البيان الاختتامي للملتقى الاقليمي حول الاقتصاد الثقافي الرقمي والمؤسسات الناشئة الذي احتضنته جزيرة جربة التونسية ايام 21و22و 23 اكتوبر الجاري وقد كان حفل الاختتام تحت اشراف وزيرة الثقافة التونسية السيدة حياة قطاطا .

اعتباراً لما يشهده العالم اليوم من تحول رقمي واعتماد كلي على تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ونظراً لحاجة الدول العربية الى الانفتاح على السوق الاقتصادية الرقمية ولاسيما في مجال الاقتصاد الثقافي الرقمي الذي يشكل رهاناً اقتصادياً عالمياً مستداما.
ومن أجل الاطلاع على تجارب الدول العربية ومباداراتها في هذا المجال، وتنفيذا لتوصيات اجتماع أصحاب السمو والمعالي الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدول العربية المنعقد عن بعد في تونس يوم 11 مايو 2020 بادرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألكسو) و بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية بالجمهورية التونسية من خلال مؤسستها المتخصصة، مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي بتنظيم الملتقى الإقليمي حول :
( دور الاقتصاد الثقافي الرقمي والمؤسسات الناشئة في خلق بنية تحتية للتصنيع الثقافي في الدول العربية) بجزيرة جربة التونسية في الفترة ما بين 21-23 اكتوبر 2021 وشاركت في هذا الملتقى الدول العربية التالية:
- المملكة الأردنية الهاشمية
- مملكة البحرين
- الجمهورية التونسية
- جمهورية العراق
- سلطنة عمان
- دولة فلسطين
- دولة قطر
- دولة ليبيا

- جمهورية مصر العربية
- المملكة المغربية
- الجمهورية الاسلامية الموريتانية
وبمشاركة فاعلة من عدة منظمات وهيئات دولية وعربية هي :
- منظمة اليونسكو
- منظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو).
- اتحاد المغرب العربي
- منظمة المدن العربية ممثلة بالمنتدى العربي للمدن الذكية .
وقد قدمت خلال أيام المؤتمر أوراق علمية وعرضت تجارب فنية تتعلق بقضايا الاقتصاد الثقافي الرقمي والمؤسسات الناشئة كما تم الاطلاع على عدة تجارب عملية لمؤسسات ناشئة في مجال الاقتصاد الثقافي الرقمي .
هذا بالإضافة الى تجارب بعض الدول العربية المشاركة ورؤيتها المستقبلية في مجال التصنيع الثقافي والاقتصاد الثقافي الرقمي .
وقد شهد اليوم الأول للملتقى جلستين علميتين تناولت الأولى منهما ورقة عن (التصنيع الثقافي في البلدان العربية الرهانات والتحديات ) "رؤية عامة" قدمها الدكتور محمد زين العابدين مدير ادارة الثقافة بمنظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ركز فيها على ضرورة اعتماد موازنات خاصة ضمن موازنة الدول لتطوير وتشجيع الاستثمار في الصناعات الثقافية مع إشراك فعال للقطاع الخاص وقطاع الشباب بالإضافة إلى سن التشريعات التي تحمي الملكية الفكرية وتشجع على الابتكار.

فيما تناولت الورقة الثانية موضوع (المؤسسات الناشئة قاطرة التصنيع والاقتصاد الثقافي الرقمي في الدول العربية " نموذج مبتكر" قدمتها الاستاذة سلوى عبد الخالق المديرة العامة لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي .
وقد تناولت الورقة ضرورة توسيع المجال الثقافي من خلال تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية وذلك بإنشاء شراكة بين القطاعين العام والخاص ووضع تكنولوجيا الثقافة الرقمية ضمن أولويات واستراتيجيات التنمية باعتبار أن الابتكار يشكل أهم رافد للتنمية في الاقتصاديات المعاصرة.
أما الجلسة الثانية فقد تناولت عرضا عن تجارب الدول العربية في مجال تطوير التصنيع والاقتصاد الثقافي الرقمي إضافة إلى تجارب عملية لمؤسسات ناشئة يحتضنها مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي.
وعرف اليوم الثاني للملتقى جلستين علميتين تناولت الأولى ( دور السياسات الثقافية في ترقية التصنيع والاقتصاد الثقافي الرقمي في الدول العربية) قدمها الدكتور مراد الصقلي رئيس مؤسسة آلتيسيمو للاستشارات الثقافية بتونس وتناول فيها ضرورة وضع خطط للتنمية الثقافية تحقق الأهداف المرجوة ضمن إطار زمني محدد مع التركيز على سن القوانين ذات العلاقة للوصول إلى حوكمة تضمن الشفافية في الحصول على المعلومة ودعم اللامركزية الثقافية مع مراعاة الخصوصية الثقافية للبلدان.
أما الورقة الثانية فقد قدمها الدكتور يوسف بن ابراهيم الخبير الدولي في حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وكانت عن (رهانات الملكية الصناعية والحقوق المجاورة والمؤسسات الناشئة) تطرق فيها إلى موضوع الابتكار الذي يوظف لخدمة التنمية بمختلف مجالاتها .
إضافة إلى عرض للمفاهيم الأساسية الخاصة بالملكية الفكرية وأنواعها ومحتوياتها وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والمصنفات المرتبطة بها، ودورها فيالنهوض بالصناعات الثقافية والابداعية .
أما في الجلسة الرابعة فقد تم الحديث عن ( التصنيع والاقتصاد الثقافي الرقمي من أجل التنمية المستدامة) حيث قدم المهندس كريم هنديلي مدير مكتب اليونسكو بالرباط بالإنابة ورقة عن ( دور التصنيع الثقافي والاقتصاد الثقافي الرقمي في تحقيق أهداف التنمية في الدول العربية) وخلصت الورقة إلى ضرورة جعل التكنولوجيا في خدمة التراث والصناعات الابداعية ودورها كذلك في دعم ثقافة السلام .
كما أشار إلى أهمية الرقمنة بالنسبة للمتاحف والأثار المادية وغير المادية خاصة بعد تعرض جزء من هذه الآثار إلى التدمير والخراب والنهب.
وكان ختام هذا اليوم مع عرض عن تجربة المنتدى العربي للمدن الذكية قدمته المهندسة سميرة الدحيات من المملكة الأردنية الهاشمية المدير التنفيذي للمنتدى العربي للمدن الذكية وفيه تناولت آليات خلق مدن مستدامة وذكية، اعتمادا على ما تتيحه الثقافة الرقمية من فرص وإمكانات، وخلصت إلى ضرورة تكاتف الجهود من أجل تحقيق أهداف المنتدى العربي للمدن الذكية.
وفي نفس اليوم تم تقديم عروضا لتجارب الدول المشاركة تناولت جوانب من استراتيجيات الاقتصاد الثقافي والبرامج والخطط التي بلورها كل بلد مواكبة للطفرة الجديدة في عالم اليوم القائم على الاقتصاد الرقمي.
وفي اليوم الأخير تم عرض الجلسة السادسة حول (تمويل صناعة المحتوى الثقافي والمؤسسات الناشئة في الدول العربية وقدم خلالها الخبير في صناعة المحتوى الثقافي معاذ المهيري ورقة حول رهانات تمويل صناعة المحتوى الثقافي في الدول العربية بين القطاعين العام والخاص)( التشبيك، الرعاية، المرافقة).تحدث فيها عن ضرورة توفير التمويل اللازم للمنصات الرقمية لتمكين الجمهور من المشاركة في صنع المنتج الثقافي بالاضافة الى دعم صناعة المحتوى العربي وتوفير بنية قانونية وتشريعية وإنشاء صناديق دعم عربي لهذه الصناعة، كما تطرق الى دور المراكز والجامعات في دعم الصناعة الثقافية الرقمية.
بالاضافة الى ورقة حول تجربة تونس في تمويل المؤسسات الناشئة قدمها الخبير وسام المكي استعرض فيها برنامج " تونس الناشئة" الذي وضع اطارا جديدا لهياكل استثمار و مرافقة و تأطير و تمويل لفائدة المؤسسات الناشئة.
وخلص الملتقى إلى مجموعة من التوصيات نجملها في مايلي:
- العمل على أن تقوم كل دولة بصياغة استراتيجيتها الخاصة للنهوض بالصناعات الثقافية الرقمية.
- العمل على توظيف المنصات التكنولوجية في خدمة العمل الثقافي العربي المشترك لما لذلك من دور في دعم القدرات البشرية وتطوير بنية متكاملة للصناعات الثقافية والابداعية.
- مقترح ان يكون يوم 21 أكتوبر من كل سنة يوما عربيا للتصنيع الثقافي الرقمي، من أجل الاحتفاء بهذا المجال ومنحه ما يستحق من اهتمام رسمي وشعبي.
- العمل على إعداد منظومة تشريعية لترقية وحماية التصنيع الثقافي الرقمي في الدول العربية.
- دعم وتشجيع قدرات الشباب العربي في مجال تكنولوجيا الابداع الثقافي الرقمي.
- تكثيف البرامج الهادفة إلى تشجيع المبادرات والبرامج الشبابية في المجالات الابداعية الرقمية الثقافية والعمل على تمويلها ومواكبتها.
- توفير المناخ المناسب لقيام مؤسسات ناشئة في مجال الاقتصاد الثقافي الرقمي ومساعدتها على بلورة مشاريع تساهم في الناتج المحلي الاجمالي.
- دعم وتشجيع الاستثمار في مجال الاقتصاد الثقافي الرقمي.
- العمل على تأهيل وتدريب الموارد البشرية للاستثمار في مجالات الاقتصاد الثقافي الرقمي.

الهيئة المحررة للبيان الختامي
د. الشيخ معاذ سيدي عبد الله
الجمهورية الإسلامية الموريتانية
د. ماهر أبو ريدة

الوكيل المساعد وزارة الثقافة الفلسطينية
ا. فاطمة العسري
المملكة المغربية