وضياعهم، وبالتالي، تفكك المجتمع، وزيادة المشاكل الداخلية فيه، وانعكاسها سلباً على كافة المرافق الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، ولمعرفة أسباب ظاهرة الطلاق المتفاقمة في المجتمعات العربية، طرحنا السؤال، على مجموعة من السيدات العربيات المبدعات، والخلاقات والمثقفات، ومن لهن باع طويل، من التجربة، في المجتمع العربي، وهن من دول عربية مختلفة، استجبن لطلبي بالإجابة على سؤالي لهن أعلاه، وكانت إجاباتهن في الكثير منها، متطابقة او متكاملة، بحيث غطَّت جميعها كل ما يخطر على البال، من أسباب الطلاق، لنقرأ ونتابع الإجابات على هذا السؤال الهام، ألا وهو، مسببات الطلاق في المجتمعات العربية. ولنأخذ من إجاباتهن، مؤشرات ايجابية، لفهم أين يكمن الحل، فعند طرح السؤال على :
السيدة المصرية هناء الفرطوسي أجابت وقالت:لا أود الخوض في التفاصيل، التي يعرفها الجميع، من الاختلافات في المستويات، الاجتماعية، والثقافية، بين الأزواج، لكن هنالك ثمة أسباب تطفو على السطح، في المجتمعات العربية، لكونها ألآن تقريباً، تعيش نفس الظروف ألاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، منها في السابق، كانت للعائلة مركزية، بمعنى للعائلة سي السيد (مثلا الجد والأب والأخ وإلام)، الذين هم بمستوى من الإدراك والوعي الثقافي، المتوارث بالفطرة، فالقرارات المصيرية، تكون بيدهم، وهنا تكون نسبة الخطأ الواردة، قد لا أتذكر، بينما نلاحظ الآن، أن الفتاة هي التي تقرر وتقوم بالضغط على العائلة، بشتى الوسائل، لأرغماها على القبول، الحرية يا أستاذي الفاضل، التي فهمها العرب خطاْ، هي سبب كل المشاكل الاجتماعية، الشباب، لا يتقن قراءة الحياة، والمستقبل، شباب طائش، الطلاق كان في الماضي، أذا حدث، كان عار على الأهل والعشيرة، لهذا الفتاة، تتحمل، وتخلص مع زوجها وأهله، لكن الآن، التساهل بقضية الطلاق، جعل أكثر الناس، يرونه شي عادي، حتى وان كانت الأسباب، غير موجبة، كما وان هنالك كثير من العوائل، تقوم بتزويج بناتها، في سن مبكر، وهي لا تعي المسؤوليات الملقاة على عاتقها، فالفتاة الصغيرة، تنظر للزواج مجرد فستان ابيض، وألوان على وجها، لا تعرف أكثر من هذا، وأكثر الطلاق يحدث في المجتمعات الغير مثقفة (المستويات التي تعيش على الهامش) الفقيرة، وأحيانا هنالك عدم توافق، يحدث نتيجة خلل في المنظومة الفكرية والعقلية، وبعض العاهات المستديمة، في العقل والروح، غياب الواعز الديني، والتربية الإسلامية الحميدة، لشبابنا وشاباتنا، (فلتت كل الأمور من أيدي الأهل) الأمن، رضي الرحمن عنهم.
وعند طرح السؤال على :السيدة الموريتانية سلمى الشيخ الولي أجابت وقالت:لعل أسبابه تختلف من مجتمع لآخر، لدينا موريتانيا تنتشر ظاهرة الطلاق بشكل فظيع، وتتضافر أسباب عديدة لتخلفها، منها طريقة الزواج الارتجالي غالباً، وزواج الأقارب، وتدخل الأسرة الكبيرة في حياة الزوجين، ونفوذ المرأة ومطالبتها بخيار الانفصال، عند ابسط الخلافات.
وعند طرح السؤال على: هدلا القصار، ألأديبة والإعلامية اللبنانية أجابت وقالت:
للطلاق أسباب متعددة، لا يمكننا شرح أسبابها في هذه العجالة، لأن أسباب الطلاق تختلف من دولة لأخرى ومن بيئية لبيئة، علماً لدينا حدثاً جديداً، وهو أنه أصبح لدي الشعوب العربية، طاقات حديثة، تعنون باستيراد وتصدير أسباب الطلاق...وهذا سببه الشبكة العنكبوتية، التي فتحت صفحات التواصل الاجتماعي، ومجالات أوسع، لأسباب الطلاق، لكن يمكننا أن نوجز ببعض العناوين وهي: وأولها عنصرية المجتمع ألذكوري، الذي أصبح يتأثر به الشرع، في بعض الدول العربية، والزواج من اجل الزواج، منها التربية، والبيئة، وعدم التوافق الفكري، او التعليمي، او المهني بين الطرفين، ودبلوماسية العلاقة بين الطرفين، والتوافق الأسري، وإهمال الزوجة لزوجها والعكس بالعكس، وفقدان الثقة بين الطرفين، وعدم تنازل احد الطرفين للآخر، إلى أن تتحول إلى مجادلات عقيمة، وعدم الاحترام، والثقافة، والوعي لخطورة تأثير الطلاق على الأسرة، والزواج المبكر، والزواج المفروض تحت أي بند من البنود، والخيانات الزوجية، وتبادل الأدوار، بمعني المرأة المترجلة والرجل المؤنث...والفقر، هذه الكلمة التي لم تقنعني. وأصبح الزواج مصلحة مادية، ومعنوية، ومهنية، او لتوسع المتعة الجنسية...وهذا أضاف جدلاً اكبر حول أسباب الطلاق المعهود.
وعند طرح السؤال على: الفلسطينية خلود جمال أجابت وقالت:تعدد نسب الطلاق في المجتمعات العربية، ما بين نسب متفاوتة، تتمثل بالارتفاع الملحوظ الناتج عن التفكك الأسري، والتغيرات في التقاليد والمفاهيم الاجتماعية، والظروف الاقتصادية المتمثلة، في انعدام فرص العمل، وحالات الطلاق، والتساؤلات المطروحة أخيراً، حول ارتفاع هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة، باعتقادي أن السبب الرئيسي يتمثل في عدم الاختيار الصحيح، لكلا الطرفين، وتوافق الرؤية الفكرية، وغياب الثقافة الدينية، والمستوى التعليمي بين الطرفين، ورؤية الفتاة الحالمة في حياة مستقرة، مع اختلاف تعامل الحياة الزوجية، خاصة في العلاقات الخاصة بين الرجل والمرأة، طبعاً ناهيك عن تدخل الأهالي في حياة كل من الطرفين، مما يؤدي إلى إثارة غضب الزوجة، وتقليل دورها كأم وزوجة، الأمر الذي يؤدي إلى انتهاء الأسرة، وانهدام القلعة الأسرية.
وعند طرح السؤال على السيدة:عواطف الزين، الشخصية الإعلامية اللبنانية المشهورة أجابت وقالت:أسباب ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية، تحتاج إلى دراسات علمية، تبحث في الأسباب والعوامل، التي تؤدي إلى زيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا العربية، مع الأخذ في الاعتبار كل مجتمع على حدة، نتيجة اختلاف الأسباب بين مجتمع فقير نسبياً، وآخر غني..فما ينطبق على لبنان، قد لا ينطبق بالضرورة على الكويت، او غيرها من دول مجلس التعاون الخليجي، وبما أن الطلاق، هو نتيجة علاقات زوجية فاشلة، فإن أسباب الفشل، قد تكون ناتجة عن وضع مادي صعب، "او عن تفاوت المستويات الثقافية، والعلمية، والاجتماعية، بين الزوجين..ومن بين الأسباب أيضاً، فهم الرجل عموماً، لمعنى الزواج او للشريعة الإسلامية، إذ يبدو أن هناك من يفسر على مزاجه، ويتصرف على هذا الأساس، الذي يتيح تعدد الزوجات..هناك إذن فهم خاطئ للدين، وفهم خاطئ للمسموح والممنوع " واختلاف في الرؤية إلى الزواج، كمسؤولية مشتركة بين الزوجين..ويمكن أيضاً تحميل المرأة مسؤولية كبيرة، نتيجة للعوامل التي ذكرتها..ولكن يبقى الرجل هو في حالات كثيرة-صاحب القرار. كما قلت بدايةً، الموضوع يحتاج إلى دراسة وافية، تأخذ في الاعتبار، حركة تطور المجتمعات العربية، على صعيد الاتصالات والفضائيات، والفهم الخاطئ، لممارسة الحريات..وغيرها من العوامل.
وعند سؤال:اللبنانية د. كوكب دياب، والعاملة في الجامعة اللبنانية أجابت وقالت:من أسباب ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية في رأيي الشخصي متنوعة، ومختلفة باختلاف البيئات والمجتمعات، والأذواق والثقافات، وتتراوح هذه الأسباب، بين نفسية، واجتماعية، وثقافية، وبيئية، وفكرية، ودينية، واقتصادية...ولعلّ أبرزها: التعارف السريع، وعدم الاختيار السليم، أو إجبار الأهل أبناءهم وبناتهم على الزواج، بمن لا يناسبهم، وعدم فهم الغاية من الزواج، وعدم فهم معنى المشاركة في بناء الأسرة، وعدم احترام الطرف الآخر، والتفاوت في العمر، واختلاف المستوى العلمي والثقافي بين الطرفين، والخيانة، وما يتبعها من مشاكل عاطفية، وغيرها، وانعدام الثقة بين الزوجين، والغيرة الشديدة، والملل، والرتابة، والرغبة في التغيير، والخلافات المادية، وتدخل الآخرين بين الزوجين...وكثرة الإنجاب وعدمه، وضعف الوازع الديني والأخلاقي، وما يتبع ذلك من كذب وخداع، وعدم فهم كل من الطرفين، حقوقه وواجباته...وعدم التكافؤ بين الزوجين، وانعدام المسؤولية، أحدهما تجاه الآخر...ومشكلات التعدّد....وضعف أو قوة الشخصية لدى الطرفين معًا، وحبّ سيطرة أحد الطرفين على الآخر، أو حبّ تملّكه، وتقييد حرية الآخر بقيود غير منطقية...وانتشار مساحة الصداقة اليوم على النت، (وما يتّصل به) بين النساء والرجال الغرباء بدون ضوابط...والبخل، وكثرة المتطلبات لدى كلا الطرفين، وعدم تقدير أحدهما لجهود الطرف الآخر...وغيرها الكثير، الكثير...لو أردت ذكر معظم هذه الأسباب وشرحها، لاحتجت إلى مئات الصفحات!.
وعند سؤال الفلسطينية هناء الطريفي أجابت وقالت: الطلاق، لم يعد مجرد ظاهرة، ولكنه أصبح قضية من القضايا المؤثرة في بنى الأسرة العربية بشكل كبير، ومدعاة للدراسة، وتبني القضية بشكل معمق، وبرأيي الشخصي، فإن هناك عدة عوامل قد تكون سبباً في الطلاق، في عالمنا العربي، وإن اختلفت الثقافة من مجتمع لآخر، إلا انه هناك عوامل مشتركة، تتعلق بالتربية، وفهم معنى الزواج، والذي يجب أن يؤسس له عند الشاب، والفتاة في الأسرة ، والوالدين يقع عليهم مسؤولية كبيرة في تأسيس مبدأ الاحترام، بين كونه ذكراً، وهي أنثى، لتعميق مفهوم الاحترام، واحترام الحقوق والقيام بالواجبات، لتكوين أساس مهم في نظرة كل منهما للآخر، للأسف، عاداتنا وتقاليدنا، جعلت مفهوم (السيد للذكر) في الأسرة، وتغييب مبدأ المشاركة في الرأي للأنثى، والنظرة الدونية التي حيدت دور المرأة كأم بداية، ومن ثم أخت وزوجة، فيما بعد..ينتج عن ذلك فكرة راسخة، أن المرأة تأتي في المرتبة الثانية، وهي ناقصة عقل ودين، ويبدأ تكون مفهوم يكون الأساس في تعامل الزوج مع زوجته، فيما بعد، ومن هنا ينشأ عدم احترام الرأي، وعدم تقبل أن المرأة من حقها أن تبدي رأيها، وتشارك الرجل في أعباء الحياة مشاركة، في الرأي كما تشاركه عاطفياً وفي العمل,,,إضافة لمفهوم العيب، والتي تولدَّتْ في عقلية المرأة وناتجة عن تربيتنا الشرقية، أن المرأة يعيب عليها أن تعبر لزوجها عن رغبتها (الجنسية)، وكذلك الرجل، يجد أن الحوار في موضوع التوافق الزوجي بينهم، آخر ما يمكن الحديث عنه، فهي تكبت إحساسها، سواء بالرضي او خلاف ذلك، وهو كذلك، وتنشأ مشكلات تبدأ بالظهور على شكل ردات فعلن عبر أمور بسيطة وغير مهمة، ولكن السبب الرئيس، يكون هناك في الفراش، حيث عدم التوافق، وعدم التعبير، والحوار البناء بين الزوجين...وتنشأ الخلافات، وتتفاقم، ولا أحد يستطيع الخوض في الموضوع، ويبدأ الرجل في البحث عن أخرى، ظناً منه انه سيجد الإشباع من تلك، ولكنه لو تحاور مع شريكته، وكان صريحاً، وكذلك هي، يمكن أن يتجنبا الكثير من المشكلات,,,الحوار، هو ما ينقص العوائل العربية، وهو آخر ما يلجأ له الزوجين، مع الأسف,,,تأتي المشكلات الاقتصادية، والاختلاف في الثقافة، والتعليم، ومستوى المعيشة بين عائلتي الزوجين، وكذلك الفارق في العمر الكبير، وكذلك نظرة كل من الزوج والزوجة لمؤسسة الزواج، وماذا يريد كل منهما من هذه المؤسسة، تعتقد الكثيرات أن الحب، ينتهي بالزواج، ودورها فقط للإنجاب، وكذلك الكثير من الأزواج، يعتقد أن زواجه نهاية للحب، والمشاعر الرقيقة، فيخونه التعبير عن حبه لزوجته، وإغداقها بمشاعر، هي أحوج ما تكون لها، وكذلك هي، فكلاهما مسئول مسؤولية مباشرة على العمل، على استمرارية المشاعر الرقيقة بينهما، لتستمر علاقتهما طويلاً وسط ضغوط الحياة..إضافة لكل ما ذكر، فعلى مؤسساتنا التربوية، أن تؤسس لمناهج، تعزز قيمة الزواج وتغرس في النشء، مفاهيم تعزز لبناء مؤسسة الزواج، على أسس متينة، تحفظ لهذه المؤسسة، بإستمراريتها، وعلى الإعلام دور كبير كذلك، في إيجاد برامج بناءة، تعزز لبناء الأسرة، فقد غزت ثقافتنا عبر وسائل إعلامنا، الكثير من البرامج الهادمة لمجتمعاتنا، وأبتعد الكثيرون عن ثقافتنا، وأصبح مهمتهم تقتصر على التقليد الأعمى..فغزت البيوت برامج هادمة، ولم تجد هذه البرامج جدار منيع، يأخذ منها ما ينفعنا، ويستطيع التمييز مابين ما هو مفيد، وغير ذلك، بطريقة تحمي الأبناء والأسر من الهدم,,أرجو أن أكون وبكل تواضع، قد استعرضت أهم العوامل التي تؤدي للطلاق.
أنتهى نشر الجزء الثاني من الاجابات على:
ما هي أسباب ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية