شارك د.إدريس جرادات مدير مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي في سعير-الخليل بورقة عمل بعنوان: شجرة الزيتون –شجرة النور والشجرة المباركة-في الموروث الشعبي ودورها في تجسيد الهوية والوجود الفلسطيني-بين تعمير الأحباء وتدمير الأعداء-
  وهدفت الدراسة إلى التعرف على واقع  شجرة الزيتون في التراث الشعبي الفلسطيني  وما ارتبط بها  في الذاكرة الشعبية الفلسطينية من أمثال وحكايات وأساطير وأغان شعبية وصناعات غذائية وما يلبي احتياجات الإنسان.
      وأشار د.إدريس جرادات أن الدراسة حاولت الإجابة على الأسئلة الآتية:
1-ما تقاليد وإجراءات غرس ، وقطف الزيتون من حيث بدء موسم القطاف والأدوات والمفردات الشائعة الاستعمال والمتعلقة بالزيت والزيتون؟
2-ما استعمالات  الزيت والزيتون وخشبه في الحياة اليومية لعامة الناس ؟
3-ما دور شجرة الزيتون في تكريس وتجسيد الهوية الوطنية من خلال المثل والقصة والأغنية والأساطير والمعتقدات الشعبية في الذاكرة الشعبية الفلسطينية.
4-ما أهم الصناعات الغذائية والخشبية المرتبطة بشجرة الزيتون في فلسطين؟
5-ما دور المؤسسات والأشخاص في الرد على محاولات المستوطنين في قلع الزيتون وتدميره؟
      اقتصرت الدراسة في حدودها المكانية على منطقة الضفة الغربية، واتبعت المنهج الوصفي لواقع شجرة الزيتون في الموروث والذاكرة الشعبية الفلسطينية ، وكذلك المنهج المكتبي بالرجوع إلى الكتب والمجلات المتخصصة .
    أما أداة الدراسة فهي الملاحظة المقصودة المباشرة وغير المباشرة  لتجميع الخبرات حول ما نشاهده أو نسمع عنه أو معايشته وكذلك المقابلة المباشرة مع الأمهات، والجدات ، والباحثين، والمهتمين ،والأكاديميين المختصين، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج واقترحت مجموعة بدائل وتوصيات عملية للمحافظة على شجرة الزيتون وتعميرها.
    وعن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أشار د.إدريس جرادات إلى أهمها على النحو الآتي:
1-استعمالات شجرة الزيتون متنوعة في المجالات الغذائية ،وتلبية احتياجات الفلاح من تدفئة وبعض العلاجات، ومجال الزينة ،والدلالة الفنية ، والرمزية في خشب النحت والجذب السياحي.
2- في موسم قطف الزيتون مجال للتعبير، والمشاركة الوجدانية ، بتجسيد مفهوم العونة، والعمل التعاوني والروح الجماعية ونظام تبادل الخدمات والمقايضة في المجتمع الفلسطيني.
3-أعطت شجرة الزيتون دورا هاما ، ومجالا لنفث الهموم، وآهات الأسى، والحزن ،والحرمان ،والتعبير عن لواعج النفس وآلامها ، فهي مجال للتنفيس الانفعالي والتفريغ النفسي للقهر، والكبت النفسي وتجسد ذلك في المثل والقصة والأغنية والحكاية والحزورة ، والنكتة  الشعبية.
4-أرخت شجرة الزيتون لمراحل النضال الشعبي ، والأزمات التي تعرض لها ومنها نكبة 1948م ،ونكسة 1967م، والانتفاضة الشعبية الأولى والثانية ،والسجن، والاعتقال، والشهيد ، والجريح ،والمسيرات الجماهيرية، والهبات الشعبية ، والثورات،والاحتجاجات الجماهيرية، وصارت الشاهد مع شجرة التين ، والصَبر، للدلالة على بقايا القرى العربية المهدمة، وعددها يزيد على 500 قرية وبلدة وحي فلسطيني عام 1948م وتظهر بوضوح في الأغنية الشعبية.
5-ارتبطت شجرة الزيتون بأساطير ومعتقدات شعبية، لها دور فعال في الحياة الاجتماعية قد تصل إلى القدسية ،خاصة زيت بيت المقدس وبيت لحم ، والخليل لدى الديانات السماوية .
6-اعتداء الاحتلال الإسرائيلي ، وقطعان المستوطنين على شجرة الزيتون، عملية مبرمجة وهادفة لقلع  الفلاح الفلسطيني ،وسلخه عن أرضه من خلال محاولات  بناء جدار الفصل والعزل-الأفعى الإسمنتية- ،ومنع المواطنين-السكان الأصليين- من قطف الزيتون ، والعناية به  في محيط المستوطنات ومن خلال إقامة الحواجز والبوابات الالكترونية وقطع الطرق بالسواتر الترابية ،وقلع شجرة الزيتون يعني ضياع رأس المال كله، أما حرق محصول القمح يعني خسارة محصول عام.

7-تغنى بشجرة الزيتون ، الزجالون، والشعراء الشعبيون في أزجالهم ،وأشعارهم ،وقصائدهم، وفي المهرجانات ،والاحتفالات، والأفراح ، والمناسبات الوطنية والدينية والقومية والإنسانية.
8- تعرف شجرة الزيتون  بالشجرة المباركة وشجرة النور، والشجرة لا شرقية ولا غربية ، ولم تشر الروايات والذاكرة الشفوية إلى ارتباط شجرة الزيتون بالخرافات والجان والشعوذة والأساطير الخرافية مثلما ارتبطت بشجرة الخروب والبلوط والقيقب والأشجار الحرجية مما يدلل على بركة هذه الشجرة.
    وأما عن التوصيات والمقترحات العملية للاهتمام بشجرة الزيتون أشار د.إدريس جرادات إلى أن  الدراسة توصي  بما يلي:
1-ضرورة دعم وتوثيق دور شجرة الزيتون المباركة ، والنباتات الأخرى في الموروث الشعبي وما لها من دلالات رمزية من حيث البعد الديني، والتاريخي، والاجتماعي ،والثقافي، والسياسي، والاقتصادي، والإنساني ودلالاتها في الديانات السماوية  .
2-عمل توعية وتدريب لطلبة المدارس، والجامعات للاهتمام  بشجرة الزيتون من خلال عقد ورشات عمل ودورات تدريبية متخصصة.
3-وضع خطة عمل من قبل الوزارات والمؤسسات المختصة كالسياحة ،والزراعة،والثقافة ،والتربية والآثار، والإعلام ، والاقتصاد وغيرها من المؤسسات المهتمة وذات العلاقة بشجرة الزيتون، لدراسة وتحليل دور شجرة الزيتون في التراث بما يتناسب مع معطيات العصر الحديث.
4- دعم  صمود المزارع ،والفلاح على أرضه بتطوير الوسائل الحديثة في العناية بشجرة الزيتون  وتمويل المؤسسات المهتمة والبرامج العاملة  بشجرة الزيتون ومصادر الاقتصاد الفلسطيني.
5- المبادرة بأن يزرع كل مواطن شجرة زيتون كل عام، لكي تصبح فلسطين خضراء وتغرس للأجيال القادمة-فزرعوا فأكلنا ونغرس فيأكلون-.
6-إصدار خريطة توضح أماكن انتشار زراعة الزيتون في فلسطين والأماكن التي تتعرض للاعتداء من قبل المستوطنين.
7-نشر وتعميم الاعتداءات على شجر الزيتون من قبل المستوطنين على شبكة الانترنت، ووسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، والمقروءة ، لفضح ممارسات سلطات الاحتلال،وتعريتها ،وعمل موقع على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي باسم شجرة الزيتون ونشر كل ما يتعلق بشجرة الزيتون عليه.
8-ضرورة تفعيل وتحفيز اهتمام مراكز البحوث والدراسات والمراكز الثقافية، والمؤسسات التعاونية، الأكاديمية، ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات بشجرة الزيتون بإجراء دراسات متخصصة.
9-  العمل على توجيه الطلبة في كليات الزراعة والعلوم الإنسانية  بعمل مشاريع التخرج حول شجرة الزيتون ودلالاتها.
10- العمل على إقامة المعارض الدولية ،والمحلية التسويقية، وعمل المهرجانات السنوية لشجرة الزيتون والصناعات المرتبطة بها ، والترويج  للإنتاج عالميا.
11-طباعة النشرات والكتب المتخصصة بشجرة الزيتون ،والنباتات الطبية في البيئة الفلسطينية.
12-عمل المؤتمرات والأيام الدراسية السنوية حول شجرة الزيتون المباركة.
د.إدريس جرادات –جوال0599206664 الايميل sanabelssc1_(at)_yahoo.com