بالصدفة رأيت مقالا نقديا غير موّقع بأي اسم حقيقي أو مستعار..يتعرض لما كتبته عن الشاعر عبد الحي اغبارية بمزيج من التعجب تارة والسخرية تارة أخرى ..مع اعترافات متواصلة بعدم الفهم وبالعجز عن أدراك تقنيات الرؤية النقدية .. وإذا كان النقد محمودا بشكل عام لأنه يغني الحركة الأدبية بسلبياته وإيجابياته فإن الغير محمود هو إطلاق أحكام نقدية لا تستند على براهين وأدلة علمية ، فتبقى أحكاما مجردة من أية فائدة معرفية ، بل ربما تعبر عن مرض نفسي يحاول إشباع حاجات خاصة لإذاية الآخر وإقلاقه طمعا في الحصول على راحة وسعادة عابرتين .. بل الأدهى من تحبير مقال نقدي طويل بدون تذييله باسم كاتب أو كاتبة !! فأي إنسان يرضى لنفسه أن يكون شبحا يلقي بأدران ذاته أمام المبصرين وهو مطمئن إلى عدم رؤيتهم له آمن من المؤاخذة واللوم ، فيتمادى في صنائعه الدنيئة ولا يرعوي !!

لا أجد داعيا لأعطي مقالا بلا هوية أي اعتبار ... فالنقاش النقدي أساسه الشفافية وتبادل الفكرة الوازنة بدون أقنعة .. وحين يكون المقال النقدي مرادفا للجبن والتدليس وتحكيم هوى النفس الشريرة فإن المكان الذي يستحق أن نضعه فيه* سلة المهملات

.

إيمان مصاروة

الناصرة