الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الأخيرة في المؤتمرالأول لإتحاد  الكتَّاب والأدباء في الإمارات (دورة الشيخ زايد)، وبهذا العدد الحافل أيضاً العديد من الدراسات العلمية والأدبية، حيث دشّنت "الرافد" عهداً جديداً من التطور، على مستوى الشكل والمضمون، فضلاً عن إصدارها لكتابين يوزعان بالتزامن مع كل عدد.

من أبرز المواضيع التي تناولها العدد الجديد؛ كلمة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، بمناسبة انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، التي وضع فيها النقاط على الحروف حول مفاهيم: الثقافة والمثقفين، والفرق بين المثقف الملتزم وغير الملتزم، ومعنى الحرية في الكتابة.
وفي ركن "قامات" يكتب د. عمر عبد العزيز عن الروائي جابرييل جارسيا ماركيز، الذي "لم يفترض أحد أن يخرج من تلك البيئة الموبوءة بالأوليغاركيا العسكرية المتحالفة مع سياسي الخراب والفساد، حيث نال ماركيز جائزة نوبل عن روايته "مائة عام من العزلة"، والتي لم تأت من فراغ بل سبقتها بروفات القصص القصيرة التي كانت للرجل بمثابة منصة انطلاق بُني عليها هذا الصرح السردي الباذخ.
وفي زاوية "تراث"، يقدم الباحث محمد عمر ورسمة عرضا عن "خلاوى القرآن في الصومال" المعروفة بـ"الدكسي"، فيحدثنا عن تقاليد تحفيظ القرآن الكريم في الصومال، مبرزاً مكانة الخلاوي القرآنية لدى الشعب الصومالي، كما يتعرض لأدوات وأساليب التعليم في الدكسي القرآني، الذي ظل صرحاً علمياً شامخاً يخرج الدعاة، والمفكرين، واللغويين. 
أما معصوم محمد خلف فيكتب عن "الفن الإسلامي في مشهد الشخصية الإنسانية"، حيث يعتبر الفن مؤسسة اجتماعية تربوية، فهو ملازم للإنسان والمجتمع من ناحية الدين والأخلاق والاقتصاد، وفرع من فروع الثقافة أيضاً، فالفن يخاطب مشاعر الإنسان كما يخاطب عقولهم، والقرآن الكريم معجزة الرسول العظمى، وهو معجزة جمالية إضافة إلى أنه معجزة عقلية. وللفن الإسلامي خصائص عديدة منها: أنه فنٌ توجيهي، فن العلم؛ أي أنه لا ينطلق من جهل ولا يسير في ظلمات.
ونقرأ في العدد أيضاً للكتَّاب: أحمد أبو زيد، د. عمرو عبد العزيز منير، د. رمضان بسطاويسي، وغيرهم. 
أما ملف العدد  فيحتفي الرواية الخليجية ،حيث اشتمل على عدد من الدراسات لكتاب مختلفين؛ بدأها د. الرشيد بو شعير بدراسة تحت عنوان "الرواية الخليجية.. بانوراما تاريخية وفنية"، أما د. فاطمة البريكي فكتبت "الملامح الفنية للرواية الخليجية الجديدة.. الرواية الإماراتية نموذجاً"، كما كتبت زينب عيسى الياسي عن "التحولات والرواية الخليجية.. الأثر والفنيات"، وتناول عزت عمر "الرواية الخليجية النسائية.. جدل الماضي والراهن"، ، وأخيراً ختم الملف بدراسة تحت عنوان "المكان بين الثابت والمتحول.. قراءات مداخلية لروايات إماراتية"، للدكتور هيثم الحاج علي.

فيما جاء مع العدد كتابان للرافد -  رواية "جُمعَة" ذات الأسماء الخمسة ، وهي رواية للكاتب والسياسي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان، وفيها تعكس البطلة "جُمعَة"، واقع المرأة في المجتمع اليمني، التي تحولت بقوة القهر المديدة إلى اسم صودرت هويته، وإنسانة تموضعت جبراً خارج نطاق الإرادة الحرة للخيار والاختيار.والكتاب الثاني بعنوان : - ملامح الحضارة الإسلامية في كتب التراث، وهو كتاب للباحث السيد نجم، حوى عرضاً عن عدد من كتب التراث العربي تبرز عطاء العقل العربي ومنجزات العلماء وأهل الفكر في موضوعات شتى منها: العلمية والتاريخية والأدبية والطريفة أيضاً، ومن أمثلتها: كتب "جابر بن حيان".. علم الكيمياء، كتب "الحسن بن الهيثم".. الطب، كتب "ابن رشد".. علم المنطق، وغيرها الكثير؛ من أجل أن نتعرف إلى ما أنتجه أجدادنا القدامى، أصحاب الفضل على الفكر الإنساني كله.