لم يكن حلم بل كان يقين للعودة.

كان مكبلا بمتفجرات ومفروش بأشواك نارية نازلة من الجحيم
و كان الثمن باهظا لكي تتوحد الجغرافيا ويرمم الإنقسام بين الشمال و الجنوب.
لُقب بالحجّ الأكبر ، و بعضهم سماه بالطوفان البشري ،كان صعود عرفات مهيب و لكن البقاع اختلفت بإختلاف الجغرافيا و إعادة التاريخ.
على أرض عسقلان كتبت الحرية وصنع المجد ورفع التكبير و الإنتصار.
كان مساومة مع كيان صنعه النظام الدولي على أصحاب الأرض.
مساومة بين المالك والعبد في حلقة ظلم يحكمها نظام الذئاب.
لم تعرف الحرية يوما عدل الضعيف على القوي و لم تنشئ من بيت الحقّ على الباطل.
يحكم فيها الجلاد و ألقى بالضحية تنزف بطلقات رصاص من أرضها وتنال كدمات من سوط جلاد يحمل وجهين على أرض واحدة.
انتصر الشمال و عادت روحه لجسدها المكلوم.
انتصر الحقّ و قضى على الباطل المهزوم.
انتصر المظلوم و قدم الذل للظالم الطليق!
انتصرت غزّة و هزمت العالم المخذول.
عودة لا تفترق على النكبة بعام 1948 حين غادروا الديار ولكن الزمن انتقم للذهاب وعدم الرجوع في مشهد العام 48.
كانت الحرية في عظمة نباهي بها الأمم كما يباهي الله ملائكته بضيوف الرحمان.
كانت العودة لقاء لخلد مكتوب عليه أصحاب الأرض فقط.
و كان العناق من نصر أهل الوطن.