|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
صورة المرأة بـ«خنجر في البراءة» للقاصة أميمة منير جادو
عاشقة
الصحراء :
نايف النوايسة ليس صعباً ان يصبح العمل الأدبي مشروعاً حضارياً يضع فيه المبدع كامل طاقته الإبداعية، لينسجم مع رؤيته التي اجتهد فيها بأن لا يكتب شيئاً عبثاً يلفّه الغموض أو يغيب فيه البعد الإنساني الذي يلامس حياة الناس وقضاياهم والإحساس بها ووضع الإصبع على أزماتهم. ليست القصة القصيرة والرواية في نظري بمعزل عن السيرورة البشرية منذ فجرها، إنهما ملازمان لها ويحملان الكثير الكثير مما قد يضيع مع تقادم الأيام، ففيهما نجد أثراً للتاريخ والفلسفة وقضايا المجتمع المختلفة، ورصداً للمشاعر واللفتات الإنسانية في كل بلد، مما يكشف عن قضية واحدة هي: قد نختلف في العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين أو التاريخ، ولكننا نتحد في المشاعر الإنسانية ونلتقي جميعا أمام نبضات القلوب. إن قصص الأديبة المصرية د. أميمة منير جادو في مجموعتها (خنجر في البراءة) كون من الصراع والحياة والبحث عن حلول، هذا الكون بنته للمرأة على هيئة يوميات اصطادت فيها شخصياتها بعناية ولوّنتها بتجاربها في الحياة، ولقد وجدتْ في المرأة نافذة مهمة لتُظهر رؤيتها في الحياة كامرأة متعلمة صاحبة تجربة ثقافية عريضة، وترصد حركة المجتمع وتقاليبه التي لا تعرف السكون، وقد صدق على قصصها ما وجدته في قول الروائي الروسي تولستوي: على الإنسان أن يكون رحيماً، لأن الرحمة تجمع بين البشر، وأن يكون أديباً لأن الأدب يوحد القلوبالمتنافرة. وهذا ما وجدناه في الخصال التي تبناها ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو للرحمة وإشاعة روح السلام بين الناس كافة ويحث على الأخلاق العظيمة التي جاء ذكرها القرآن الكريم ووصف بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، فهل أرادت الأديبة جادو غير هذا؟ وأحسب أن قصصها تشي بكل ما ذكرت، لنرى: تبدأ الرحلة من البراءة المتجسدة في الطفولة وهي تتعرض في سنيها الأولى للسعات الإبرة ولا تملك حولاً ولا طولاً في دفعها (خنجر في البراءة). وحين تذكر القاصة كلمة المزلاج يأتي ذكر العم عبدالحميد الذي كان يصطحب الطفلة للمدرسة، هي لا تريد صحبته لأنها متعلقة بوالدها ولا تريد يداً إلا يد والدها تمسك بها.. هي المرأة/الطفلة البريئة التي تتحرك في وسط اجتماعي مضطرب، وتظهر معاناة الشعب المصري الذي يعيش أزمة خانقة كأزمة انتظار صحن الفول الذي يعده صاحب المطعم، وأكثر هذه الفئات معاناة هم الأطفال الذين يقفون بالدور ويدحرهم الكبار بجلافة؛ ولم يسمحوا للطفلة البريئة هنا بأن تضع الملح على الفول فراحت تفرغ الملح في صالة المطعم على صحنها ولا تريده أن يذوب، وحين عادت إلى البيت وُجِهت بالضرب لأنها أفسدت الفول بالملح، هذا هو ثمن البراءة. وفي قصة (طفلتان) تأخذنا القاصة إلى مستطيل نسائي متنوع الطبقات، وكانت السيدة الأديبة المثقفة نقطة الارتكاز فيه، وأما الطفلتان مريم وفاطمة فهما القطبان الرئيسان لحركة البراءة بين الكبار، وتُظهر القصة الصراع في المستوى العلمي والثقافي والاجتماعي بين السيدات في المترو؛ فمريم البريئة نتاج تربية غير سوية من أسرة جاهلة، وأما الطفلة فاطمة ذات البثور فهي ضحية مجتمع لا يرحم، فقد ظنت بطلة القصة أن البثور هي من لسعات البعوض والحشرات ولكن تبين لها أنها من أبر(نقل الدم) أي بيع دم الطفلة التي يتاجر به أهلها الفقراء، يا الهي! عالم لا يرحم. تضع الأديبة جادو موضوعة المرأة المتعلمة المثقفة المبدعة، والأكاديمية على وجه الخصوص نقطة منطلقاً رىيساً في قصصها، لتلج منه إلى عوالم شتى في الحياة، ومن خلال هذه المنصة ترى الآخرين؛ الفئات المشابهة لها والفئات المعدمة التي تعاني، أي فئات (الغلابى) في المجتمع المصري، كما تتعرض في قصصها للشك والغيرة والزيف والكذب والغطرسة التي تجد المرأة نفسها طرفاً في تحريكها. ففي قصة (ثلاث مهاتفات دولية) رصدٌ لحركة أسرة؛ رب الأسرة في الخارج يتنقّل من عمل إلى عمل ومن مؤتمر إلى آخر وهي في الداخل تنتظر، ويتحدث معها ويبثها لواعج حبه، وفي لحظة ما كانت تتحدث فيها مع صديقتها، بدأت ريح الشك الصفراء تجتاحه، فتوالت مكالماته وكان يشعرها بشكه، وبعد ذلك جعلها كالمعلقة، حين جعلها تنتظر مكالماته ثلاث سنوات، وهكذا يدفع الإنسان ثمناً باهضاً للغربة والبعد عن الدفء الأسري. وتحملنا القاصة إلى معاناة امرأة أخرى في قصة (اغتيال بطاقة تموين)، فبطلة القصة سيدة مسحوقة، ودفعت ثمناً باهظاً من أجل ختم بطاقة التموين حين وقعت ضحية اغتصاب من الموظف المسؤول الذي هددها بالسلاح إن لم تستجب له، وتحت ثقل هذه المصيبة نامت السيدة المغتصبة نوماً عميقاً في بيت قريبتها وراحت تهذي لتكشف سر مأساتها، واستوعبت الراوية هذا السر، وحين قُتل المسؤول وشيّع الناس جنازته برز السؤال: من قتله؟ أهي هذه السيدة التي ثأرت لشرفها، ما أقسى حياة الغلابى! تتبع جادو في معظم قصصها أسلوب تيار الوعي الذي تأخذنا فيه إلى عوالم خفية وذكريات بعيدة وتُدخلنا في حالة احتدام داخل نفوس الشخصيات أثناء عملية السرد مما يخفف على المتلقي من وتيرته ويُبطّئه، كل ذلك يتم بلغة راقية وتناصات مناسبة. في قصة (لا ترحل حبيبي) تكشف القاصة عن حجم المعاناة التي يعيشها الإنسان المصري منذ ولادته، ويكون ثقلها على المرأة وبخاصة المتعلمة، ففي هذه القصة تطلب المرأة من زوجها الطبيب بأن لا يرحل بعيداً عنها ليعمل في دولة خليجية، لكن أحلام الغنى والثراء وتوفير المال للأيام القادمة تراود رغبات الخريجين والخريجات، فيقدّم هذا الطبيب أوراقه لكثير من سفارات الدول التي تُعلن عن حاجتها لوظائف ولكن دون فائدة، ويتألم الزوج وهو يرى من تخرجوا بعده قد توفقت أمورهم، فتهتم زوجته للأمر وتحاول من جهتها في إحدى السفارات وتُفلح محاولتها، هنا نرى الزوجة الصابرة الصادقة في حبها والمشفقة على زوجها كيف وقفت معه ولم تتخلَّ عنه في أحلك الظروف. لقد وفقت القاصة من حشد كل طاقتها التعبيرية لتبرز نبل العواطف ورقيق المشاعر بين الزوجين، مما يكشف عن مركزية المرأة في صناعة الحدث وتحريك مراجل الحياة. ومهما كانت شان الرجل وعلو مركزه فلا تتحصل له قيمته إلا بوجود المرأة إلى جانبه، فتنهض في قصة (براءة إبراهيم ثابت) بأعباء مهمة شاقة لإنقاذ الرجل الذي يحاول تسويق كتبها، فإبراهيم ثابت صاحب دار لتسويق الكتب يتعرض لوشاية أدت به إلى السجن، وما كان منها وهي التي بيدها إنقاذه إلاّ أن تبذل كل جهدها لإثبات براءته، وكان لها ما سعت، ونلاحظ هنا دور المرأة الأديبة العالمة النقية في إعادة التوازن للمجتمع وكبح جماح الظلم وتحقيق العدالة. ولا تلبث متاعب الحياة المباعدة بين الزوجين؛ الزوج في الغربة يكدح، والمرأة في الوطن ترعى شؤون ابنها وابنتها، وتقوم قصة (رسالة إلى الزوج الغائب) على أسلوب القصة/ الرسالة، وهو أسلوب فني مقبول في تحميل الرسالة أعباء القص وفنياته، وفعلاً حملت رسالة الزوجة دفقات حبها وما تكابده في غيابه من ألم الفراق ومتاعب تربية الأولاد؛ وبخاصة ابنتها التي بدأت أنوثتها تتفجر، وتصف بدقة تفاصيل حالات نموها وبواكير مراهقتها، فضلاً عن مراقبة ابنهم محمد، وتنتهي إلى أنهما نعم الصديقين لها. وأوردت في قصة أخرى بالأسلوب نفسه (رسالة إلى صديقتي اللدود) معاني الصداقة وأسسها، وكانت تنصح صديقتها التي أوقعها حبها الأهوج في حبائل رجل خانها، فأقدمت أيضاً على خيانته، على نحو ما قيل في بيت الشعر لأبي نواس:( وداوني بالتي كانت هي الداء...)، وتصل إلى نتيجة هي أن صديقتها إنسانة طيبة وطاهرة لكنها فعلت ما فعلت بجهالة وبراءة. هي صور متتالية كتبتها القاصة عن العاشقة والمعشوقة والهوجاء والجاهلة والبريئة بأسلوب قص جذاب لا ملل في سرده ولا خلل في عبارته القصصية المحكمة. وأحبت البطلة أستاذها مثل بقية الطلبة ولاحقته، وبدا لها أنه رجل طيب جداً في الجامعة، وسخي في علاماته، والقصة (أحببت حبه لحظة ثم..) تُقدم رصداً جميلاً لطبيعة العلاقة معه في الجامعة وبعدها، وحين التقته في أحد المؤتمرات أظهر حرصه على رؤيتها ليكيل لها المديح والثناء، وهذا ما يطربها، ويبدو أنها محرومة من الحنان وظمأى له فوجدت في أستاذها ما يطفئ لهيب هذا الحرمان، وهنا تظهر لنا القاصة الفرق بين حاجة الإنسان للحب الصافي الطاهر والحنان الحقيقي، فشخصية القصة تريده مثل أبيها، ولكن حين دعاها لشقته شكّت في نواياه فنفرت منه وتحطمت صورته التي وضعتها له. هي تجربة عاصفة جارحة انتهت إلى زوال. ومن أبدع قصص هذه المجموعة قصة (الشك والسحر) إذ أدخلتنا القاصة في نفق مرعب من الفانتازيا حين ربطت الغيرة والشك بالزوج بالسحر، التي كانت تتعامل مع زوجها بكل طيبة وحب، ولكن كيد النساء من حولها سعى لتحطيم مركب هذا الزواج على صخرة الشك، فتم الإيقاع بالزوج في السحر بحيث ينفصل رأسه عن جسده الذي يختفي ويستقر الرأس في زجاجة وكأنه مارد محبوس إلى أن خلّص الله صاحبه من السحر وعاد لزوجته. وفي قصة (أمي) نجد أنفسنا داخل مثلث نسوي دافئ المشاعر، كانت الأم المريضة فيه الضلع الأهم، ويبدو أن أمراض الأم الكثيرة ضاعفت من الاهتمام بها، فلم يتوان زوجها لحظة واحدة من محاولة شفائها فباع كل ما يملك من عقار وغيره في سبيل ذلك. أما ابنتاها فقامتا بكل جهد وأخطرها ما أقدمت عليه ابنتها الدكتورة حين زورت الأوراق لتعالج أمها باسمها في المجمع الطبي الذي تتعالج فيه والأم غير مؤمنة فيه، إنه الحب الخطر والعاطفة العمياء، وكانت المحاولة خطرة جدا، وبدأت تتكشف عملية التزوير ولولا أن تداركت الدكتورة وأختها الموقف وانسحبت في الوقت المناسب لكانت الفضيحة، نعم ما أصعب الكذب وما أقصر حبله، ويبدو لنا أن حياة الأم غالية مهما كلف من ثمن. تصلح هذه القصة لتكون رواية مكتملة لو أرادت القاصة فعل ذلك واتبعت فيها تقنيات السرد المعروفة في العمل الروائي لكنها رضيت بها قصة قصيرة لتصل إلى غايتها منها. وحين نعاين حالة البطلة في (إنه يسكنني) سنجد أنفسنا أمام كاتبة حاذقة في ارتياد ميادين الأجناس الأدبية كافة، ويعصف بها ماردها (الجني) لتكتب كذا وكذا، فتعيش في لجة من الازدحام كمن يريد الدخول من بابين في آن واحد وتُشكل عليها الأمور، في الأثناء تذكرت أنها أشعلت الغاز في المطبخ تحت القهوة ولولا لطف الله لاحترق البيت، وتذكرت الغسيل وأشياء كثيرة وكاد زمام السيطرة على شؤون البيت يفلت من يديها، لأنها راكمت قضاياها ولم تأخذ بالأولويات، وظهر لي من التناصات الكثيرة في القصة قدرة الأديبة على تعميق نصها ثقافياً، وفي المحصلة تضعنا أمام حقيقة هي أن الازدحام يعيق الحركة. وفي قصة (وداع) ترصد القاصة حركة سيدتين كبيرتين في السن، كانتا تستندان على بعضهما عند المشي خشية السقوط.. وكانت الراوية تراقبهما بعين، وبالعين الأخرى ترى نفسها والجيل القادم.. هي بذائقتها الجمالية العالية تطل على الحياة من خلال هذا المشهد، وتخشى من مصيرٍ كمصير هاتين العجوزين، وتخاف مما سيلاقي الجيل القادم من حياة صعبة. وتنتصر القاصة جادو لكرامة بطلتها في قصة (الآن بطل مفعول سحرك) حين جعلت البطلة تستعصم بكرامتها وتظفر بشرفها وأن لا تقع في غواية الرجل المغرور المتغطرس الذي يريد النساء أن يركعن له، ويأبى عليه مركزه أن يتنازل ويسلك طريق الحب الطاهر النظيف، ووجد في البطلة أنها حبيبته الحقيقية ويريد الإيقاع بها، لكنها اكتشفت زيف ادعاءاته، فتمنعت عليه، واندهش من رفضها، وحجتها هي أنه يراها من غروره وكبريائه وليس من قلبه.. إنه شيطان ليس إلاّ. خلاصة الأمر.. دارت قضايا قصص الأديبة أميمة جادو حول أزمة المرأة المتعلمة( الطبيبة والمعلمة والأديبة..) التي تعيش في وسط أسري ومجتمعي غارق في المعاناة، وبدا لي أن القاصة لم تجد لهذه الأزمات حلولاً فتركت الجرح مفتوحاً واستعانت بالكتابة لتعبّر عمّا يختلج في خاطرها من مشاعر.. لقد أفلحت الكاتبة حين وظّفت تجاربها في الحياة وسعة ثقافتها وتمكنها من فن القصة لإبراز صورة المرأة من زوايا عديدة وبكل شفافية وبراءة. الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الجمعة 02-07-2021 11:51 مساء الزوار: 660
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
صورة المرأة في إيفا .. مجموعة قصصية ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 18-02-2023 |
قراءة نقدية تطبيقية في «سقيا حرف» للقاصة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 01-04-2022 |
«لا أعرف هذه المرأة» رؤى شعرية متعددة في ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 11-11-2021 |
الباحثة نومار تتأمل «الدراما الاجتماعية ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 05-04-2021 |
قراءة نقدية في «كما لا يحب أبي أن يراني» ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 13-03-2021 |
صورة المرأة في رواية (وقُتلت مرتين) ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 08-03-2021 |
صورة الغجر في الرواية | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 01-01-2021 |
«صورة الغجر في الرواية» لـمي بنات.. ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 15-11-2020 |
ميسون الدبوبي: لم تخْلُ حقبة في تاريخنا ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 16-10-2020 |
«توابيت مقمرة».. نصوص رمزية تجسد هموم ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 24-07-2020 |
فلول النّور و ملحمة الدّيجور للناقدة هدى ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | السبت 30-05-2020 |
البنى الحكائية بين حركة الزمن وكمونه قصة ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الأربعاء 20-05-2020 |
صورة الموت في الشعر العربي القديم... ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الأربعاء 13-05-2020 |
صورة الوطن في رواية "أدركها ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 19-03-2020 |
امتنان الصمادي تتأمل شجون المرأة وهمومها ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 18-02-2020 |