|
عرار:
عمان أقام ديوان الهريس الثقافي، لقاءه الدوري، محتفلا باليوم العالمي للغة العربية، وذلك يوم الاثنين الماضي، وعبر منصة (زووم)، وبمشاركة كوكبة من النقاد والشعراء الأردنيين والعرب. أولى المشاركات في اللقاء كانت للناقد والشاعر د. سعيد أصيل، من المغرب، إذ قدم مداخلة تأمل فيها راهن اللغة العربية، متوقفا عند أهم التحديات التي تواجهها، مبينا أن اللغة ليست وعاء للتواصل أو التعبير فقط، إنما هي هوية لأهلها، بل هي التي تصوغ فكرهم، كما تعكس واقع الإنسان ورؤيته للعالم، إضافة إلى رؤيته لذاته، كما توقف عند الدور الكبير الذي تقوم به اللغة العربية في الوقوف سدا منيعا أمام سياسة عولمة القيم غير الإنسانية، ما جهلها تقابل بالتهميش والعداء في مواقف عديدة. تاليا كانت المشاركة للشاعر عبد الرحمن المبيضين، والذي قرأ قصيدة تأمل خلالها بعض جماليات اللغة العربية، وفيها يقول: «لغة أعزّ وجودها الإسلامُ/ يسمو بها الشعراء والأعلامُ/ فالذكر فيها والأحاديث التي/ نادى بها التوحيد والإسلام/ بحروفها تجد الكلام ميسرا/ وبشعرها وبنثرها الإلهام/ فهي الخطابة في السياسة دائما/ فرسانها الأعيان والحكام/ والشعر فيها خالد ومخلّد/ والمدح ليس يناله الأقزام/ لغتي تظل هويتي فيها أنا/ ومن اصطفته أعزة وكرام/ لغتي أراها في منامي دائما/ شمسا تنير فليس ثمّ ظلام..». من جانبه قرأ الشاعر سعيد يعقوب قصيدة حلّق من خلالها في فضاءات اللغة العربية، وفيها يقول: «ظهَرْنَ معًا فَلمْ نُعِر انْتِبَاها/ لِمَنْ مَعَها وَلمْ نُبْصِرْ سِوَاها/ كَذاكَ الشَّمْسُ تَصْرِفُ كُلَّ عَيْن/ إذا لاحَتْ لهَا عَمَّا عَدَاها/ وَكيْفَ تَرَى العُيونُ جَمَالَ أخرَى/ تُصَاحِبُهَا إذا كَانَتْ ترَاها/ فَلا إثْمٌ عَليْنَا إنْ هُيَامًا/ لثَمْنَا فِي خِضَمِّ الشَّوْق فاها/ وَلا لوْمٌ عَلى مَنْ هَامَ فِيها/ غَرَامًا أوْ تَصَوَّفَ فِي هَوَاها/ وَلا حَرَجٌ عَليْنا إنْ أبَحْنَا/ القُلوبَ لهَا وَأحْنَيْنَا الجبَاها/ وَأثْمَلَنَا عَبيرٌ مِنْ حَديثٍ/ يُمَازجُهُ رَحيقٌ مِنْ لمَاها/ وَكَحْلنَا العُيونَ بِمَا نرَاهُ/ وَضَمَّخْنَا بِذِكْرَاهُ الشِّفَاها/ فَلمْ أمْلِكْ سِوَى أنْ قُلْتُ لمَّا/ تَجَلَّتْ يَمْلأُ الدُّنْيا سَناها/ هَنِيئًا لِلثَّرَى لَمَّا عَلَيْهِ/ مَشَتْ تِيهًا فَعَطّرَهُ شَذاها/ وَلوْ أنِّيْ قَدِرْتُ فَرَشْتُ رُوحِيْ/ بِسَاطًا كَيْ تَسيرَ بِهِ خُطاها/ فَليْتَ دَمِيْ يَكُونُ لها فدَاءً/ إذا كَفُّ الأذَى مَسَّتْ حِمَاها..». وتحت عنوان «صرخة تهمز سابل الضاد»، جاءت مشاركة الشاعر والأديب خليل اطرير، وفيها يقول: «سلامُ عليكم! لسانَ الحداءِ/ وألفُ سلام على الناطقينْ/ سلام عليكم! بناةَ الحروفِ/ تطرِّز قرضاً ونثراً أمينْ/ سلامٌ على الهادلات اللواتي/ روَيْنَ النشيدَ بماء الوتينْ/ وسطّرْنَ بالصبر سفرَ العطاءِ/ دروبَ الصبايا ونهجَ البنينْ/ سعدتُ بلُقيا لسانِ القصيدِ/ يزغردُ في كلِّ فجٍّ و حينْ/ فأنتم رسولُ القوافي العِذابِ/ صروحِ البلاغةِ. سدٌّ متينْ/ أرى الضادَ تشكو وأنتم طبيبٌ/ وترياقُها في فصيح الرنينْ/ أفي الضاد عيبٌ أم العيبُ فيكم/ وروحُ التراث ضياعُ السنين؟..». في حين جاءت مشاركة الشاعر محمد أبو رياش بعنوان «لغة الضاد»، وفيها يقول: والضاد كانت مذ قديم عهودها/ لغة لها بين اللغات حضور/ قبل الرسالة قد نمت وترعرعت/ والشعر فيها بيته معمور/ ولها فحول قد تخلد ذكرهم/ ولهم بها في الحادثات نفير/ قد سجلت آثار من قد أسلفوا/ ولهم شواهق في الذرى وقصور/ والله ميزها وأعلى شأنها/ وبها الكتاب موثق مسطور/ وبها البلاغة والفصاحة ميزة/ بين اللغات سموها مشهور/ فيها ارتقينا فوق أسباب العلا/ وبها لنا التبجيل والتقدير/ فلقد حوت كل العلوم بأسرها/ ألفاظها ما مسها تقصير/ ولجملة الآداب كانت منهلا/ فيه التميز شع منه النور/ هي إرثنا وأساس رفعة أمة/ من دونها ويل لها وثبور..». من جهته قال الشاعر نايف عبد الله الهريس، رئيس ديوان الهريس ومؤسسه، قصيدة استذكر خلالها الأستاذ الدكتور صادق جوده، الذي غيبه الموت خلال الشهر الحالي، وفيها: «يا راحلا والضاد في خذلان/ وفِرى الزمان لها يد الطغيان/ فتركتنا غرقى ببحر ضريرها/ بكفا النبوغ لعروة الفتيان/ أورثت فينا ثورة من فقهها/ يا صادقا ببصيرة الفهمان/ تجري سفينك في موانئ دهرنا/ نرسو بنبلك شامخ البنيان/ صدق بصادق جودةٍ وبدسره/ صدقية فيها التواضع بان/ كنت الرصانة والمتانة تزدهي/ والعبقري بغيب جهدك شانٍ/ إن الثقافة روضة أنشأتها/ وقطوفها من حكمة وبيان/ يا خير من ربى وأتحف قومه/ بلسانك العربي للأذهان/ إن مات ما ماتت به إشراقه/ فيها الصفاء على ذرى الإيمان..». وشارك في اللقاء الدكتور رائد الحاج بمداخلة قال فيها إن اللغة العربية ركن رئيس من أركان التنوع الثقافي العالمي، كما تتيح الدخول إلى عالم متنوع معرفيا، كما أكد د. الحاج ضرورة أن يكون التعليم الجامعي باللغة العربية، كما تتبع مكانة العربية على الصعيد العالمي، إذ «ثمة اهتمام واضح بالعربية (التي يتحدث فيها قرابة 500 مليون نسمة) على الصعيد العالمي، فهذا العالم الافتراضي، بمفرداته كافة، جعل من العربية لغة أساسية في برمجياته، بخاصة أنها تحتل الآن المرتبة الرابعة بعد الإنجليزية، والصينية، والإسبانية، بين اللغات الأكثر استخداما على شبكة الإنترنت، والمرتبة الثانية بين أكثر اللغات نموا، علما أن للعربية أكثر من 12.3 مليون كلمة مقابل 600 ألف كلمة للغة الانجليزية، ولها 16 ألف جذر لغوي مقابل 700 جذر لغوي للغة اللاتينية». كما شارك في اللقاء الناقد فوزي الخطبا بمداخلة قال فيها: على الرغم من غربة اللغة العربية بين أهلها، إلا أنها تحتل مكانة مرموقة على الصعيد العالمي، فهذه الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت لها يوما عالما، هو الثامن عشر من كانون الأول من كل عام، وهو اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والعشرين المعقودة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في الجمعية العامة والهيئات الفرعية التابعة لها، بحيث يكون لها نفس وضع اللغات الرسمية الخمس الأخرى: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية». اللقاء نفسه كان حضره عدد من المثقفين الأردنيين والعرب. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 30-12-2020 12:17 صباحا
الزوار: 1221 التعليقات: 0
|