يؤكد الدكتور حسن خريشة (الذي شغل منصب نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني)، في مقدمته أهمية الكتاب كمرجع رئيسي لتصويب مسار العمل الشعبي الفلسطيني، ويقول: "إن الكتاب يدرس ويقيم ويضع النقاط على الحروف… يشكل خطة وطنية لفلسطينيي أوروبا".
ويشيد خريشة بدور مؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة الفلسطيني في توحيد الفلسطينيين في الشتات ودعم نضال الداخل الفلسطيني، مضيفا: "في مؤتمرات فلسطينيي أوروبا يسد الفراغ الذي أحدثته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية".
ومن جانبه، قدم رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار للكتاب مستعرضا رؤية شخصية عن العمل الفلسطيني في أوروبا ودور مركز العودة. ووصف الكتاب بأنه "دليل عملي للعمل الشعبي الفلسطيني، ويقدم نماذج واقعية وخططا للتعامل مع الصعوبات".
وفي مقدمته للكتاب، أبرز المؤلف المشارك ماجد الزير قيمة الكتاب بوصفه جهدا لتقييم العمل الشعبي الفلسطيني وتوثيقه. وقال: "ينقص المسيرة الفلسطينية ثقافة التقييم، وهذا الكتاب جاء ليضيء الإنجازات، التحديات، والآفاق".
وأضاف: "تأسس مركز العودة في زمن صعب، ليكون صوت اللاجئين في العالم الغربي الذي حاول إقصاء القضية".
وروى المؤلف المشارك ماهر حجازي تجربته في الكتاب قائلا: "هذا الكتاب يوثق ثلاثين عاما من العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا… ويقدم رؤية استراتيجية وطنية للتطوير".
ويفصل الكتاب نشأة مركز العودة في لندن العام 1996، ودوره في الدفاع عن حق العودة وفضح انتهاكات الاحتلال. يبرز الكاتب الجهود القانونية التي خاضها المركز والانتصارات التي حققها، مثل قضايا قانونية ضد الإعلام البريطاني، حيث كسب المركز دعاوى ضد صحف بريطانية، ونيل العضوية الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ايكوسوك) العام 2015، التي اعتبرها الكتاب "محطة فارقة تتيح للمركز طرح قضايا مثل الحصار، الأسرى وجرائم الاحتلال".
وإلى جانب ذلك يستعرض الكتاب انطلاقة مؤتمر فلسطينيي أوروبا الأول العام 2003، ردا على وثيقة جنيف التي هددت حق العودة. يؤكد الكتاب دور المؤتمر في تثبيت حق العودة رافعا شعار "لن نتنازل عن حق العودة".
وأيضا تفاعل المؤتمر مع الداخل الفلسطيني، بما في ذلك دعم الانتفاضة والتضامن مع غزة والضفة، وسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية عبر إشراك الأجيال الجديدة وتوعية الفلسطينيين في الشتات.
ويستعرض الكتاب أبرز التحديات التي تواجه العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا، مثل الضغوط السياسية والقانونية من اللوبي الإسرائيلي، والتباينات بين الجاليات الفلسطينية وصعوبة التنسيق.
ويطرح الكتاب توصيات عملية لتطوير العمل الشعبي الفلسطيني، معتبرا أنه "لا بد من مؤسسة جامعة تنظم العمل الفلسطيني في أوروبا، تستثمر التجارب وتواجه التحديات".