أمسية شعرية موسيقية لمجموعة من المبدعين في ملتقى إربد الثقافي
عرار:
عمر أبو الهيجاء بمناسبة الجلوس الملكي وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش احتفى ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة للعمل الثقافي أمسية شعرية موسيقية شارك فيها الشعراء: الدكتور عاكف خمايسة، آمال القاسم، وحسن البوريني، وبمشاركة الفنان الموسيقار نزار العيسى على آلة العود، وأدار مفردات الأمسية ومشاركا فيها بقراءات من قصائده الشاعر الدكتور محمد راتب البطاينة وسط حضور من الأدباء والمثقفين والمهتمين. واستهل القراءة الشاعر الدكتور عاكف خمايسة الذي قرأ مجموعة من قصائد التي عاين فيها الشأن الإنساني وقضاياه المصيرية، وخاصة قضية القدس ويوم الأرض بلغة سلسلة لا تحتمل الإيغال بالرمزية لغة تقترب من إحساس المتلقي. من قصيدته التي عنونها «يوم الأرض.. والقدس» نقتطف منها: (ماذا أقول بيوم الأرض يا عرب/ والقول يجثو على فاهي ويضطرب/ماذا أقول بيوم هزَّ أوردتي/ أدمى فؤادي وحالي منه يرتعب/ماذا أقول وسوط يجلدني/والروض جاف وعشب الأرض مكتئب/من ذا يعيني وأطرافي مثلمة/ إني نحيل وحسبي باثر جرب/ماذا أحدث إذ ينثا بسارتي/حمق مقيت وحسي مني ينتحب). من جهتها قرأت الشاعرة آمال القاسم غير قصيدة نثرية تمثلت فيها شؤون الذات الشاعرة فكانت تمشي واثقة على دمها كما عبرت عن ذلك من قبضة الوزن بلغة عالية البناء والمعنى ومحكمة الإيقاع ذاهبة بنا بواحدة من قصائدها إلى أبجدية أخرى «أبجدية التفاح» فكانت كما تقول: «يداي مُضغتان/من ضلوعِ اللّيل؛/تلوذانِ بالبياضِ/ تقشّران الرّيحَ/فَتَخْصِفان مِن وَرَقي/على سَوْءَةِ ألواحي). من قصيدتها «أمشي على دمي» تأخذنا إلى مسحة من البوح المغلف بالعشق والحزن معا فتقول: (بماءٍ هاربٍ من قبْضَةِ الْوزنِ/يَجلدُني المطر/يُسِيْلُني الحزنُ من أحجارِ الرُّوح/فأجاهدُ أنفاسيَ المدجّجةَ بالصّمتِ/وأبادِلُهُ ابْتسامتي المكابرةَ/تجتاحُني رغبةٌ في النّومِ الأبديّ/فأُلقي نظرةً خارجَ جَسَدي/ألْتهِمُ بها كلَّ الأفقِ المضرّجِ/بالنّورِ المشنوقْ/الرّؤى مغلّفةٌ بالضّباب/وأنا أستحيلُ/إلى شَيْءٍ بلا ملامحَ.!!). واختتم القراءات الشاعر حسن البوريني صاحب ديوان «عتاب الساقيات» حيث ألقى مجموعة من قصائده التي من خلالها بطريقة الإلقاء وقصائده طاف بها في أمكنة وتفاصيل كثيرة في عمان وأزقتها وشوارع المدينة مستذكرا الباعة وناسها، ومستذكرا في قصيدة «سرمدي الاعتقاد» أمها ووالده الراحلين، فكانت أمه المساحة الشاسعة كالبيداء وأبيه نجم الشمال، شاعر يسافر بالمتلقي فضاءات من البوح بلغة أكثر نضوجا وتعريّة للواقع المرير راسما لنا لوحات درامية إنسانية وجدل عميق على بوابة الوقت المسكون بخدعة الأسئلة والحظ العاثر. من قصيدته «سرمدية الاعتقاد» نختار منها: (هذه البيداءُ أُمي/وأبي نجمُ الشّمالْ/جُبتُ كونَ اللهِ أرجو راحةً/والبختُ شيءٌ/لا يُطالْ/لم أجد في لاطماتِ الدّهرِ حظاً/لا.. ولا بالغيبِ فَالاً قد يُقالْ/ضاربُ الرَّملِ ازدراني/حين ألقى الرّملَ عن كفاتِه/ ومضى بخادعة السؤالْ/أيا؛ شقيَّ البختِ/بختُكَ عاثرٌ/والسّعدُ منكَ كما لواحظِ بومةٍ/فرّت وغيبها الزّوالْ/فلا تؤمل حظَّكَ المدفون فيكَ/بعودةِ الوقتِ المُحالْ/هكذا قد قالَ شيخي/وأنتهى وقتُ الجدالْ». إلى قدم الفنان العيسى وصلة غنائية من الموشحات الأندلسية وكما أدى قصيدة للشاعرة آمال القاسم نالت وصلته الغنائية على استحسان وتفاعل الحضور معها وفي نهاية الأمسية كرمت السيدة فايزة الزعبي الناشطة الاجتماعية المشاركين في الأمسية بالشهادات التقديرية.