مؤسسة ثقافة الطفل العربي المبدع
مجلة الطفل العربي المبدع

 

طريقة علاجية وتربوية, تساهم في خلق توازن بين النواحي الحسية والعقلية, وتعميق التواصل مع الذات ومع الآخرين. يعتمد هذا الأسلوب من العلاج على استعمال آليات من عالم المسرح، كالتمثيل، تبادل الأدوار وتجسيد الاستعارة Metaphor . كما انه يدمج أيضا آليات أخرى من عالم الفنون الإبداعية الأخرى.
النقطة المركزية في مسار العلاج بالمسرح، هو خلق لغة ناجعة وآمنة بين طالب الخدمة والمعالج في الدراما، لكي تسمح له وتدعمه في التعمق بذاته بطريقة إبداعية. فلغة الإبداع تساعد الفرد على التعامل مع أمور صعبة بشكل أسهل دون الشعور بأي تهديد للذات. هنالك عدة تيارات ومدارس فكرية في العلاج بالمسرح، حيث أن القاسم المشترك بينهم، هو استعمال الاستعارة، القصة وتبادل الأدوار- role play. Sue Jennings – PhD جامعة لندن، أختصاصية بعلم الشعوب (Anthropology)، معالجة بالدراما. أنشأت العلاج بالدراما في بريطانيا، وقد طورت نموذج EPR في هذا المجال.
EPR، نموذج يصف المراحل الطبيعية لتطور اللعب الإيهامي لدى الإنسان في السنوات الأولى من عمره. بناءاً على هذه النظرية، يسير ويتقدم العلاج بالدراما.
المرحلة الأولى Embodiment- تجسيد ففي السنة الأولى من عمر الطفل، يتطور اللعب الجسدي-الحسي، حيث ان الطفل يكتشف ذاته، أعضاءه وعالمه الخارجي من خلال الحركة والحواس.
المرحلة الثانية- projection -الإسقاط تتطور هذه المرحلة بين السنة الأولى حتى ثلاثة سنوات، فبعد إن وسع الطفل إدراكه للعالم الخارجي، يبدأ الطفل بشكل فطري باللعب الإسقاطي. فيستخدم الطفل عقله بدرجة أعلى من استخدام جسده. يتمحور اللعب باستعمال دمى، مكعبات أو أغراض مختلفة التي تأخذ دور شخصيات خيالية يراها ويعيشها بشكل صادق.
المرحلة الثالثة- Role – الدور (اللعب الشخصي) بين ثلاثة سنوات حتى ستة/سبعة سنوات، يتطور هذا اللعب، وبعدها ينتهي تطور اللعب التمثيلي. فاللعب الشخصي عبارة عن دراما، يستخدم الطفل شخصه أو ذاته كلها، ويتميز بالحركة الفعالة.
يدمج الرقص وخبرة تمثيل الأدوار المختلفة. ومن هنا يبدأ الطفل في فهم ادوار مختلفة في الحياة، والفصل بين ذاته والآخرين، والوظائف المختلفة في المجتمع.
في الجلسات العلاجية، ممكن أن يمر طالب الخدمة في المراحل الثلاثة، أو أحياناً يحتاج أن يخوض كل مرحلة بشكل منفرد لعدة جلسات.
بدايةً نستعين في الإحماء embodiment حتى نساعد الفرد بالارتباط مع ذاته وتجريده من المحفزات أو الضغوطات الخارجية. ومن ثم بشكل تلقائي يبحر في الموضوع الذي يشغل باله، ويجسده من خلال اللعب الإسقاطي (Projection) بمساعدة دمى صغيرة أو دمى مسرح، وبعدها إلى المرحلة الأخيرة والمتقدمة; Role حيث يستخدم جسده وعقله لخوض تمثيل الأدوار الشخصي الذي يتناسب مع الموضوع الذي يشغله.
العلاج بواسطة الدراما، يساعد الفرد من خلال التمثيل أن يدخل إلى عالم الخيال والإبحار بلا قيود حتى يسقط ما يريده من أحاسيس ويتحكم بذاته بمجريات الأمور، مما يعطيه قوة وجرأة أكبر للعودة إلى عالم الواقع محملاً بتجربة مثيرة ومفاهيم جديدة. هذا النوع من العلاج ملائم للصغار وللبالغين أيضاً، ويمكن تطبيقه بشكل علاج فردي أو علاج مجموعة، كما يمكن ممارسته بهدف الإثراء وزيادة الوعي الذاتي.العلاج بالمسرح والفن والابداع الدكتور زهير شاكر