محتفياً فيه بالتجربة التي ترفدها أوراق نقديّة كتبها شعراء ومثقفون ونقّاد عايشوا الرواد ووقفوا على مضامين شعرهم ومدارسهم الفنيّة، وهو ما يضع الشعراء الروّاد موضع التكريم والحفاوة، والدراسة، ويفتح أعين الإعلام الثقافي على هؤلاء بعد فتراتٍ من النسيان.
وفي تنافذٍ لبرنامج (كاتب وكتاب) على الشعر، أيضاً، يكون المركز الثقافي الملكي أولى برنامجه الثقافيّ اهتماماً لم يكن من قبل؛ خصوصاً وقد كان التركيز منصبّاً على إلقاء الشعر في ثنايا الاحتفالات الفنيّة أو المناسباتيّة؛ فلم تكن بالانتظام الممنهج وما يرافقها من ترتيبات غاية في الدّقة في التعريف المسبق بالشعراء في سيرهم الذّاتية ومقتطفات أشعارهم ومنتوجهم، قبيل الأمسية وبعدها، وهو جهدٌ، يدلّ على بلوغ الخطّة الثقافيّة أهدافها، وقطفها ثمارها، في هذين البرنامجين المهمّين.
لم يعد المركز الثقافي الملكي مستقبلاً للأنشطة الثقافيّة؛ بل أصبح منتجاً لها، بفاعلية تؤكدها نسبة حضور البرنامجين الثقافيين، ولأنّ الحديث هنا عن الشعر؛ فإنّ ذلك لا يلغي البرامج الفنيّة في المسرح والسينما والأسابيع الثقافيّة والتراثيّة والأيام الثقافية للمركز في المحافظات، وتكفي عيّنة من الشعراء المستضافين لنتعرف على أهميّة أن يلقي الشاعر في بلده في جوٍّ من التكريم وقراءة المنتوج، وقد درج كثيرٌ من الشعراء على التنافس للمشاركة في المهرجانات العربية تحديداً، ما يطرح سؤال العناية بالمنتج المحليّ وتشجيعه والأخذ بيده.
تعاون المركز الثقافي الملكي في هذه الاستضافات مع رابطة الكتاب الأردنيين والهيئات الثقافية على تنوعها، وهو ما يؤكّد تواصل المؤسسة الثقافية مع الوسطين الثقافي والإعلامي نحو توليفة إبداعيّة حازت تقدير المبدعين أنفسهم، وأتاحت الفرصة لأن نجمع حصيلة هذه الأمسيات وندرسها في كتاب.