ديوان «وسائد للحنين» لهيثم سرحان.. تأملات بالتاريخ وانشغالات بالحاضر
عرار:
عمان صدر حديثًا ديوان بعنوان «وسائد للحنين» للشاعر والأكاديمي الأردني الدكتور هيثم سرحان في اثنتين وثمانين صفحة، عن دار خطوط وظلال في عمّان، وقد تضمنت المجموعة أربعين قصيدة ضمن أربعة عناوين رئيسة هي: أحوال، نواسيات، أبواب، حجرة الفقد. وقد تنوعت قصائد المجموعة بين وجدانيات وغزليات وخمريات واحتفاء لافت بالمكان واستحضار التاريخ وبعض أعلامه، وانشغال بالحاضر وهمومه وجراحاته، وكل ذلك في لغة فائقة الجمال، وصور شعرية لافتة. من مرثاة لأب الشاعر بعنوان «مرثاة السنديان» نقتطف: بعيدًا مضى باحثًا عن مسرَّاتٍ أراقَ ماءَها الغيابُ ورائحةِ جدةٍ طاعنٌ وجدُها في القِبابْ. ومن قصيدة «أبو نواس» نقرأ هذه الصورة الشعرية البديعة: لم يتركْ قافيةً إلا فَضَّ بكارتِها أشْعَلَها، ألبَسَّها حُللًا من ديباج وجاءت قصيدة «باب توما» شاهدة على جرح دمشق الحاضر، وراسمة بالكلمات صوت أنينها الموجع: دمشقُ دمٌ شقَّ حُنجرةَ الروحِ وسالَ في مآقي اليتامى دمشق عشقٌ يتسربُ بين الأصابع دمشق، الأزقةَ والبيوتَ والنارنجَ وأطواقَ الياسمين، وروائحَ الحوانيت، والنساءَ، والأطفالَ، والشيوخَ. والمساجدَ، والرجالَ. مطرٌ ينسربُ في زوايا المرايا دمشق الحرائق وهجٌ يضيءُ ما تبقَّى من أيامنا ويفضحُ صمتنا المعيبْ. ومن مجموعة قصائد «حجرة الفقد» نقرأ قصيدة «تأبط وطنًا» مرثاة كل مواطن عربي يحلم بوطن: حطَّابًا كان يَسْفحُ أوجاعًا ويلوذ بدجلةَ إذا اختمرَ بعينيه سؤال *** رافقوه حيثُ تميدُ السُّفوحُ لتشطحَ أوديةٌ وتلال. الجدير بالذّكر أنّ هيثم سرحان، ناقد وباحث أكاديميّ يعمل أستاذًا للغة العربيّة وآدابها وحضارتها في جامعة قطر. حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من الجامعة الأردنيّة. وعمل باحثًا زائرًا في جامعة كاليفورنيا–بيركلي، وجامعة تورنتو، وأُستاذًا مُساعدًا في جامعة فيلادلفيا في الأردن. وله ثلاثة كتب منشورة هي: «استراتيجية التأويل الدلالي عند المعتزلة، 2012»، و«خطاب الجنس: مقاربات في الأدب العربيّ القديم، 2010»، و«الأنظمة السيميائية: دراسة في السّرد العربي القديم، 2008». وله تحقيق لرحلة علاّمة العراق أبي الثناء شهاب الدين السيّد محمود الألوسي الموسومة بــ«نشوة الشّمول في السّفر إلى إسلامبول، ونشوة المُدام في العود إلى مدينة السّلام»، الذي نال عنه جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة–فرع تحقيق المخطوطات 2019، كما نال جائزة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)2008. وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، وعضو في هيئة تحرير عدد من المجلاّت.