( ملامح التجديد في شعر صدر الاسلام ) القسم الاخير . بقلم : فالح الكيـــــــــــلاني
عرار:
اما الثالث فنراه يحمل على الاعداء وهو يذكر وصية امه و يقول : و لله لا نعصي العجوز حرفـــــــا قد أمدتنا حدبا و عطفــــــــــــــــا نصحا و برا صادقا و لطفــــــــا فباكروا الحرب الضروس زحفـــــــــــا حتى تلفوا آل كسرى لفــــــــا أو تكشفوهم عن حماكم كشفـــــــــــا إنا نرى التقصير منكم ضعفــــــا و القتل منك نجدة و عرفـــــــــــــا اما الاخير فقد حمل على القوم من بعد استشهاد اخوته و هو يقول : لست لخنساء و لا للأخــــــــــــرم و لا لعمرو و ذي السنام الأقـــــــدم إن لم أرد في الجيش جيش الأعجـــــم ماض على الهول خضم خضــــــــرم إما لفوز عاجل و مغنـــــــــــــم أو لوفاة في السبيل الأكــــــــــرم وتذكر الروايات انها بعد استشهاد اولادها الاربعة في معركة القادسية التي قادها سعد بن ابي وقاص حمدت الله علىنعمة الايمان والاسلام ودعت لهم بالجنة لانهم شهداء لبوا نداء الحق وهذا اعز الايمـــــان واظهره . 6- اسها م الشعر في تفسير بعض آيات من الذكر الحكيم . وقد ذكر كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عالما بالشعر متذوقا له وفي قوله لنافع بن الأزرق و هو الذي يقول: (( الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها، فالتمسنا ه معرفة ذلك منه)) ثم أخرج عن طريق عكرمة عن ابن عباس قال: ( إذا سألتموني عن غريب القرآن،فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب) . يقول نافع لابن عباس : أخبرني عن قول الله تعالى : ( عن اليمين و عن الشمال عزين) . ( قال: العزون حلق الرقاق) قال: هل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت عبيد الله بن الأبرص وهو يقول: فجاؤوا يهرعون إليه حتى يكونوا حول منبره عزينا قال: أخبرني عن قوله تعالى: ( وابتغـوا إليه الوسيلة ) قال: الوسيلة الحاجة، قال: وهل تعرب العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت عنترة و هو يقول: إن الرجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك تكحلي و تخضبي واذا كان التجديد ظهر في الشعرالجاهلي نجد تجديدا آخر ظهر في الشعر العربي بعد أن ظهر الإسلام بقليل، وذلك عندما أخذ شعراء المسلمين وشعراء المشركين من قريش يتهاجَون فيما بينهم، بعضهم يدافع عن الإسلام، وبعضهم يخاصم الإسلام ويهاجمه، وهذا التجديد ليس عميقًا، ولكنه تجديد على كل حال لأنه يصور لنا شيئًا لم يكن العرب يألفونه من قبل، وهو قيام خصومةالشعراء المسلمين والمشركين لكنها ليس في تلك الموضوعات التي كان الشعراء الجاهليون يختصمون فيها من شؤون القبائل وما يتصل بها، ومن هذه الحروب التي كانت تثار بين القبائل . وإنما أخذت القبائل العربية تختصم في شؤون جديدة لا عهد لهم بها وهي امور الدين فهم يختصمون حول الرأي ويختصمون حول الفكر و يختصمون حول الظُّلمة والنور وحول الهدى والضلال، وحول الإيمان والكفر وحول المعتقدات قديمها و حديثها وحول الخروج من الجاهلية إلى حياة جديدة أو البقاء في هذه الجاهلية وحياتها القديمة. ونفهم ايضا أن العرب قد عرفوا شيئًا آخر من التجديد أثناء ظهور الإسلام فحين كان النبي ينشر دعوته داخل الجزيرة العربية كان هذا التجديد حدثا طارئًا لم يَطُلْ عليه الوقت ولم يكن عميقا في نفوسَ العرب بل لم يصل إلى ضمائرهم، وإنما تأثر به قلة من الشعراء الذين كان بعضهم يدافع عن الدين الجديد– الا سلام - وبعضهم يهاجمه . أن هذا التجديد يعرفنا بأن العرب اصبحوا لأول مرة يختصمون حول شيء لم يكونوا يعرفونه من قبل فلم يختصموا حول اليهودية ولا حول المسيحية حين انتشرت في الجزيرة العربية بل اختصموا حين ظهر الدين الجديد ( الاسلام )الذي جاءهم به رجل عربي منهم وهو النبي محمد القرشي صلى الله عليه وسلم فكانت خصومتهم هذه جديدة بأوسع معاني الكلمة وأدقها وربما تحمل بعضا من طائفية قبلية. ولكن هذا التجديد لم يكن عميقًا — كما قلت — بعد الفتح الإسلامي إلَّا أنه بعد انتقال العرب أو جماعة كثيرة من العرب لما حول الجزيرة العربية، ووصول جماعة منهم إلى قلب الدولة الفارسية وإلى قلب الدولة البيزنطية، واستقرار هذه الجماعات في البلاد المفتوحة، بدأ التجديد الخطير يظهر في الحياة الأدبية للأمة العربية، وقد احتاج هذا التجديد إلى وقت طويل لتظهر آثاره واضحة في الشعر العربي . لاحظ كتابي ( ملامح التجديد في الشعر العربي ) جزاين 495صفحة نشر دار المرايا بغداد - باب المعظم . امير البيــــــــان العربــــي د . فالح نصيف الكيلاني العراق - ديالى - بلــــد روز **************