عرار:

كثيرة هي المؤتمرات والندوات التي تعاين المشهد الشعري، ولكن أن تتحوّل هذه المؤتمرات إلى عصف ذهني يقود إلى مخرجات لتحريك الجامد في العملية الشعرية بوجه خاص والدفاع عن إيقاعاته العالية، والعملية الإبداعية برمتها بشكل عام، ذلك ما أنتجته الطاولة المستديرة التي نظمها مساء أول من أمس بيت الشعراء في قاعة فندق 7 days، وشارك فيها عدد من الشعراء.

الندوة افتتحها وأدار مفرداتها الشاعر سمير قديسات رئيس بيت الشعراء، معايناً في مستهل حديثه واقع المشهد الشعري في الشمال الذي يشهد تزاحماً من قبل الشعراء في صياغة مفرداته، مؤملاً أن يجد هذا المشهد حراكاً نقدياً يواكب تطلعاته للوصول إلى رؤية ناضجة يستطيع من خلالها المتلقي الفرز بين الشاعر والطارئ على العملية الشعرية، كما أشار إلى أن النية تتجه لعقد مؤتمر عام يضم شعراء المملكة لمناقشة المشهد الشعري الأردني بشكل عام.

إلى ذلك أعلن الشاعر قديسات أن بيت الشعراء بصدد إطلاق مهرجان «بيت الشعراء العالمي الأول» في النصف الأخير من شهر نيسان المقبل، وسوف يشارك فيه إلى جانب شعراء من الأردن شعراء من ثماني عشرة دولة.

ومن جانبه أثنى الشاعر نايف أبو عبيد على عقد مثل هذه الندوات التي تحاول أن تصوّب البوصلة بالاتجاه الصحيح، منوهاً بأهمية التعاضد بين الهيئات الثقافية، والشعراء على وجه الخصوص، للوقوف على نقل الصورة الحقيقية للإبداع الشعري المحلي.

من جهته اعتبر الشاعر محمود فضيل التل في مداخلته أن هذا العصف الذي تنتجه مثل هذه الندوات يؤشر بوضوح على مكامن الخلل، منوهاً بالأخطاء الفادحة التي يقع فيها الكثير من المهرجانات التي تعقد في الأردن، وأن تصويبها يقع عاتق الشعراء والنقاد لدفع الحركة الشعرية وإعطائها مكانتها التي تستحق، لافتاً النظر إلى أن الإبداع لا يقايض، هو شيء إيماني، وشيء مما يعتقده الإنسان، مشيراً إلى أن الأردن فيه قمم من الشعراء وعلى مستوى أكثر لياقة وإبداع من الذين كنا كما يرى نسير إليهم حفاة ليأتوا إلى عمان.

إلى ذلك تداخل الشعراء « د. حربي المصري، د. خالد المياس، د. إبراهيم الكوفحي، محمد الهزايمة، أكرم الزعبي، حسن البوريني، عمر أبو الهيجاء، حسين العمري، محمد الحيفاوي، وعلي الجراح» بمداخلات تركزت حول رسالة الشعر والشعراء، والتردي والضمور الذي أصاب الحركة الشعرية، ومساهمة بعض الهيئات الثقافية في تردي الواقع الشعري، منوهين بأهمية تشكيل لجان لمواجهة الذين يسيئون للشعر عبر تفعيل دور النقد، وضرورة العمل على إصدار مجلة خاصة بالشعر ونقده، وضرورة التعامل مع الإصدارات الشعرية بوعي نقدي.