«التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس» كتاب جديد للدكتور رياض حمودة ياسين
عرار:
عمان أصدرت مؤسسة القدس الدولية كتاب «التكوين السياسيّ والتاريخيّ لمدينة القدس» من تأليف الدكتور رياض حمودة ياسين، الذي يتناول فيه تشكُّلَ التاريخ السياسيّ لمدينة القدس عبر العصور المتلاحقة، منذ العصر الكنعانيّ وصولًا إلى عصرنا الحالي. ومؤلّف الكتاب هو أكاديميّ من الأردن، أشرف على ملف القدس في اليونسكو ووزارة التربية والتعليم الأردنية، وأصدر العديد من الكتب والدراسات. يغوص مؤلف الكتاب في تاريخ القدس القديم، ولاسيما مع نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، ليرسم ملامح حضور الشخصية الكنعانية لفلسطين والقدس. ثمّ يستعرض الأقوام والشعوب التي سكنت القدس، مبيّنًا أنّ العنصر العربيّ الكنعانيّ بقي عاملًا ثابتًا على مدار العصور التي شهدت فيها القدس تنوعًا في الغزاةِ والمحتلّين، في حين كان الحكم اليهوديّ للقدس طارئًا وقصيرًا لم يدم سوى نحو 70 عامًا. ويستفيض المؤلف في استعراض اللوحة الحضاريّة المميزة التي ازدانت بها القدس في عهد الدولِ الإسلاميّةِ المتعاقبة، منذ الفتحِ الإسلاميّ لها حتى الاحتلال البريطانيّ عام 1917، ذاكرًا أبرز الأحداث التي شهدتها المدينة المقدّسة، واهتمام المسلمين بها. وسلّط المؤلف الضوء على سقوط القدس بيد الصليبيّين، وجهود تحريرها التي تُوِّجت بالفتح الصلاحيّ الأيوبيّ عام 583 هـ/1187 م. ويتوقف المؤلف عند المرحلة التي وقعت فيها القدس تحت سيطرة بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى حتى تأسيس كيان الاحتلال في أيار/مايو 1948، ويبرِز دور بريطانيا في تسهيل استيلاء اليهود على أراضي القدس، ودعمها للعصابات الصهيونيّة. ومن واقع خبرة عمليّة، واطلاع معرفيّ، يعرِّج المؤلف على الدور الأردنيّ في القدس في قراءة سياسية تحليلية، ولا سيّما بين عامي 1948 و1967، مركزًا على المسجد الأقصى، ومفهوم «الوضع القائم» الذي يعني حصرية الإدارة الإسلامية للأقصى، مبينًا سعي الاحتلال إلى نسفِ هذا المفهوم، وفرض سيطرته الكاملة على المسجد. وقدّم المؤلف إحاطة تاريخية سياسية للقدس في القانون الدوليّ، مستعرضًا أبرز القرارات الصادرة عن المنظمات الدولية حول القدس، وحيثيات هذه القرارات. وختم المؤلف فصول الكتاب بالحديث عن القدس بين مشاريع التسوية والمواقف الدولية. قدّم للكتاب مدير عام مؤسسة القدس الدولية الأستاذ ياسين حمود الذي قال: «هذه الدراسة التاريخيّة التي تؤكد هوية المدينة، وتكشف لنا جوانب سياسيّة أو اجتماعيّة وفكرية ليست ضربًا من الترف الفكري، أو جنوحًا نحو التطوير الأكاديميّ فحسب، بل هي حاجة ملحّة في إطار الصراع مع الاحتلال «الإسرائيلي»، الذي يسعى – بكل ما لديه من إمكانيات – إلى تزوير تاريخ المدينة، كما يعمل على تهويد واقعها وطرد سكانها، فهو صراع يحتاج إلى المتخصصين في المجالات كافة، ليقدموا للقراء رواية أصيلة لتاريخ المدينة، ليست بالضرورة هي الرواية الوحيدة، ولكنها رواية تُظهر جزءًا من هذا التاريخ الثري للقدس، وتُبرز جوانب مركزية فيه».