وشهدت الأمسية، التي أدارها الناقد محمد المشايخ، تفاعلاً ملحوظاً مع القصص التي قدمها العدم من مجموعته القصصية "تداعيات رجل معلق بقشة"، إضافة إلى مقتطفات من مجموعته الجديدة المنتظر صدورها قريباً.

وأكد المشايخ أن قصص عبد الرحيم العدم تتسم بأسلوب ساخر فريد، حيث تتلاعب بالأحداث والظواهر المجتمعية عبر مشاهد كاريكاتورية وتهكم لاذع، مما يجعلها مزيجاً من الدراما المرحة والنقد الاجتماعي الحاد، مشيرًا إلى أن العدم يمتاز بقدرته على تقديم حكايات بسيطة، ولكنها عميقة في معانيها، مستغلاً أسلوب السهل الممتنع الذي يجعل قصصه مفهومة لدى الجميع، سواء من العامة أو النخبة.

واضاف أن أعمال العدم تتناول بذكاء السخرية من "عقلنا الجمعي" في ظل تشتته وضياعه، مقدمًا مرآةً ساخرة لواقع المجتمع، ومبرزًا قدرة الإنسان على ارتكاب الحماقات التي تخدم أعداءه ، لافتًا إلى أن العدم حقق في قصصه الحداثة الفنية التي تجمع بين الواقعية السحرية والخيال السيكولوجي المدهش، وهو ما يتجلى بوضوح في عناوين قصصه مثل "كابوس"، "فانتازيا"، و"شيزوفرينيا".

واختتم المشايخ حديثه بالإشادة بإبداع العدم وقدرته على المزج بين الأجناس الأدبية المختلفة، مؤكدًا أنه رغم أسلوبه الجذاب، لم يلجأ للعامية إلا في حالات نادرة، مضيفاً بذلك قيمة جديدة إلى الأدب الساخر الذي يستند إلى المفارقات غير المتوقعة التي تضفي على الحكايات لمسة من المفاجأة والضحك. 

بتـــــرا