جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(293 ): لا يكتفي الشاعر محمود فضيل التل في مجموعته «للحب سماء عالية» أن يجعل للحب سماء بل إنه يصف هذه السماء بالعلو. لأول وهلة تبدو كلمة عالية حشوًا؛ فالسماء التي نعرفها لا يمكن أن تكون غير عالية. لا شك في أن الشاعر لا يقصد هذا المعنى المباشر للسماء، فكلمة عالية تنزاح بها إلى معان أخر تتمحور حول أهمية الحب في الحياة، والمنزلة الرفيعة التي يتبوؤها عند الشاعر. إنه حب سام لكنه ليس حبًا روحيًا بل هو حب واقعي له وجوده على الأرض.
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الجمعة 29-09-2017 12:50 صباحا
الزوار: 293 التعليقات: 0 المشاركة السابقة : المشاركة التالية
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
وإذا كانت مفردات العنوان تدل على هذا الحب الواقعي فإن متون القصائد كذلك، فهي تعلن الحب للمرأة، وتتعداه إلى إعلان الحب لأمكنة كثيرة، ولشخصيات بارزة تعرف إليها الشاعر. إنه الحب الذي فهمه منذ أكثر من ثلاثمئة سنة الشاعر جوناثان سويفت في قصيدة «كاديلوس وفانيسا»، بقوله:
كيف ندعو الحب هوى واحدًا
وهو مؤلف من الأهواء كلها؟
ويظل لهذا النوع من الحب الأرضي والمتعدد عند التل أهمية خاصة؛ فهو الشعلة التي تنير له دروب الحياة المظلمة.
ففي قصيدة «للحب سماء عالية» التي حملت المجموعة عنوانها نجد دعوة لمعرفة الحب على حقيقته وفي سموه. وترد الدعوة على لسان تلك الأنثى، وهي تتهم بلغة الحديث اليومي الطرف الآخر، المخاطب، بأنه جاهل في ذلك، وأن معرفته نوع من الوهم.
تتوهم أنك تعشقني
وأنا لا أعرف ما تعشق؟!
هل ما تهوى يدعى حبًا؟!
فالحب سماء عالية
وبها أقمارٌ لا تطفأ(ص239)
ويتحول الحب عند الذات الشاعرة في قصيدة «ليلة تكفي» إلى رغبة إيروتيكية خالصة، مع المحافظة على الوضوح والبساطة، واستخدام الصور النمطية.
أنت ليلي ونهاري كله
وأنا ما شئت أهوى أن أكون
صدرك الدافي أنا أعشقه
فيه حب وخيال وشجون(ص177)
ويرى الشاعر أن حاضره بائس، ليس فيه ما يجعله مرتبطًا به؛ لهذا فهو يشتاق إلى الماضي الذي كانت تتحقق فيه متعة اللقاء بالحبيبة، إن الماضي موئل لذكريات الشاعر الجميلة أما الحاضر فهو مصدر لعذابه.
أشتاق للماضي وأيامي به
وغير هذا لا أرى شيئًا لنا
ولا أرى الأشياء إلا للعذاب(ص83)
في خضم هذا التحسر على الماضي نجد الشاعر في قصيدة «جنان الشوق» يغرق في وصف تلك الحبيبة وصفًا حسيًّا يتوالى على شكل تشبيهات متداولة، مثل قوله:
عيناك كالغدير في صفائه
وكالنجوم حين تزهو في سمائها (235)
وفي قصيدة «آتيك بالورد صبحًا» تتحول تلك الأنثى المعشوقة إلى وردة، ولكن في شعر وفيّ للوزن الخليلي.
ما أكثر الورود.. لكن أنت أجمله
وأنت أحلاه مهما كان فواحًا(ص168)
ويتكرر هذا الوصف بالورود في قصيدة «يوم الثلاثاء» الذي تعرف فيه الشاعر إلى تلك المرأة، بعد طول صبر وعناء:
يوم الثلاثاء يوم قد ولدت به
فكم صبرت وكم قلبي تمناه
لولاه ما كانت الدنيا تعانقني
ولا رأيت المنى يا قلب لولاه
ولا عرفت جمال الحب في زمن
صار الردى سيرتي بل صرت أحياه
أحلى الورود إلى عينيك قد زرعت
وبعضها من ندى قلبي سقيناه(ص152)
ويتجه حب الشاعر في قصيدة «خيم الليل» إلى وطنه العربي، ويأسى لما حل بفلسطين التي أسرها جمالها. ويبين أن مدنها عزيزة على قلبه، وبخاصة القدس. وفي القصيدة نفسها يتغنى الشاعر بحبه للأردن وبلاد العرب كافة، ويفضلها على غيرها من البلدان. فلا غرابة من كثرة صيغ التفضيل في القصيدة:
ففلسطين شجاني سحرها
وربى القدس وسهل الكرمل
هذه القدس بها طيب الثرى
سوف تبقى العمر أغلى موئل
وكذا الأردن في قلبي نما
وبلاد العرب أحلى منهل(ص11)
ثم ينتقل الشاعر إلى الشخصيات التي أحبها، ومنها شخصية الشاعر حسن البوريني. وهو يمزج حبه لهذه الشخصية بحبه للمكان حين يهديه قصيدة «فتى حوران» متذكرًا فيها لقاءهما في مدينة إربد، المدينة المحببة عند كليهما.
بإربد نلتقي فيها هوانا
وفيها من صباي ومن صباك
فربي شاء لي حوران مهدًا
وشاءك يا اخي أهلًا لذاك(ص41)
ويتجه حب الشاعر للشهيد وصفي التل، فيتذكره تذكرًا ينكأ في نفسه جراح فلسطين التي سلبت، ويجدد عشق الوطن:
إذا ما ذكرناك أحييت فينا
جراح الجليل
ومسرى النبي
وعشق الديار(ص124-123)
ويقول في قصيدة أخرى مؤثرة بعنوان «ذكراك وصفي» يتذكر فيها ما فعله الشهيد في سبيل وطنه، ويفتقده في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الوطن:
فمن سواك يروي الأرض من دمه
فالأرض في مهج الأحرار تختزن(ص193)
وكأن البيت صياغة لقول أحمد شوقي:
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
هكذا رأينا الحب في مجموعة الشاعر محمود فضيل التل يتجه إلى المرأة، والوطن بشخصياته البارزة، وأمكنته المحببة. وهو حب لا يحلق في الأثير بل يسير على أرض الواقع، وينصب في قصائد ذات معان لا تحتاج إلى كد عقل، وإجهاد قلب. قصائد تعبق بموسيقى هادرة حينًا وهامسة حينًا آخر، وبلغة بسيطة تتسلل إلى قلوبنا كما أراد لها الشاعر.
العناوين المشابهة
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
ترجمة رواية «الشيطان فوق التلال» إلى ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الخميس 05-12-2019
البيان الختامي للملتقى الإقليمي حول ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
السبت 23-10-2021
بمشاركة 64 مبدعةعصاميةمن تونس ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الأربعاء 27-03-2019
محافظة القصرين الجمهورية التونسية ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الإثنين 15-02-2021
حيدر محمود في رسالة الى رئيس الوزراء: ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة التحرير
0
السبت 17-06-2017
مشروع "زيارة" الفني الايطالي ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الخميس 10-10-2019
«شوف عمّان»...عاصمتنا الحبيبة في مجسم ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 22-01-2019
الأردن : "الرئاسة" تخرج عن ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة التحرير
0
السبت 17-06-2017
مكتبة الحرم المكي.. منارة إسلامية تشع ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 24-08-2018
دار الشعر في مراكش تنظم احتفالية كبرى ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الخميس 05-07-2018