واستغلال الطفولة وقلة التفكير العلمي والثقافي لذا فإني أجد أن هذه الأمراض أخطر على مجتمعنا العربي من الأمراض الجسدية لذا فلا بد وحتما من إعادة تنظيم المجتمع من خلال تفعيل الرعاية الاجتماعية والاكتفاء والإشباع والعلم والمعرفة ونشر التوعية بين سائر المجتمعات وهذا لن يتم إلا باتحاد الأفراد والجمعيات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ولابد لنا من أن نتحد لمواجهة هذه الأمراض التي سادت وانتشرت في مجتمعنا العربي والتصدي لها من خلال نشر الثقافة السليمة والتفكير العلمي السليم والوعي والرعاية الاجتماعية .
لذا فقد خصصت وأثرت أن أتكلم عن مرض من هذه الأمراض التي سادت في مجتمعاتنا وكادت أن تفتك بها وبثقافتنا العربية ألا وهو ( انتشار السحر والجدل والشعوذة والتنجيم والاعتقاد في الأموات ...........الخ)
والغريب في هذا الأمر أنه بالرغم من أننا قد بلغنا في هذا العصر من مكانة متقدمة في العلم والتكنولوجيا والثقافة إلا أننا نجد أن هذه الظاهرة ما زالت مستمرة في الانتشار بل والأدهى من ذلك أنها تزداد يوما بعد يوم .
فنجد أن كثيراً من الناس قد ساروا ضحايا في شباك أولئك السحرة والمشعوذين والدجالين وتتنوع الضحايا باختلاف أوضاعهم فنجد ضحايا الدين والعقيدة الخاطئة وهناك ضحايا النفس والهوى والمال وضحايا الشهوة كل بحسب طبيعته وفكره .

وكما قال العلماء في ذلك أن أسلحة الدجالين والمشعوذين والمنجمين لا تخرج عن كونها تأثير على النفس والحالة النفسية للشخص وهو ما سماه الله عز وجل بالوسوسة وهو حديث النفس والكلام الخفي فعلى الرغم من افتقاد هؤلاء المشعوذين والدجالين للأسلحة المادية في الإضلال إلا أننا نجد أنهم قد أضلوا كثيراً من الناس لقلة الوعي والثقافة والعلم والبعد عن الدين والعقيدة السليمة .
وأيضا من شاكلة هذه الأكاذيب نجد ما انتشر اليوم في مجتمعنا العربي ألا وهو ظاهرة التنجيم وقد خصصت له الصحف والمجلات والقنوات الفضائية أوقاتا وبذل الناس كتيراً من وقتهم وأموالهم في سبيل معرفة ما يقوله هؤلاء المنجمين في مستقبلهم وحياتهم فهل يعقل أن تكون هذه العقول على معرفة ووعى وثقافة سليمة؟
فهذا الأسلوب من الدجل والشعوذة أسلوب لا يمت للعلم بصلة فتحكم المنجمون والدجالون في مصائر الناس والشعوب فأي حضارة هذه وأي ثقافة هذه ؟.
( خاتمة )
فإني ازعم أن علاج هذه الظاهرة التي انتشرت في مجتمعنا العربي وكادت أن تفتك بثقافتنا العربية يكون كالآتي :-
أولا :- اليقين بالله بأنه هو الضار والنافع وأن ما تقوم به هذه الطائفة من البشر إنما هو دجل وشعوذة ليست لها أيه صلة بالعلم أو المعرفة .
ثانيا :- التواصل الثقافي والفكري بين المجتمعات العربية وإنشاء مكتبات حديثة في كل الأقطار العربية لنشر الثقافة العربية والأسلوب العلمي الحديث فيما يخص الجانب المطروح.
ثالثا :- تفعيل دور المنظمات العربية للتعليم والثقافة والعمل على سهولة التواصل بين هذه المنظمات وإدراج هذا الباب من ضمن أنشطتها.
وأخيرا فإن ما نشاهده من تطور فكرى وعلمي وثقافي في العالم أجمع وفى شتى المجالات يتطلب منا عدم الاستسلام لهذه الخرافات والأساطير والدجل والتقليد الأعمى . بل علينا أن تكون لنا ثقافتنا الخاصة وإحياء تراثنا العربي المليء بالفكر والعلم والمعرفة والعمل على التواصل الفكري بين الشعوب والمجتمعات العربية كافة ..