|
عرار:
نضال برقان أقام ديوان الهريس الثقافي لقاءه الإبداعي الدوري، مستضيفا الشاعر محمد غسان الخليلي، كما تضمن اللقاء قراءات إبداعية حلقت في فضاء (طوفان الأقصى)، وذلك يوم الاثنين الماضي، في مقر الديوان، في منطقة الهاشمي الشمالي في عمان. بداية قرأ الإعلامي والشاعر نضال برقان، الذي أدار مفردات اللقاء، قصيدة من كلمات الشاعر الراحل نايف الهريس، مؤسس ديوان الهريس الثقافي، حملت عنوان «القدس لنا»، وجاء فيها: «فقل يا عدو الله مت كمدا/ إلهي معي.. في القدس معركتي. فيا ساجدا لله تعرفني/ وحربي جنون صار ملحمتي... وفي الرمس رقص العظم رحب بي/ شهيدا وبالفردوس أمتعتي. فلا تبك عرسَ الشهيد أخي/ فهذا زفافي حقّ أمنيتي». تاليا قدم ضيف اللقاء، د. محمد غسان الخليل، شهادة إبداعية عن دور المثقف في ظل الراهن العربي، قال فيها: «المثقف بَوصلة التوجيه من توعية وتحفيز لعامة الشعوب، وعليه تقع المسؤولية الكبرى في نفي الشائعات وبث روح المقاومة ونشر الأخبار الصادقة». وبعد نظرة طائرة على دور الشعر والشعراء في مواجهة التحديات المصيرية التي واجهت الأمة العربية في مختلف عصورها، قال د. الخليلي: «...واليوم في هذه المعركة المصيرية بين الصهاينة والفلسطينيين في غزة وعموم فلسطين فإن المثقفين العرب -وعلى رأسهم الشعراء- حقيق عليهم أن يقودوا دفة الإعلام الصادق الواعي؛ مناصرين إخوانهم في الخنادق، وكذلك يكونون سلواناً للأسر المنكوبة ممن هُدِّمت بيوتهم وذُبِّح أطفالهم». وقرأ د. الخليلي تاليا قصيدتين، قال في الأولى: «إذا وضعَ اللِّثامَ أثارَ رعباً/ فكيفَ بِهِ إذا نزع اللِّثَامَا؟!/ كميٌّ باسلٌ بهزيمِ رعدٍ/ ويزرعُ في أعاديهِ الحِمَامَا/ «إذا قالت حَذّامِ فصدِّقوها»/ وإنْ ينطقَ فقد وفىَّ المرامَا/ فيخرسُ بعدَهُ أدهى خطيبٍ/ كأنَّ بفيهِ من فزعٍ لجامَا/ وحبَّ النَّاسِ قد نزعَ انتزاعاً/ وأودعَ في قلوبِهِمُ غرامَا/ على شغفٍ لكي يُتلى خطابٌ/ وجوفُ القلبِ يضَّطرمُ اضِّرامَا/ فيشفي غُلَّةً ويُذيبُ غيظاً...». أما قصيدته الثانية فقال فيها: «وحدَهَا غزَّةُ تحكي بالدَّمِ/ قصةَ المجدِ وفخرَ الأنجمِ/ وحدَها غزةُ تفدي أمماً/ تزرعُ الذعرَ بأرضِ المأثَمِ/ وحدَهَا بالقرابينِ انبرتْ/ وتضحِّي شعبها للمغرمِ...». وقدم تاليا مجموعة من النقاد والأدباء مداخلات حول دور المثقف العربي في اللحظات الحرجة والفارقة من التاريخ، حيث يتجلى اشتباكه الفاعل مع قضايا الأمة المصيرية، وهم: الناقد محمد المشايخ، والأديب محمد رمضان الجبور، والأديب حسن منصور، والأديب أحمد حسن (أبو الأثير)، مؤكدين مكانة الكلمة الصادقة وضرورتها في ظل الاعتداء الصهيوني الغاشم على أهلنا في غزة. تاليا قدم الشاعر والإعلامي العراقي محمد نصيف كلمة حول تجربته في مقاومة الاحتلال وعن مكانة فلسطين في وجدانه، ليقرأ تاليا قصيدته (طوفان الأقصى في تشرين)، وفيها يقول: «آتونَ نحوَكَ يا أقصى على لهبِ/ آتونَ نزحفُ طوفانًا من الغضبِ/ آتونَ تهزجُ بالبشرى بنادقُنا/ تصوغُ بالنصر تأريخًا من العجبِ/ صوتُ الرصاصِ أهازيجٌ تطيبُ بها/ نفوسُنا وكأنَّ الكونَ في طربِ/ ففي البنادقِ سرٌّ ليس يدركهُ/ في العيشِ غيرُ نفوسِ الفتيةِ النُجُبِ/ وفي الخنادق عزٌّ ليس يبلغُهُ/ من سرَّهُ في حياةٍ موضعُ الذنبِ/ تشرينُ من بعدِ خمسينَ انقضتْ وجعًا/ يعودُ يخفقُ فيهِ بيرقُ العربِ...». وقرأ الشاعر محمود إبراهيم قصيدتين، الأولى جاءت بعنوان (كفاح غزة هاشم)، وفيها يقول: «يا غزة المجد إن النصر يقترب/ فلتفرحوا أيها الشجعان.. يا عرب/ رأس الكرامة أضحى عاليا وترى/ أعداءنا لجحيم الموت قد ذهبوا». والثانية حملت عنوان (إلى غزة الصمود)، وفيها يقول: «في القلب ما في القلب يا أحرار/ طغت الهموم وجارت الأقدار/ يا أهل غزة هاشم لا تقنطوا/ فالله ناصركم على من جاروا/ أنتم أباة لا تخافون العدى/ والله يشهد أنكم أحرار...». وتحت عنوان (طوفان الأقصى) جاءت قصيدة الشاعر حسن منصور، وفيها يقول: «الله أكبر و(ابتدا) الطوفان/ والمسجد الأقصى هو البركان/ حمم تدفق سيلها من بابه/ ومضت فلا دنس ولا أدران/ حمم يطهر أرضنا طوفانها/ ويعيدها بنقابها تزدان/ تنور نوح فار ماء إنما تنورها فارت به النيران...». القراءة الأخيرة في اللقاء كانت للأديب جمال حرب، الذي قرأ قصيدة قال فيها: «لقلمي الآن زفير../ كيف سيكتب عن قدسنا التي/ تلبس الآن ثوبا من دخان/ بعدما كانت ترتدي كل لحظة/ ثوبا من حرير/ لقلمي الآن شهيق/ وقلمي الآن غريق/ كيف سيكتب عن قدسنا التي/ نشم في كل لحظة/ من نوافذها رائحة الحريق/ بعدما كنا في كل صباح/ وفي كل مساء/ نشم من بواباتها/ وشرفاتها/ رائحة الرحيق/ لقلمي الآن مدادا من دموع/ يذرفها مع كل حرف/ على فردوس المعابد/ قدسنا التي كانت/ تضيء أمسياتنا/ وأغنياتنا/ وأحلامنا/ بأجمل الشموع..». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 08-11-2023 09:15 مساء
الزوار: 319 التعليقات: 0
|