الشاعر احمد راتب دياب · ( مَنْ نَحنُ )
مَنْ نَحنُ .. قُلْ للتُّرابِ .. لِلأربابِ الَّذينَ
يَجتاحُهُمْ عرقُ الرَّغيفِ للصّابرينَ
أمامَ أبوابِ النَّهارِ للعَابِرينَ في جُبِّ الرَّجيمِ منْ
نَحنُ قُلْ للنَّهارِ
قُلْ للنَّهار للَّيلِ نُجومٌ
وَقَمرُ وَنحنُ ولا يتَبقَّى للأحلامِ إلَّا السَّوادُ
قُلْ للوَسائدِ أنِّي البائدُ كمَا السَّائِدُ فوقَ مِنصّاتِ العِظامِ
قُلْ للشُّرفَاتِ في القُلوبِ كيفَ أنتمْ
وكيفَ أصبحَ الجُرْحُ يُداعبُ النَّهارَ
قُلْ للحَياةِ قبلَ النَّومِ
كيفَ أحْلمُ وقُلْ للنَّومِ في عَينِي كيفَ أنامُ
على خَدِّي دمعُ الوَطنِ يحبُو والتُّرابُ ل
ا يَحملُ إلَّا ترابًا منْ بينِ
أفخاذِهم الى نَفسِ الحياةِ نَغدُو
فمنْ نَحنُ أمامَ نحنُ في الصِّعابِ
قلْ للأحبَّةِ في الأزقَّةِ سلامٌ إليكُمْ
مِنْ كُلِّ رَملٍ أحَبَّ البَحرَ
في آذارَ قُلْ لِرياحِ الخَريفِ
في تَألمٍ مَنْ أحقُّ
بِالترابِ إلَّا الغُبَارُ
قُلْ للرَّسائلِ والسُّطورِ كيفَ التَّكَتُمُ والحَرفُ يَفتتِحُ السِّتارَ
كُلُّ الفُصولِ مِنَ الرَّملِ تمنَّتْ أنْ لا غَريبَ سَيبْقَى في الجِوارِ
حتَّى إنْ جاءَ منَ البَحرِ
يَرسُو كيْ يَمُوتَ على بَرِّ السَّلامِ فمَنْ نَحنُ
منْ نَحنُ وَأينَ نَحنُ مِنْ تُرابٍ فِي تُرابِ
من قــلــم وكـلـمـات الشاعر أحمد راتب دياب