فاطالما كان الحب موضوعاً ترتكز عليه المرأة الشاعرة في قصائدها كفكرة وصورة وإيقاع تتمايل على أوتاره ثورتها العاطفية، وتتباين الألوان فيها بين الفاتح والقاتم دلالة على الصفاء والحزن الذي يعتمل داخل فؤادها سواء بغياب الحب أو وجوده ضمن إحداثيات الظروف والمسافات.
فيتضح لنا لدى الوقوف عند الكثير من قصائد الشاعرات العربيات أن القصيدة تظلّ هي الأداة التعبيرية الوحيدة التي تمكنها من ترجمة تجاربها دون خشية من الآخر أو الخجل من طلاسم المجتمع العربي الذي يشرّع الحب للرجل فقط حقيقة وإبداعاً.
وتتأكد لي الرؤى بأن الحب يبقى حبيساً بين الورقة والقلم مهما حاولنا كسر الحواجز في التعبير عما ينتابنا من مشاعر تجاه الآخر، إلا أن الحرية الكاملة في التعبير ورسم صورة المرأة العاشقة يبقى منوطاً بظروفها وأخلاقياتها التي تجعلها أحياناً أكثر التزاماً من الرجل بالبوح والغزل العفيف.
إلا أن الجرأة في الطرح والاعتراف بقيمة الحب قد نجدهما متناولين بصيغة راقية عند شاعرات كثيرات وفقن في المزج بين الأسلوب السلس والإحساس البريء الذي تعصف به مشاعر الحب. وبين هذا وذاك يبقى الشعور بالحب سيد الموقف إن كان بالإيجاب أو السلب، ويبقى ما تحس به الشاعرة من خلال تجاربها أو عمق خيالها أساساً تستطيع بناء القصيدة عليه بأحاسيسها الدافئة التي تصل إلى عمق المتلقي دون رتوش أو تكليف، على عكس الشاعر الذي برغم جمالية طرحه إلا أنه يفتقد إلى شيء من الصدق، ما يجعل كتاباته منافساً ثانوياً لإحساس الأنثى.
|
|
|
|
|
||||
| هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
|
سناء الحافي القصيدة النسائية مازالت خجولة
عاشقة الصحراء - وكالات:من المؤكد أن الكلمة بقلم المرأة تجعلها أكثر دفئاً وانسيابية نظراً لحساسيتها المتأججة وعنفوانها الدافئ بمعاني الحب والخيال، عاشقة الصحراء : مادامت تعبّر من خلالها عن لواعجها وأحلامها التي تتباين بين المشروع والمحرّم .. وبين المنطق واللاوعي .. حتى تحمل القارئ لها خارج عالم الفكر والعقل وتأسره بين دهاليز الحنين والقيود ..
الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الخميس 28-11-2013 01:56 صباحا الزوار: 1401
التعليقات: 0
|
