في الطريق إلى الأمكنة التي لا تشبهني
كنت خائفة من عدم الشبه بيننا
أنا وتلك الأمكنة
ومن أول الطريق حيث بلدي
كنت لا أخاف إلا من الذين أحسهم لا يشبهوننا
حيثما ذهبت
أبحث عن أناس أشعر معهم بالشبه ولو لم أعرفهم من قبل
وهنا في هذا المكان الغريب أفعل ذات الشيء
منذ طفولتي أختار الطرقات التي تشبه تلك القريبة من منزل أهلي
أحس أن للطرق أراوح مثلنا نحن البشر
وأنها تتآلف معنا
كما يفعل بعضنا مع بعضنا
أي طريق يشعرني بالغموض أتحاشاه
وكذلك أي امرأة
وأيضا أي رجل
قد يشدني ما به من غموض
وفي ذات الوقت تشدني ذاتي إلى ذاتي بعيدا عنه
خوفا من غموضه
وربما رغم اشتهائي لقربه
ولكن خوفي يغلب اشتهائي
لأني غريبة في غربة
وغريبة في الطفولة
وغريبة في الصبا
وقريبة إلى ذاتي غير الغامضة معي في غربتي وغرابتي
أنا التي لا زالت طفلة غريبة غير غامضة مع ذاتها .

مها الورهاني - كاتبة صحفية سورية - ألمانيا