في مفترق الجراح ينبت صوت البياض

يكبر . يكبر . 

يمتطي صهوة الظلال ..

يشحذ أظافر الفراغ..

يكتب تميمة البداية الراهنة..

نحن ما جئنا لنقيم طقوس الانتظار..

ما عاهدنا التراب الأسمر

 لتدوس عليه أحذية الجبناء

ما وقفنا عند مدخل الوجع 

لنترك عرقنا على الأرض...

طويل هذا الصمت..خائن. ومتلوّن..

جبان..لأنه يسرق الظلال..

جنوبية المنبت أنا ..

جنوبية الملامح. 

جنوبية الصوت..  

والريح تعرفني..

والفجر يعبق بخطاي..بهمسي.. 

بكلّ أسرار الحجر..

في كلّ زاوية من قريتي المنسية..

ينطق غصن الضباب الموءود ..

 يكبر حلم النخبة

النخلة تعرفني

والشمس تعرفني..

والتربة السمراء تعرفني..

لونها من لوني ...

هي مهد أسراري..

موقد الشغف الذي يغلي بروحي

أنا الجنوبية السمراء..

أعشق الشفق ويغريني الغروب..

وقريتي تطلّ من سفح الجبل ..

تورق كلّما ابتسم الخريف..

وتكبر في اليوم دهرا..

وتحضن وجوه الطيبين..

وتربّت على قلوب الرّاحلين..

هي قريتي السمراء..

عنوان الشموخ..

سيّدة المواويل..

هي الجنوبية الممراحة...

مثلي.. لا تعرف الكذب..

لا تبكي..

ولا تنتظر..

ولا تلتفت إلى ظلال النخيل..

الشوق يحملها ..يشعلها..ويغسلها..

ويقرع عشقها البدايات ..

للفرحة المؤجّلة..

للعرق المعتّق..

للوجوه الظامئة..

لي..لأبي وأمّي ..

لأبناء العشيرة ..

للذين ابتسموا ورحلوا..

للشمس..

لبيت من الشعر في قلب عاشق.. 

( رتيبة سليم/ تونس )