|
عرار:
اسطنبول – الدستور بدعوة من منتدى حرمون الثقافي في اسطنبول، أحيا الشاعر موسى حوامدة أمسية شعرية مساء الثلاثاء الماضي، في قاعة المركز في منطقة الفاتح حضرها عدد من المهتمين والعرب المقيمين في تركيا، قدمته خلالها وأدارت الحوار الإعلامية التركية السورية أسماء صائب أفندي والتي قالت في تقديمها: الشاعر الجدلي، الشاعر المشاكس، أو الصوت الثائر في الأدب والحب، وبعبارة أكثر وضوحًا الشاعر الحر، الذي عشق الحرية وكتب عن الحب والمكان والوجود، كلمات وجدتها مناسبة لتقديم الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة. بعد ذلك قرأ الشاعر موسى حوامدة عدة قصائد من بينها، حكمتي القديمة، غريبة عني حلب، بومة على شرفة القصيدة، سوريا كانت حلم الإله الأول، قاطع طريق، وسأمضي إلى العدم. بعد ذلك جرى حوار موسع طرحت فيه المقدمة وعدد من الحضور العديد من الأسئلة حول اللغة والهوية، قال فيه حوامدة: أن دخول الاحتلال الإسرائيلي على بلدته وبدء سماعه لغة غريبة عن اللغة العربية، ومحاولة اسرائيل تغيير أسماء المدن والاماكن العربية جعلته يتسمك بلغته الام أكثر، وهي اللغة التي يعتز بها والتي امتدحها إدوار سعيد الذي كان يكتب باللغة الانجليزية، وتحدث عن قدرتها وبلاغتها ومرونتها.. وحول قدرة اللغة العربية على البقاء والاستمرار قال حوامدة: إن اللغة العربية لغة حياة، ليس لأن القرآن الكريم نزل بها، فقد كان من الممكن أن تتحول اللغة إلى لغة عبادة كما تحولت بعض اللغات التي كتبت بها الاناجيل، لكن اللغة العربية لغة قوية ورافضة للفناء والانقراض. وقد ضرب مثالين على ذلك، فقد ظل الحكم العثماني على بلادنا أكثر من خمسة قرون، ومع ذلك لم تتأثر اللغة العربية، وظلت لغة يومية متداولة، بينما أثرت على اللغة التركية ودخلت فيها ما يزيد على ستة الاف كلمة عربية، كما أثرت على لغات أخرى مثل االفارسية والإسبانية، وغيرهما. أما قوة اللغة العربية في النموذج الثاني فتتمثل ببقائها لدى فلسطيني ال48 والذين ظلوا متمسكين بلغته القومية، رغم أن الاحتلال الإسرائيلي سعى ويسعى إلى تدريس وتعليم اللغة العبرية وفرضها على العرب هناك. وقال: اللغة هي وطن، فحيث تصل لغتي، ترتسم حدود وطني، واستغرب أن العديد من المثقفين العرب، والنخب العربية يرفضون سايكس بيكو لكنهم متمسكون بالحدود التي رسمها، وهناك سعي لتكريس هويات فرعية اعتبرها هويات زائفة لا تشكل بديلا عن الهوية الام. ورغم اعتراض البعض على حداثة القصيدة العربية ومطالبته بالشعر التقليدي والحماسي قال موسى حوامدة: إنه لا يطالب بقطع الصلة مع التراث بل المواصلة معه شريطة ألا نظل أسرى الماضي، والحداثة الشعرية أمر ضروري لتستمر اللغة في التطور، وما دام هناك شعر يكتب في أي لغة فهي لن تموت. وقال أنه لم يعد مقتنعا بالشعر الحماسي المباشر، وان الشرط الجمالي ضروري في الكتابة الشعرية، وفي قصيدة النثر، التي وإن تخلت عن الوزن والعروض الخليلي لكنها بحاجة إلى ابتكار أدوات جديدة وطرق تعبير مختلفة. وفيما يلي واحدة من القصائد التي قرأها في الأمسية: حكمتي القديمة: لي حكمةٌ ناقصة تنام في جيبي تغيبُ طويلًا دون أن تشعرني بوجودها أحيانًا … تحك بإظفرها جلدي ترفع رأسها كلما هُزمتُ من جديد.. أردُّ لها التحية أضغط فوقها بشدة نامي مجددًا ..نامي يا حكمتي ما زلت أحب أخطائي اتفيأ تحت ظلالها وأمضي بها إلى طرق أخرى.. * لي حكمةٌ كاملة صُغتها من ركاكة الحٍكم ومن جرأة الموج على الوثوب ونادرًا ما أفتح عليها صنبور المياه أو أظهرها لعين الشمس لا أريد تنظيفها من صدأ الخسارات وضحالة البشر. كم مرة أجلتُ فتح دفتري القديم وكم مرة تغاضيت عن فتح دفتري الجديد لا أحبًّ تَقليبَ العَناء كمن يعيد النظر في تجاربه الفاشلة لا أحب رؤية نفسي عاريًا منها ولا أحب التعلم على كبر. * كانت لي حكمةٌ مبتورة وطيبة شاسعة وأحلام تسحق الظنون وبذور قصائد كثيرة على شقتي وما أن لوحت لها بيدي مناديًا:… آه يا حكمتي القديمة… حتى حنت رأسها وأجهشت في بكاء طويل جريدة الدستور الاردنية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 06-10-2022 10:02 مساء
الزوار: 816 التعليقات: 0
|