذ خطوات ايجابية في رسم السياسة العامة والخطط المستقبلية بإظهار دور الحكايات الشعبية في تعزيز الهوية ونشرها وتعميمها عالميًا بما ينسجم مع الأهداف المتوخاة في خلق وإيجاد الشخصية الفلسطينية المؤمنة بأهدافها الوطنية والقومية في ظل محاولات الطمس والتهويد التي تتعرض لها. أهمية الدراسة: 1- تعتبر هذه الدراسة من الدراسات والبحوث القليلة والنادرة في فلسطين التي تتناول هذا الموضوع بتطبيق منهج بروب عليها. 2- يُرجى أن تعطي هذه الدراسة إضافة علمية إلى المكتبة المحلية والتي هي بحاجة إلى مثل هذا النوع من الدراسات. 3- استفادة المعنيين وصناع القرار من هذا الدراسة وتطبيقاتها. هذه العوامل مجتمعة تعطي أهمية للدراسة. مصطلحات الدراسة: التراث الشعبي: هو كل ما ينتقل من السلف إلى الخلف في كل جوانب الحياة المادية والمعنوية والذي يمثل خلاصة المعارف والمشاعر والتجارب الحياتية الذي يعتبر جزء من الموروث الحضاري ويتطور مع تطور المجتمع. الحكاية الشعبية: جاء في لسان العرب عن الحكاية "...كقولك حكيت فلانًا وحاكيته فعلت مثل فعله أو قلت مثل قوله سواء لم أجاوزه، وحكيت عنه الحكاية"( ). والذي يفهم من قول ابن منظور أنّ الحكاية تدل على "المحاكاة مطلقًا، تقليد الشيء أو عمل، ثم أصبحت تدل على المحاكاة رغبة في التلهية أو التسلية، وجاء منها (الحاكية)، وهو المحترف تقليد الناس لإضحاكهم، ولعله أقرب إلى ما نعرفه اليوم بالممثل، ثم وردت بمعنى رواية القول أو نقل الخط"( ). أما في الاصطلاح فالتقارب يبدو واضحًا مع المفهوم اللغوي، فالحكاية هي "جميع الأشكال القصصية التقليدية، وتضم الحكايات الخرافية المجسمة لرغبات الشعوب البدائية"( ). ولعل المعاجم الغربية كانت أكثر دقة في تعريفها للحكاية الشعبية فتعرفها على أنها الخبر الذي يتصل بحدث قديم ينتقل عن طريق الرواية الشفوية من جيل إلى آخر، أو هي خلق حر للخيال الشعبي ينسجه حول حوادث معينه"( ). مصطلح الشعبية :الصفة الملتصقة بها يجعل التعريف الدقيق للحكاية الشعبية بأنها "فن الشعب وأسلوبه في التعبير عن حياته وأفكاره، كما هي ذاكرته التي تحفظ وتنقل ما تحفظ إلى مَنْ يأتي من الأجيال"( ) وتتصل الشعبية مع جانب مهم، أو أنها تدخل في حقل من حقول المعرفة وهو (الفولكلور) الذي يدرس "العادات المأثورة والمعتقدات، وكذلك ما كان معروفًا حتى ذلك الوقت ـ بشكل غامض ـ للآثار الشعبية القديمة"( ). ولهذا فإنّ (الفولكلور) من هذه الزاوية بمثابة النافذة التي يطل منها الباحث على الضمير الجماعي للمجموعة البشرية الحاملة للمأثورات الشعبية، فهي ومضة للكشف عن الضمير وقراءة الذات، فالحكاية الشعبية بوصفها جزءًا من الفولكلور تمنح الباحث فرصة لدراسة الحياة الشعبية، ومعرفة الإنسان، فهي تمثل موقف الفرد المبدع لها أن صفتها الشفاهية وتناقلها بين الناس وكثرة رواتها والبعد الزمني، كلها عوامل ساعدت على اكتسابها صفة النتاج الجماعي، إذ يشارك فيها كثير من الأفراد من خلال الحذف أو الإضافة، لما تتصف به من مرونة وقابلية للتطور والنمو والتغير، تبعًا للبيئة الاجتماعية التي ينشأ عنها( ). إن الحكاية قد التصقت بالشعب وأصبحت أداة في التعبير عن أفكاره، فيتدفق خياله معبرًا في شكل قصصي ـ تتناقله الأفواه ـ وسواء تمثل ذلك النقل في حدوده الضيقة كالأسرة والقبيلة أو في نطاق أوسع يشمل الشعب بأسره( )، وأصبح الاستماع إليها مثارًا للاستمتاع جيلًا بعد جيل عن طريق الرواية الشفهية( ). وأحيانًا قد يوجد مَنْ يدونها في بيئة أو عصر. منهج الدراسة وإجراءاتها: استخدمت الدراسة منهج تحليل المضمون بالاستناد إلى الحكاية الشعبية التي جمعتها الباحثة ايمان فشافشة من جبع-جنين- فلسطين، والمنهج التحليلي لمحتوى الحكاية الشعبية . أدوات الدراسة: الملاحظة غير المباشرة، وذلك لتجميع الخبرات حول ما نشاهده أو نسمع عنه أو معايشته وذلك للتعرف على واقع الحكاية الشعبية -التراثية-. المقابلة المباشرة مع كبار السن والمُعمّرين لسماع الحكاية وتسجيلها. مصادر الدراسة: *-المقابلات الشخصية. *-الزيارات الميدانية. *الرسائل العلمية والبحوث المتوفرة. *-الندوات وورش العمل المتعلقة بالموضوع. *-شبكة الإنترنت. *-الكتب والدوريات والمراجع المتخصصة. *-أرشيف ومكتبة مركز التراث في جمعية إنعاش الأسرة في البيرة. *- أرشيف ومكتبة مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي في سعير. خطة الدراسة: 1- الإطار العام الذي يتضمن المقدمة، مشكلة البحث، أهمية البحث، أهدافه، حدوده، مصادره وأدواته، ومصطلحاته. 2- الدراسات السابقة والأدب التربوي. 3- إجراءات الدراسة-العينة والمجتمع والأداة. 4- عرض النتائج وتحليلها. 5- مناقشة النتائج والتوصيات. 6- قائمة المراجع والمصادر. 7- صور الصناعات الشعبية. 8- الملاحق. الإطار النظري والدراسات السابقة: إنّ الحكاية الشعبية لم تُدرسْ في ضوء المناهج الحديثة عند الدارسين العرب فيما عدا بعض الدراسات التي ظهرت بشكل متواضع قد درست الحكاية الشعبية على المستويين التاريخي والاجتماعي وهي دراسات بعيدة الاتجاهات عن دراستنا، ولم يسبقنا في هذا سوى دراسة (الحكاية الشعبية الموصلية مقاربة بنيوية دلالية ) للباحث علي أحمد محمد العبيدي التي اعتمد فيها على وفق ما يُسمى (السيميائية السردية) أو (علم الدلالة البنيوي) حاول فيها الباحث استبعاد المنهج الوظيفي الذي طرحه (بروب) والذي وجده غير منسجم مع طبيعة الحكايات وطريقة معالجتها من دون أو يوضح السبب لذلك. أشار بعض الدارسين إلى أنّ "مفهوم الحكاية الخرافية من جذر يحاكي والمعنى يأتي من الجانب الفني المميز بالتعبير الحركي في العملية السردية، بينما كلمة حكاية مشتقة من الفعل حكى والذي يضم بين معانيه فن القصص الشفوية والمحاكاة الفنية". كما ذكر د/أحمد الصغير أنّ الحكاية هي عبارة عن: "قصة ذات بنية بسيطة ينسجها الخيال الشعبي ليعبّرَ بها عن قيمه وأفكاره ومعارفه". وتتعدّد الحكايات الشعبية منها ما يتعلق بالحيوان والجان والحكايات المرحة وما يتعلق بالسيرة الشعبية والشطار والحكايات الاجتماعية والألغاز والأمثال، ويستخدم الرواة –غالبًا ما يكون من كبار السن من الآباء والجدات - الأسلوب السردي النثري في رواية الحكاية، والتي تمثل موقفًا تعليميًا من خلال الجلسة وفن
التشويق وحسن الإصغاء ومشاركة الحضور بما لديه من حكايات. فالحكاية من وسائل التعليم ونشر المعرفة وتصوير التجربة الإنسانية في إطار زمني يجمع بين الترفيه والتعليم وما تحمله من مقولات فكرية ورموز حسية ومعارف متنوعة والتي تعتبر حلقة وسيطة بين تنشئة الفرد في البيت وانطلاقه للعالم الخارجي. وقـد واجه الباحثون مشاكل في تدوين النص في الموروث الشعبي؛ حيث إنّ مشكلة تدوين النص متعددة الجوانب منها ما يتعلق بمبدأ التدوين وبتقنيته وبألفاظه ومعانيه، وكان البعض يخشى من أن يكون الاهتمام باللهجات على حساب الفصحى، ويرفض هذا الاتجاه مبدأ كتابة أو قراءة النصوص بالعامية. أما مشكلة تدوين النصوص من الناحية الفنية، فهي مشكلة لم تجد حلًا متفقًا عليه حتى اليوم، وقد دوّنَ باحثون مختلفون النصوص كل حسب اجتهاده، وأما جانب الألفاظ والمعاني فيتلخص هذا الجانب بصعوبة وضع حد فاصل بين ما تجوز كتابته من هذه الألفاظ والمعاني؛ لأنها ألفاظ أو معان معيبة تخدش الحياء عند تدوينها على الرغم من استعمالها في اللهجة الدارجة المحكية، وهناك اتجاه اعتمد تدوين النصوص كما هي باللهجة الدارجة المحكية، وتبنى هذا الاتجاه في فلسطين د/عبد اللطيف البرغوثي في كتابه في القاموس العربي الشعبي- اللهجة الدارجة المحكية في فلسطين، ود/شريف كناعنه أستاذ علم الإنسان في جامعة بير زيت في كتابه قول يا طير بتدوين الحكاية الشعبية الفلسطينية. صدر قرار عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بسحب كتاب قول يا طير للباحثين د/شريف كناعنه وإبراهيم مهوي بتاريخ 30/3/2007م ضمن ثقافة خدش الحياء لاحتواء الكتاب على نصوص مخلة بالآداب العامة. ـ دراسة د/ناجي عبد الجبار: أضواء على حكايات التراث والمجتمع، 1977م هدفت هذه الدراسة إلى استعراض الحكايات السبع المنشورة على صفحات مجلة التراث والمجتمع التي تصدر عن جمعية إنعاش الأسرة في البيرة- فلسطين من العدد الأول إلى العدد السابع، حيث أشار الباحث إلى أنّ الحكاية الشعبية تعتبر من أغنى الفنون الأدبية الشعبية تعبيرًا عن هموم الشعب وتطلعاته، وأنّ تصرفات الأبطال في الحكاية الشعبية متلائمة مع الأوصاف التي ألصقوها بها منذ البداية، وعن مدى ملاءمة أحداث الحكاية مع ما يتمناه الإنسان حصوله وإلى تغليب حياة الشخص من النعيم إلى الشقاء، مع أنه لا يوجد إيضاح أو تفصيلات للمكان في الحكاية. ـ دراسة د/رشدي الأشهب: الحكاية الشعبية في كتب التراث، 1979م هدفت هذه الدراسة إلى استعراض الحكايات الشعبية في كتب التراث، وأنها وردت في كتب تفسير والحديث والتصوف، وكذلك وردت في كتب التاريخ - كتب السيرة وقصص الأنبياء، وكتب الجغرافيا - معجم البلدان لياقوت الحموي، وفي كتب الأدب - الحيوان للجاحظ الذي تختلط فيه المواد الأدبية بالحقائق العلمية عن الحيوانات. أما عن الحكايات الشعبية الفلسطينية فهي تروى متشابهة في كل قرية ومدينة فلسطينية ومنها حكايات إجبينه، ونص إنصيص، والجان والغيلان، وللخيال دور واضح في خلق التصورات ثم صياغتها في حكايات تفسر المجهول حوله. دراسة د/أحمد حسين الصغير: الحكايات الشعبية ودورها التربوي، 2004م هدفت هذه الدراسة إلى بيان الدور التربوي للحكاية الشعبية الفلسطينية، وأشار إلى أن الحكاية الشعبية التي تصل حية متحركة للمستمعين تستهوي السلوك الحسن والأخلاق الحميدة، وتعمل على تقوية الرابط بين المعلم والتلميذ من خلال شد الانتباه والتركيز وإثارة دوافع التحصيل الذاتي بالتعويد على قراءة كتب القصص وتزود الناشئة بخبرات الأسلاف ومعارفهم وتسهم في عملية التربية المستمرة وتنقل لهم التجربة والخيال والقيم والسلوك المقبول وغير المقبول في المجتمع. دراسة حنان كركبي-جرايسي: الحكاية الشعبية والأطفال ما بين نظريات التحليل النفسي ونظريات ما بعد الحداثة، 2005م أشارت الباحثة إلى أنه لابدّ من أن نستقي من حكايات أسلافنا خاصة التي تتمتع بمعايير فنية جمالية حضارية راقية التي تعزز ثقة الأطفال في تراثهم ولغتهم، وأنّ سرد الحكايات الخرافية فرصة للتطهير النفسي وتنمية الخيال وبث روح التفاؤل في الحياة، وأوصت بأنْ تُقدّمَ الحكايات الخرافية بلغة عمرية قادرة ما بعد سن الخامسة والتي تعتبر قادرة على الفصل ما بين الخيال والواقع ولا يتزعزع الشعور بالأمان لديها. دراسة نبيل علقم: كتاب قول يا طير ومشكلة تدوين النص، 2007م هدفت هذه الدراسة إلى عرض كتاب قول يا طير للباحثين د/شريف كناعنه ود/إبراهيم مهوي والذي حدثت مشكلة حوله بإصدار وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عام 2007م قرارًا بسحب الكتاب وإتلافه لاحتوائه على نصوص تخدش الحياء، وحصول ضجة إعلامية وتراجع وزارة التربية عن قرارها بإتلاف الكتاب. أشار الباحث إلى أنّ مقدمة الكتاب تضمنت ثلاثًا وخمسين صفحة، وتضمن الكتاب تصنيف الحكايات حسب دورة حياة الأفراد وأنها تعكس الحقائق الاجتماعية، وتحليل أنماط الحكايات من خلال الاهتمام الأكاديمي بالتراث الشعبي، وأن هذه الحكايات ملك للشعب الفلسطيني. دراسة د/شريف كناعنه: الحكاية الشعبية معلما حضاريا، 2011م أكّـدَ الباحث على دور الحكاية الشعبية الفلسطينية في نقض الادعاءات الصهيونية بأنه لا وجود لشعب فلسطيني في فلسطين، وأنّها أرض بلا شعب، وكذلك عن دور اليونسكو في مؤتمر نوفمبر 1997م التي اتخذت قرارًا بإضافة معالم حضارية عالمية غير ملموسة أو غير مادية تستحق التشجيع والحفاظ عليها واعتبرت هذه المعالم عناصر مهمة في الهوية الثقافية وفي تشجيع الإبداع، وحازت الحكاية الشعبية الفلسطينية على الاعتماد من قبل اليونسكو. دراسة د. ضياء العبودي والدكتور ادريس جرادات: الحكاية الشعبية الفلسطينية :المكونات والوظائف منهج فلاديمير بروب أنموذجًا سعت هذه الدراسة إلى بيان مدى الاهتمام بالحكاية والقصة الشعبية الفلسطينية والتعرف على مضمون هذه الحكايات ودلالاتها. استخدمت الدراسة منهج تحليل المضمون بالاستناد إلى الحكاية الشعبية التي جمعتها الباحثة د.إدريس جرادات من فلسطين، والمنهج التحليلي لمحتوى الحكاية الشعبية باستخدام منهج بروب في تحليل الحكاية الشعبية،وهدفت الدراسة إلى:تقديم معلومات تخدم أصحاب القرار في اتخاذ خطوات إيجابية في رسم السياسة العامة والخطط المستقبلية بإظهار دور الحكايات الشعبية في تعزيز الهوية ونشرها وتعميمها عالميًا بما ينسجم مع الأهداف المتوخاة في خلق وإيجاد الشخصية الفلسطينية المؤمنة بأهدافها الوطنية والقومية في ظل محاولات الطمس والتهويد التي تتعرض لها. وحاولت الدراسة الإجابة عن الأسئلة الآتية: السؤال الأول: ما مكونات الحكاية الشعبية الفلسطينية بالاستناد إلى منهج بروب في تحليل الحكاية الشعبية؟ السؤال الثاني: ما الوظائف التي تؤديها الحكاية الشعبية الفلسطينية بالاستناد إلى منهج بروب في تحليل الحكاية الشعبية؟ وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: 6- الراوي يتقصد من مقدمته الخاصة بأنْ يجاري الفكر الشعبي في استقبال الحكايات، فبخفي الراوي الأول للحكاية، كي تكون ممتدة في الزمن العميق، بمعنى آخر تجهيل الزمكان ومصدر التلقي. 7- الاستقراء الأولي للحكايات الشعبية يكشف عن تمظهر شوا خص متعددة منها ما هو إنساني ومنها ما هو حيواني، إلا أنها ليست متناظرة من حيث التأثير فثمة مثيرات دلالية تتشكل من بعضها. ويلقي بعضها الضوء على الآخر ليجعل منها أكثر تأثيرًا. وتشخيص الحيوان كي يرتقي إلى المستوى التعبيري والمضموني لفعل الإنسان. 8- إنّ تطبيق منهج بروب الوظائفي، يؤكد اختفاء بعض الوظائف، كالعلاقة والعودة والوصول متنكرًا والدعاوي الكاذبة والتعرف والاكتشاف وتغير الهيئة والعقاب واعتلاء العرش. 9- تبلغ الحبكة نهايتها عند وظيفة الإصلاح، وكثيرًا ما كانت الأداة واقعية خالية من السحر. 10- إنّ الحكايات الشعبية في منطقة الخليل- فلسطين لا تكاد تختلف عن الحكايات الأخرى عند مقارنتها في الحكايات الشعبية في جنين أو بيت لحم أو نابلس أو غزة مثلا، فالأبطال هم الأبطال والعناصر هي العناصر والموضوعات هي الموضوعات، ولا نستطيع تثبت تلك الشخصية المميزة من بين حكايات المدن الأخرى إلا في اللمسات السطحية التي تقتضيها الظروف والبيئة. 11- وبناءً على ذلك يمكننا أنْ نعدّ الحكايات الشعبية فنًا عالميًا يتسم بالشمولية التي تهدف إلى جوانب أخلاقية تثقيفية. أما النتائج المتعلقة بتحليل الحكاية من حيث المكونات التي أشار إليها بروب: 1- فبداية الحكاية تدل على بعدها التاريخي المتجذر وذلك بلفت انتباه السامعين، وتكون لغرض البدئية الوضعية بوصف حال البطل وذكر اسمه، هي أشبه ما تكون بافتتاح النص الشعري، وأما نهاية الحكاية الشعبية الفلسطينية نهاية سعيدة ومحققة للهدف مقارنة مع الحكاية الشعبية الأجنبية. 2-بطل الحكاية الشعبية الفلسطينية من عامة الشعب يمثل أمانيه وطموحاته، ويُعَد نقطة ارتكاز تدور حولها مكونات الحكاية الأخرى، وهي متطورة مع الأحداث ومتفاعلة مع المواقف-نامية. 3-حملت الحكايات الخرافية الشعبية الشخص على التفكير والتأمل الذاتي، وساهمت أيضًا في إثراء الجوانب الفكرية بالبحث عن البدائل والحلول للمشكلات. 4-للقدر دور واضح في أحداث الحكاية الشعبية من منطلق العقائد والشرائع السماوية. 5-ارتبط الرقم (ثلاثة) في الحكاية الشعبية بمعتقدات وطقوس دينية؛ منها التثليث المسيحي وأيام العزاء للميت الثلاثة، أما الرقم (أربعين) فارتبط بسيدنا موسى (عليه السلام) أربعين ليلة، أربعين سنة، وبنزول الوحي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) عن عمر يناهز أربعين سنة بلوغ سن الرشد. 6-تكون الحبكة في الحكاية الشعبية في مواجهة البطل أو لحظة الإساءة إليه أو أمره أو الفرض عليه بشروط لنيل الهدف ودخوله مسرح الأحداث ومواجهة المعوقات والتحديات بنفص المال أو الظروف المعيشية القاسية . 7-تضمنت الحكاية الشعبية الفلسطينية ثلاثة محاور رئيسة؛ محور التحفيز بالإناث أو الأشياء التي تُرى في المجال البصري، ومحور الإثارة والتشويق لدى السامع بتسلسل الأحداث وواقعيتها، والمحور الجمالي في اختيار الأغراض الواقعية. 8-الفتاة هي المُخلّص والمنقذ في الحكاية الشعبية الفلسطينية مقارنة مع الشاب المنقذ والمُخلّص في الحكاية الأجنبية. 9-العناصر الثابتة والمستمرة في الحكاية هي وظائف الشخصيات وعددها محدود: "المعتدي الشرير، الواهب، المساعد، الأميرة، الباعث، البطل، البطل الواهب". 10-الوظائف التي جاء بها بروب قد لا تتوفر جميعها في الحكاية، فقد تفقد حكاية بعضًا منها، في حين أخرى تضيف إليها وأهم الوظائف الذهاب إلى العمل أو التجارة أو الحرب أو لقضاء الشئون الخاصة. في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة والتحليلات التي عرضها الباحثان لتفسير النتائج فإنّ الباحِثَين يوصيان بما يأتي: 1-وضع برنامج وخطة تعليمية تربوية لتعزيز الاهتمام بالحكاية الشعبية الفلسطينية من قبل الدوائر الرسمية الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وتفعيلها. 2-تعزيز الاهتمام بالموروث الشعبي الفلسطيني والعربي؛ لأننا في ظروف أحوج ما نكون فيها إلى ربط الشخص ببيئته وظروفه المحيطة من خلال وضع خطة وبرنامج إعلامي عبر الإذاعات والقنوات المحلية والفضائيات وعمل مؤتمرات متخصصة حول الموروث الشعبي وإصدار مجلة متخصصة بالموضوع. 3-تعزيز دور التكنولوجيا وتوظيفها في خدمة الموروث الشعبي من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي . 4-تنسيق العلاقة بين المراكز الإعلامية والبحثية والمؤسسات المهتمة والعاملة في المجالات المتنوعة على مستوى الوطن، والعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع وعقد اجتماعات دورية لهم لتبادل الخبرات وتقديم التغذية الراجعة. 5-أنْ تتحملَ وزاراتُ الإعلام والثقافة والسياحة والتربية الفلسطينية والعربية والإسلامية، المسئولية بتبني إجراء دراسات متخصصة وتكليف المراكز البحثية والجامعات والأكاديميين واقتنائها وتوزيعها على المؤسسات والمراكز المعنية داخل فلسطين وخارجها، وعمل المعارض والبوسترات
اللازمة وإصدار النشرات وترجمتها إلى لغات أجنبية لتعميم الاهتمام بالموروث الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي وخاصة الحكاية الشعبية. عرض ومناقشة النتائج للإجابة على سؤال الدراسة :ما التحليل فني للعناصر والقيم والدلالات في الحكاية الشعبية الفلسطينية على النحو الآتي: أولًا: بداية الحكاية: يبدأ الراوي حكايته عادة بقوله: "كان ياما كان" ولا شك في أن الأصل في هذه الكلمة أو الاستهلال بعيد في التاريخ، والراوي يردّدُها اليوم دون أن يعرف أن هذا الاستهلال هدفه جلب انتباه المستمعين له. وبديهي أن يقال إنّ الراوي يقصد من مقدمته هذه الخاصة أن يجاري الفكر الشعبي في استقبال الحكايات، فيخفي الراوي الأول للحكاية؛ كي تكون ممتدة في الزمن العميق، بمعنى آخر تجهيل الزمكان ومصدر التلقي. وربما بدأ الراوي حكايته بعبارة "يا سامعين الكلام، وما يطيب الكلام إلاّ بذكر العزيز الرحمن، وَحِّدُوا الله، لا إله إلا الله"، ويأتي بعد ذلك بدايات تقليدية غالبًا تبتدئ بها أكثر الحكايات مثل "أنّ أحدَ الرجال" أو "كان يوجد ثلاث بنات..." أو " كان يعيش في إحدى البلدان...". الهدف العام من القصة: نقل السامعين إلى جو الحكاية الخيالي ، فقد بدأت بــ " يا سامعين الكلام أحكي واللا أنام " وانتهت بــ " طار الطير " . المكان : مبهم وغير معروف في القصة ، البلدان التي تم السفر إليها أيضاً غير معروفة ، وكذلك المكان الذي تعيش فيه هذه الأسرة والجارة. الزمان : غير معروف في القصة . الزمان والمكان مبهمان . ثانيًا: نهاية الحكاية: أما النهاية فهي تقدّم العظة أو الحكمة، وهي غالبًا ما تنتهي نهاية سعيدة بالزواج أو جمع الشمل المشتت، كما في حكاية الحسد والغيرة "واستلم الشاب الحكم مكان خاله وأمر بقطع رأس الوزير، وأعوانه الخونة. وطار الطير وتتمسوا بالخير"، وفي حكاية "بدوي محل بدوي برخ وعلي محل علي فرح" "وعاشا في حب وأمان، وأنجبا ولدين وبنتين"، وفي حكاية "جبينة" تنتهي بزواج أيضًا والحياة السعيدة " فأحبها الملك حبًا كثيرًا وتوجها بتاج الملكة، وأصبحت جبينة ملكة مشهورة، وأنجبت أولادًا وبناتًا". وإذا ما قُورنت نهاية الحكاية الشعبية الفلسطينية مع الحكاية الشعبية الغربية والأجنبية والتي تنتهي بالتراجيديا والهدف البائس، أما الحكاية الشعبية الفلسطينية نهايتها مفرحة وتبعث على الأمل والتفاؤل. الأحداث : متسلسلة ، نذرت المرأة إن هي أنجبت ستطبخ وتطعم كل العصافير التي تحلق في المكان ، المرأة أطعمت العصافير بعد أن أنجبت ولدا ، العصفورة تأخرت فلم تجد من طعام العصافير شيئا ، فخطفت الطفل وراحت تزقزق كل يوم أمام بيت المرأة أم اليوسفي ولكن دون جدوى ، أخبرت الجارة أم اليوسف عن أمر العصفورة ، فطبخت وأطعمت العصفورة ، أعادت العصفورة الطفل إلى أهله وابيضت جدران بيتهم الحبكة : تظهر ذروة الأحداث في هذه الحكاية عندما خطفت العصفورة الطفل ووضعته بجانب نتشه ، وكانت تحضر له الطعام وتخبره أنها كانت تذهب عند بيت أهله ولم يطعمونها شيئا . فيقول اليوسفي سود الله دار والدي . الحل : استطاعت المرأة استرجاع طفلها اليوسفي عندما طبخت طعاما خاصا بالعصفورة ، ووضعته على حائط قريب ، فرأته العصفورة فأكلت حتى شبعت . عند ذلك أعادت اليوسفي إلى أهله . المؤلف : مبهم وغير معروف ، ولكن يوجد هنا راوٍ . اعتمد الراوي هنا في سرد الحكاية على الذاكرة والتذاكر-ذاكرة شفوية . ونقلت أيضاً عن طريق المشافهة ، وقد تروى بتعديل أو تغيير للأحداث . انتهت الحكاية بأن استطاعت المرأة أن تعيد طفلها اليوسفي عندما وضعت الطعام للعصفورة على ظهر الحائط . فعندما أكلت العصفورة وشبعت أعادت الطفل إلى أمه المسكينة ، عند ذلك . فرحت الأم فعودته فأقامت الولائم ووزعت الحلويات . بدأت القصة بعبارة كان يا مكان في قديم الزمان ، وهذا يعني نقل السامع من عالم الواقع إلى عالم الخيال. الخيال : عنصر الخيال ظاهر في الحكاية ، وقد كانت أشخاصها من الإنسان والطيور ، وفيها بعد عن الواقع . عناصر الخير والشر في القصة : - عناصر الخير : تمثل عنصر الخير في الحكاية عندما طبخت ام اليوسفي الطعام ووضعته للعصافير عناصر الشر : تمثل عنصر الشر في خطف العصفورة الطفل بالخفاء عن أمه التي باتت تذرف الدموع من أجل أن تستعيد ابنها . القيم : - العمل - الكسب الحلال – الكرم - الأمانة - الرحمة -إرجاع الطفل لأمه - التسلسل : غير زمني . اللغة والأسلوب : الحكاية شعبية وتروى باللهجة المحكية . والأسلوب فيه نوع من التشويق . وهي لهجة أهل الشمال " منطقة جنين " فيها صعوبة في فهم بعض الكلمات والعبارات لسكان المناطق الأخرى. الدلالات : *استطاعت العصفورة أن تأكل الطعام ، وذلك بخطف الطفل ووضعه عند نتشه . *عندما علمت سيدة المنزل بخطف العصفورة للطفل ، أخبرتها صديقتها بأن عليها أن تطبخ الطعام ، كي تأكل منه العصفورة فتعيده إليها وتقدمه للعصفورة . *اللقم ترد النُقَم –مثل شعبي فلسطيني. العبرة : ضمنية لكنها واضحة-صنائع المعروف تقي مصارع السوء . البناء : يوجد فيها بعض الضعف في الربط بين العناصر . التجربة والرأي الخاص : الحكاية هي عبارة عن خيال واضح وصريح ، فلم نتعود أن نطهو الطعام خصيصا للعصافير ، عادة طهو الطعام هو للإنسان . *الحكاية بعيدة عن الواقع بأحداثها وليس في قيمها . مصدر الحكاية : من الباحثة ايمان فشافشه –جبع جنين. الراوية سعدة صالح، جبع، جنين، 66 عاماً،بتاريخ 4/4/2011. ثالثًا: أبطال الحكايات: إنّ استهلالَ الحكايةِ يحدّدُ لنا منذ البداية الأبطال الذين يمكن أن يَرِدوا في الحكايات، فهم "رجال، امرأة، شيخ "، ونلاحظ هنا أن الحكايات تسند البطولة إلى شخصية من عامة الشعب، حتى في الحكايات التي تكون شخصياتها من الملوك، فهي تجعله أحد الشخوص الذين يدورون حول محور البطل لإبرازه وإلقاء الضوء عليه، ولعل الأمر يعود إلى أن هذه الحكايات جاءت لعامة الناس ـ إذا صَحّ التعبير ـ فلابد أن يكون بطلها من عامة الناس، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنّ هؤلاء الأبطال يمثلون أماني الشعب ومعاناتهم وطموحاتهم، ومن ثم لا يمكن للبطل أن يكون ملكًا منذ البداية، وإلا فما الذي ينتظره المروي له بعد الملوكية لشخصيته؟( ). كما يلاحظ أنّ أبطالَ الحكايات الشعبية غالبًا متطورة مع الأحداث وإنْ كانت ثابته في بعضها إلا أنها تملك أهدافها وتسعى إلى تحقيقها، وتشعر بوجود أزمة تجعل منها بطلًا ناميًا. الشخصيات : الشخصيات الرئيسة في القصة : شخصية أم اليوسفي ، وهي الشخصية التي حركت الأحداث ، وهي شخصية دينامية تتطور مع الأحداث ، وهي المرأة التي لم تكن تلد فنذرت إن ولدت ولدا ، سوف تطبخ وتطعم كل العصافير التي تحلق في المكان . شخصية العصفورة وهي شخصية دينامية تتطور وتحرك الأحداث وتتصف بالذكاء فقد وصلت المكان ، ووجدت العصافير قد أكلت كل الطعام الذي قدمته ام اليوسفي ، فذهبت تزقزق عند أم اليوسفي لكنها لم تقدم لها ، فحملت الطفل وذهبت به ووضعته عند نتشه . الشخصيات الثانوية : جارة ام اليوسفي وهي شخصية مسطحة ، جارة أم اليوسفي ، التي أخبرتها عن سبب زقزقة العصفورة كل يوم . رابعا :اللهجة المحكية: أ.الحركات الصائتة: • كسر أول الفعل المضارع , الصوامت وبقية الحروف , مِطرح , لِبست . • كسر عين الفعل الماضي الذي اتصلت فيه تاء الفاعل , جِبِت . • وسط الاسم الذي جاء على وزن فعل , السَمِن . • في أسم الآلة يضم أوله مُنشار . • في مجال التذكير والتأنيث , يميز بين الجنسين بالتاء , ختيار , خيارة . • في دلالة الألفاظ , اللي بدل الذي / ليش , لماذا / إحنا , نحن / شايف كيف , مثلما / وخذ الله , هلل . • زيادة حرف التاء في نهاية الضمير أحيانا في سعير , هو , هوت / هي , هيت. • التخلص من همزة أن شاء الله . • قلب الهمزة في أول الفعل المضارع إلى ياء , يلعب , بلعب . • قلب الذال إلى ظاء والظاء إلى ظاء , هذا , هاظا / ضربني , ظربني . • لأنثى تزداد حرف التاء , تلعب , بتلعب / تشتغل , تشٍتغل . • في حالة النفي يزداد حرف الشين في آخر الكلمة لا يعرف , بعرفش . • معنى كلمة أنظر . • شن , بص , أتطلع , بحر , شوف , ناظر , بحلق , عاين , طل , أبهت ، لِدْ فلسطين وطن متعدد اللهجات فهو ساحة جذب بسبب الحروب والاستعمار والهجرات إلى فلسطين وحملات البعثات الدينية والاستشراقية . ب.المفردات واختلاف الدلالات: المفردة الواحدة لها معان متنوعة تختلف من منطقة الى أخرى حسب دلالة الاستعمال • فنغس , يزهزه عن نفسه في غزة , كلمة ثانية جنسية . • بلقافة , اللازمة الكلامية , بالي , أسمعت / شايف كيف , شوفت . • قصة إعدام الأسرى مع خالد بن الوليد , دفوهم , الفهم أعدموهم . • حلحول : الكشكشة وبيت أمرch . • الشيوخ : هااان . • الخليل : هون , آل: قال . • نابلس , آني , أنا . • يطا : ياي , أنت ويخا في بني نعيم. • يهووووو في بني نعيم . • يرعاااااااااااااه في دورا. • يرعيته في يطا. مثال على تعدد الكلمات في اللهجة لمعنى أنظر والتي يقابلها مصطلح Look - بالانجليزية. • شِن:في بلدة سعير ،بُص:قرى جنين ،اتطلع ،عاين ،بحر:قرى رام الله ،شوف ،ناظر ،بَحْلِقْ ،طُل ،ابهت ،لِدْ ج.الإتباع في اللهجة المحكية: يكرر عامة الناس بعض الكلمات من باب الإتباع في اللهجة : مثل احفر واطمر:إتباع فعلي بمعنى إخفاء السر، أكّالْ نكّارْ:إتباع اسمي بمعنى الناكر للمعروف والجميل ،شباط الخباط:أتباع فعلي بمعنى شديد عاصف ،الكَبَرْ عَبَرْ:أتباع اسمي فعلي ،مِنا وفينا:اتباع اسمي مع الضمير ،مع الهُبُلْ دُبُلْ:من الانجليزية بمعنى مضاعف ،جَزْ مَزْ:البندورة المقلية مع البيض يكون الإتباع اسمي أو فعلي أو اسم مع ضمير ومصدر الإتباع الألعاب الشعبية والأطعمة والألغاز الشعبية والنوادر والحزازير والنكت. د.المستوى الصوتي في لهجة أهل جنين • الصوت-الفونيم:ق:جال المصرية،شجر:سجر،أزكى:اسكى. • الصوائت:الكسرة والفتحة والضمة سواء كانت قصيرة أو مرقق أو مفخمة فهي 18 حركة. • التنعيم بالمط والإطالة أو الاستفهام أو الدهشة أو التنكر. خامسا: دلالة الطيور في الحكاية الشعبية للحيوانات دلالات مهمة في الفلكلور بدأ بالأساطير مرورا بالعادات والتقاليد وانتهاء بالحكايات الشعبية، فمنذ القديم بلور الإنسان تأثره بعالم الحيوان إلا انه خطا خطوات بارزة في انفصاله عن هذا العالم وأقدم هذه التحولات يعود إلى مطلع العصر البليستوسيني الأعلى حيث تشير الدلائل إلى إحساس الإنسان بانفصاله الفعلي، مدركا بيئته الطبيعية محاولا التكيف معها تلعب الحيوانات أدوارا فريدة في الأساطير و الحكايات الشعبية، تتميز شخصياتها بكونها شخصيات عاقلة، لها إدراك وتفكير، وربما دلالة هذا يعود إلى أن نشأة الحكاية كانت ملازمة للطفولة الإنسانية، فاعتقد الإنسان أن الأشياء كلها حية، لها أرواح ،وهي قدرة على النطق، فعبد الكثير منها، وبخاصة في الديانة الطوطمية. يؤكد سعد الخادم أن الكثير من القبائل كانت تقرن الحيوان بقوى سحرية خارقة، ويعتقدون امتلاك الحيوان مجموعة من الأرواح، كالإنسان تماما، الذي يعيش أكثر من حياة، لذا فمن الممكن أن يتحول إلى حيوان، مع اختفائه عن الوجود، حسب ما قالت به المخيلة الشعبية ودلالة ما تقدم، إيمان العقل الإنساني بفكرة المعبود فالحيوان كان يعبد بسبب نفعه، وهذا يبرر كون أعظم المثيرات الحيوانية في حياة الإنسان هي فكرة الإله. ولهذه الأسباب وغيرها قدس الحيوان، وكان له تأثير واضح على حياة الإنسان. أبرزت
الحكاية الشعبية الحيوانات بمظهرين، خطرة شريرة أو عاقلة خيرة، وهي كذلك على حد تعبير "برونو بتلهايم ": تتكون من صنفين تمثل طبيعتنا الحيوانية ودوافعنا الغريزية. ومنها ما يرمز إلى"الهو"غير المروضة وغير الخاضعة أيضا لسيطرة "الأنا"و"الأنا الأعلى" والمليئة بحيويتها المخفية. والباقية تمثل حيويتنا الطبيعية. ومن الشخصيات الحيوانية التي ظهرت بقوة في الحكايات الشعبية عاكسه دلالات مهمة الطير بأصنافه المختلفة. نال الطير مكانة مميزة في الأدب الشعبي، لما يتمتع به من صفات تجعله أقرب إلى عالم السماء، منه إلى عالم الأرض، فهو يمتلك أجنحة للطيران، وقدرة على الوصول إلى عنان السماء في ثوان، والولوج إلى عالم الأرض كذلك، وهذا بدوره جعل الناس يظنون أن الطيور أشكال اتخذتها الأرواح البشرية ؛ لأن روح الإنسان تطير كما الطير في السماء، والناس في العالم السفلي في بعض الأساطير يرتدون ثيابا من ريش ويطيرون بأجنحة. هذا لشأن الطير عامة، مع وجود صفات تميز طائر عن آخر، ودلالة تلازمه بحكم ما اقترن به في الخيال الشعبي و الأساطير، والدين، والتجارب الشخصية. برز الطير بوضوح في حكاية الشعبية في بلدة جبع منها حكاية" اليوسفي" اذ يقوم الطائر/العصفورة فيها بدورين متناقضين، سلبيي، وايجابي في ذات الوقت، ولم أعهد من خلال ما قرأت من الحكايات، هذه الازدواجية في الطير إلا في هذه الحكاية. يكمن الدور السلبي في اختطاف العصفورة للطفل من عائلته وحرمانه من العيش مع والدته التي عانت من العقم مدة طويلة من الزمان. أما الدور الايجابي فيتمثل في تلبية احتياجات الطفل ورعايته ، وتزويدها بكل ما تريده،وعدم المساس به وإعادته إلى بيته في نهاية المطاف. لم ترزق المرأة بطفل لفترة ما، فنذرت بإقامة وليمة تطعم جميع العصافير، وتبدو هذه الوليمة قربانا يقدم على مذابح الآلهة، من أجل كسب عطفها. بعد الوليمة والدعاء لله ، تمنح الطفل الذي حلمت به، وقدمت القرابين للآلهة تضرعا لتحقيق أمنيتها إن ما قامت به المرأة من تقديم الوليمة للعصافير يعيدنا الى العادات الشعبية المعروفة في المجتمع الفلسطيني وبخاصة في موضوع العقم، فإذا مرت فترة على الزوجين ولم يتم الحمل فأنهما يتبعان جميع الوسائل، ومن هذه الوسائل النذور التي تقدم لله أو لمقام ولي أي - قوة غيبية- وتكون النذور بعدة وسائل منها عمل وليمة من الطعام. أما دلالة العقم أسطوريا فقد "كان المرض والعقم قديما لعنات الآلهة، تقوم بنفسها بإحداث المرض، بل تأمر به وتسخر كائنات العالم السفلي للقيام به، وكان الشفاء كذلك يحدث بأمر يصدر عن الآلهة العليا الكبرى، وكان الكائن والمعزوم يقوم بدور الوساطة بين المريض، والآلهة ويتعهد نيابة عن المريض، انه سيقوم بواجباته نحو الآلهة، يتم ذلك بالصلاة، والقرابين والأدعية في المعابد". ولا شك أن النذور في تقديم الولائم له ظلال أخرى وهذا ما أشار إليه شيد لنجر الذي عد أن كل مشاركة في الأكل هي إشباع وجداني، لأن تقديم الطعام هو أول تعبير عن الحب بل هو المدخل إلى الحب لذا تظل قيمة الطعام الرمزية عالية طيلة الحياة في اللاشعور. بعد إتمام الأم النذر اختفى الطفل لعدم شموليته لجميع العصافير،فلم انتفاع العصفورة "يولبي"من تلك الوليمة فكان تصرفها أشبه ما يكون بتصرفات إنسانية تتم عن وعي وإدراك ، ودلالة هذا ان العصفورة أرادت لفت انتباه الأم فأخذت الطفل لإيمانها بأهميته فكانت هذه العصفورة تبث رسالة تنبيه للام، تتكرر يوميا بمجيئها على ظهر البيت وتزقزق ،إلا إن الأم لم تنتبه لانشغالها وحزنها على فقد ابنها ،كان الطفل ينتظر عن كثب انتباه الأم لرسالتها فيقول مخاطبا العصفورة : شو أطعموك دار أبوي يا اليولبي؟ ردت على سؤاله قائلة: ما بش اشي ما بش اشي يا اليوسفي فقال إلها: سود الله دار أبوي يا اليولبي وفي الحال أصبحت دار أبوه سوداء اللون وهذه الحادثة تحيلنا إلى دلالة الألوان في الفكر الشعبي فاللون الأسود يدل على التشاؤم حيث ارتبط بالغراب ذو اللون الأسود وهو يعيد إلى الأذهان حادثة الطوفان فبعد انحسار الماء أرسل نوح عليه السلام الغراب فلم يعد لانشغاله بأكل الجيف،كما وارتبط اللون الأسود عند المصريين القدماء في التعبير عن اللون الجنائزي واستخدم في الشعائر الجنائزية وداخل المقابر إذ يعبر عن البعث فربما كانت دلالة العصفورة هو الغراب وما يرتبط به من اختفاء وموت فالطفل بقي مختطفا من قبل العصفورة/الغراب/اللون الأسود إلا إن اللون الأسود تحول إلى ابيض بعد تنبه الجارة لفعل العصفورة المتكرر وامتثال ام اليوسفي لطلب الجارة بان قامت بإعداد وليمة أخرى خاصة بالعصفورة التي حملت جزءا منها لليوسفي كدلالة على الوفاء بالنذر فتحولت دار والده إلى اللون الأبيض ولهذا اللون دلالات في الموروث الإنساني ،فهو لون مقدس أسطوريا ودينيا، ارتبط بعدد من الإلهات منها عشتار الزهرة، والزهرة تعود في تسميتها إلى الأزهر، الذي يعني اللون الأبيض المشرق ، وكذلك فهو رمز النور الإلهي، وهو لون الأمل والحياة، والنقاء، والطهارة، والنظافة، والتفاؤل، وهو لون العبور فملابس العروس، وكذلك الميت في مختلف الحضارات بيضاء. ويمكن إن تكون دلالة العصفورة /الحمامة /اللون الأبيض الذي رافق عودة الطفل إلى بيته إلى الحمامة التي كانت رمزا للتفاؤل،حيث يعد الحمام رمزا للآنسة، قيل إن علي بن أبي طالب شكا للرسول الوحدة والوحشة، فأمره أن يتخذ زوجا من الحمام ليؤنس وحدته. وقيل في تفسير الآية القرآنية"وربك يخلق ما يشاء ويختار" أي يختار من النعم الضأن، ومن الطير الحمام. ولا غرابة في النظرة الايجابية للحمام إذ نذكر قصة الطوفان وما بشر به الحمام من انحسار المياه ،وكذلك ما قام به الحمام مساند لرسولنا الكريم محمد عليه السلام في هجرته. اختفى الطفل بسبب العصفورة وعاد أيضا لذات السبب لذا فان دلالة الطير في الحكاية الشعبية اليوسفي نموذجا دلالة على الازدواجية التي يقوم بها الطير في الحياة. النتائج
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: *الراوي يتقصد من مقدمته الخاصة بأنْ يجاري الفكر الشعبي في استقبال الحكايات، فيخفي الراوي الأول للحكاية، كي تكون ممتدة في الزمن العميق، بمعنى آخر تجهيل الزمكان ومصدر التلقي. *الاستقراء الأولي للحكايات الشعبية يكشف عن تمظهر شوا خص متعددة منها ما هو إنساني ومنها ما هو حيواني، إلا أنها ليست متناظرة من حيث التأثير فثمة مثيرات دلالية تتشكل من بعضها. ويلقي بعضها الضوء على الآخر ليجعل منها أكثر تأثيرًا. وتشخيص الحيوان كي يرتقي إلى المستوى التعبيري والمضموني لفعل الإنسان. *إنّ الحكايات الشعبية في منطقة جنين- فلسطين لا تكاد تختلف عن الحكايات الأخرى عند مقارنتها في الحكايات الشعبية في الخليل أو بيت لحم أو نابلس أو غزة أو الناصرة مثلا، فالأبطال هم الأبطال والعناصر هي العناصر والموضوعات هي الموضوعات، ولا نستطيع تثبت تلك الشخصية المميزة من بين حكايات المدن الأخرى إلا في اللمسات السطحية التي تقتضيها الظروف والبيئة. * وبناءً على ذلك يمكننا أنْ نعدّ الحكايات الشعبية فنًا عالميًا يتسم بالشمولية التي تهدف إلى جوانب أخلاقية تثقيفية. *للحيوان دلالة في الحكاية الشعبية ارتبطت بالاساطير لاعتقاد الانسان أن الأشياء كلها حية ، والطير اقترن بقوى خفية وسحرية وله دور ايجابي نافع وسلبي ضار ، وكذلك ارتبط الطير بروح الانسان في الجنة وأن الروح تطير في السماء كما الطيور. التوصيات وعلى ضوء النتائج التي توصلت اليها الدراسة فإنها توصي بما يأتي 1- وضع برنامج وخطة تعليمية تربوية لتعزيز الاهتمام بالحكاية الشعبية الفلسطينية من قبل الدوائر الرسمية الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وتفعيلها. 2- تعزيز الاهتمام بالموروث الشعبي الفلسطيني والعربي؛ لأننا في ظروف أحوج ما نكون فيها إلى ربط الشخص ببيئته وظروفه المحيطة من خلال وضع خطة وبرنامج إعلامي عبر الإذاعات والقنوات المحلية والفضائيات وعمل مؤتمرات متخصصة حول الموروث الشعبي وإصدار مجلة متخصصة بالموضوع. 3- تعزيز دور التكنولوجيا وتوظيفها في خدمة الموروث الشعبي من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. 4- تنسيق العلاقة بين المراكز الإعلامية والبحثية والمؤسسات المهتمة والعاملة في المجالات المتنوعة على مستوى الوطن، والعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع وعقد اجتماعات دورية لهم لتبادل الخبرات وتقديم التغذية الراجعة. 5-أن تتحمل وزارات الإعلام والثقافة والسياحة والتربية الفلسطينية والعربية والإسلامية، المسئولية بتبني إجراء دراسات متخصصة وتكليف المراكز البحثية والجامعات والأكاديميين واقتنائها وتوزيعها على المؤسسات والمراكز المعنية داخل فلسطين وخارجها، وعمل المعارض والبوسترات اللازمة وإصدار النشرات وترجمتها إلى لغات أجنبية لتعميم الاهتمام بالموروث الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي وخاصة الحكاية الشعبية. الملاحق : ملحق حكاية اليــوســفي من منطقة جنين أنموذجا "يا سامعين الكلام نحكي وإلا أنام ،وحدوا الله ، لا اله إلا الله بي هون هالمرة بتخلفش أولاد، نذرت نذر لربها إن خلفت وجابت ولد تطبخ طبخة لعصافير الحارة، يوم الله استجاب إلها وحملت وجابت ولد سمته اليوسفي، لما صار يمشي طبخت لحم ورز لعصافير الحارة، جين هالعصافير وأكلن تا خلصن الطبيخات، أجت هالعصفورة وكان اسمها اليولبي متأخرة سألت رافقاتها: مالكن متجمعات هون؟ قلن إلها أم اليوسفي طبخت وأطعمتنا. فقالت وأنا ما اقلتش قلن إلها ما ظلش، وقفت على ظهر هالدار وصارت اتزقزق، كل يوم تعمل هيك وما حد رد عليها، ليوم أجت هالعصفورة وحملت اليوسفي وطارت بي وحطته جنب نتشه ، نرجع لام اليوسفي دورت عليه ما لقيتوش ، صارت العصفورة كل يوم اتوقف واتزقزق ، وهي امروحة اتجبله أكل لما تيجي العصفوره يسألها: شو أطعموك دار أبوي يا اليولبي، فاترد عليه: ما بش اشي ما بش اشي يا اليوسفي، وقعدت على هالحال مدة، فقال إلها سود الله دار أبوي يا اليولبي، فالله نطق على السانه وصارت دار أبو سودى ، فانجنوا شو هذا شو اللي صار، كان في إلهم جارة كانت اتشوف العصفورة، اتحيرت بها سحبت حالها وراحت لام اليوسفي، وقالت إلها يا خالتي كل يوم أنا بشوف هالعصفورة و كل يوم ابتيجي وباتظل اتزقزق على ظهر داركم وبعدين بتروح، شو قصتها ؟ كون هي أخذت ابنك ولك يا امسخمه اطبخي واطعميها، وقامت أم اليوسفي ردت على جارتها وطبخت هالطبيخ وحطته على ظهر الحيط ، أجت العصفورة وأكلت وشبعت وحطت على جناحها وطارت عند اليوسفي، وهي جاي سألها: شو أطعموك دار أبوي يا اليولبي، فقالت اله: لحمتين ورزتين يا اليوسفي، فقال الها: بيض الله دار أبوي يا اليولبي، فبقدرة قادر قلبت دار أبوه بيضه مثل الشبه ، فقالت اله تعال بدي أروحك ، حملته وطارت بيه وحطته باب دار أهله والصبي روح وأمه قديش انبسطت وعزمت العزايم وطبخت وحلَت . وطار الطير والله ايمسيكم بالخير
المصادر والمراجع ـ د.عز الدين إسماعيل: الأدب وفنونه دراسة ونقد، دار الفكر العربي ـ بيروت، ط 7، 1987. ـ عبد الحميد يونس: الأسس الفنية للنقد الأدبي، دار المعرفةـ القاهرة، 1958 . ـ نبيلة إبراهيم: أشكال التعبير في الأدب الشعبي، دار نهضة مصر للطبع والنشر ـ القاهرة، ط 2، 1974 . ـ عبد الحميد يونس: الحكاية الشعبية، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ـ القاهرة، 1968 . ـ عبد الحليم الراوند: الحكاية الموصلية دراسة وعرض مع نماذج نصية، مجلة التراث الشعبي، ع 10، 1972 . ـ عبد التواب يوسف: الطفل والموروث الشعبي، وزارة الثقافة والإعلام ـ بغداد، 1989. ـ فوزي العنتيل: الفولكلور ما هو، دار المعارف ـ مصر، 1965 . ـ لسان العرب، ابن منظور، دار صادر ـ بيروت . ـ سمير المرزوقي وجميل شاكر: مدخل إلى نظرية القصة، دار الشئون الثقافية العامة ـ بغداد، 1986 . ـ مجدي وهبة: معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب، كمال المهندس، مكتبة لبنان ـ بيروت، 1979 . ـ د. أحمد مرسي: مقدمة في علم الفولكلور، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، ط 2، 1981 . ـ د.أحمد بسام ساعي: مقومات الحكاية الشعبية من خلال حكايات اللاذقية، مجلة التراث الشعبي. ـ إبراهيم الخطيب (ترجمة ): مورفولوجيا الخرافة، فلاديمير بروب، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، 1986 . ـ د.يحيى عبد الأمير الشافي: النجوم في الشعر العربي القديم، دار الأفاق الجديدة ـ بيروت، 1982. ـ ترجمة: إبراهيم الخطيب: نصوص الشكلانيين الروس، مؤسسة الأبحاث العربية ـ بيروت، 1998. ـ د.شريف كناعنه: دراسات في الثقافة والتراث والهوية، مواطن: المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، رام الله-فلسطين، 2011م. ـ د. رشدي الأشهب: كان يا ما كان، حكايات شعبية من القدس، طبعة أولى، 200م ـ د.محمد عبيدات ود/محمد أبو نصار ود/عقله المبيضين: منهجية البحث العلمي-القواعد والمراحل والتطبيقات-مقرر دراسي في جامعة القدس المفتوحة، ط1، دار وائل للنشر، 1997م. ـ د.ناجي عبد الجبار: أضواء على حكايات التراث والمجتمع، مجلة التراث والمجتمع، العدد الثامن، تشرين الثاني 1977م ـ دراسة د.رشدي الأشهب: الحكاية الشعبية في كتب التراث، مجلة التراث والمجتمع، العدد 82، آب 1979م، مركز التراث الشعبي في جمعية إنعاش الأسرة-البيرة-فلسطين0 د.أحمد حسين الصغير: الحكايات الشعبية ودورها التربوي، مجلة التراث والمجتمع، العدد 40، كانون الثاني 2004م. ـ حنان كركبي، جرايسي: الحكاية الشعبية والأطفال ما بين نظريات التحليل النفسي ونظريات ما بعد الحداثة، مجلة التراث والمجتمع، العدد 41 تموز 2005م. .نبيل علقم: كتاب قول يا طير ومشكلة تدوين النص، مجلة التراث والمجتمع، العدد 47 صيف 2007م. *د. ادريس جرادات :طريق الشموخ إلى قرية الشيوخ ، مجلة الهدمي، العدد الثالث آذار 1996 م، مجلة غير دورية صادرة عن لجنة مساجد شباب الشيوخ . *حلقات إذاعية مع الباحث د/إدريس جرادات :حلقة مع راديو أجيال عن متحف السنابل بتاريخ 7/6/2007م، الساعة 8.45 صباحًا صمن برنامج من أجيالنا" ،وسهرة شعبية مع إذاعة فلسطين، عن دور المراكز التراثية والمؤسسات في حفظ وتوثيق التراث الشعبي الساعة 9.30-11 مساء بتاريخ11/6/2007م، وحلقة دور مركز السنابل في الفن الشعبي وتطويره الساعة الثامنة والنصف – العاشرة مساء الثلاثاء 30/10/2012م. ـ الدكتور إدريس جرادات يتحدث عن توظيف التكنولوجيا في تطوير التراث في جريدة الحياة الجديدة ملحق الحياة الثقافية 29/8/1996 م . أجرى المقابلة تحسين ياقين. ـ مجلة السنابل - عرض عبد العزيز أبو هدبا - مجلة التراث والمجتمع تشرين أول 1998 م، العدد 32. -استخدم التكنولوجيا الحديثة في حفظ التراث لايعني التقليل من قيمته الحضارية، جريدة الصنارة 4/2/1997م، أجرى اللقاء مع باحث الفلكلور الفلسطيني إدريس جرادات الصحفي عبد المعطي زاهدة . • عبد العزيز أبو هدبا:دور المؤسسات التراثية في الحفاظ على تراثنا الشعبي، مجلة التراث والمجتمع، العدد 29 كانون ثاني 1997م. • مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي، جريدة الحياة الجديدة 1/7/1996 م، العدد 312. • حوار مع مدير مركز السنابل للتراث الشعبي حول العمارة الشعبية، مجلة المهندس الفلسطيني العدد 40 شباط 1997 م الصادرة عن نقابة المهندس. • يوم دراسي في سعير حول القضاء العشائري برعاية الرئيس ياسر عرفات جريدة الحياة الجديدة 29/12/1996 م، العدد 493 . • مجلة السنابل - عرض عبد العزيز أبو هدبا - مجلة التراث والمجتمع تشرين أول 1998 م، العدد 32. • فوز طالبة من جامعة الخليل بمسابقة مركز السنابل الثقافية، جريدة القدس 10/7/1998 م . • -كتاب الطب العربي الشعبي - مجلة السنابل حزيران 1997 م العدد الأول. • حوار مدير مركز السنابل للتراث - مجلة البيادر السياسي حزيران 2002 م . العدد 808. *Safeguarding Palestinian Cultural Landscapes –Ministry of Tourism and Antiquities –Sector of Antiquities and Cultural Heritage-Ramallah 2010/2011 * Directory of MUSEUMS IN Palestine - –Ministry of Tourism and Antiquities –Sector of Antiquities and Cultural Heritage-Ramallah 2009 http://zmediat.com/magazine/index.php?option=com_content&view=article&id=226%3A2011-09-09-13-52-02&Itemid=36 http://www.uaeturath.com/31.php *Safeguarding Palestinian Cultural Landscapes –Ministry of Tourism and Antiquities –Sector of Antiquities and Cultural Heritage-Ramallah 2010/2011 * Directory of MUSEUMS IN Palestine - –Ministry of Tourism and Antiquities –Sector of Antiquities and Cultural Heritage-Ramallah 2009 الملاحق: ملحق منشور في مجلة مديات العراقية http://zmediat.com/magazine/index.php?option=com_content&view=article&id=226%3A2011-09-09-13-52-02&Itemid=36