كثير منا لا يعلم ما بداخل الرجل، ونحكم عليه قبل أن ندرك ما السبب الذي جعله يرتكب هذا الفعل، اهو الحاجة أم الضعف أو أنه يبحث عن شيء يحتاجه، لم نحاول مرة نحن النساء أن ناخذ دور الرجل، ونتقمصه لكي ندرك ما يشعر به وما يؤلمه أو يحزنه، وكأنه لا قلب له، لكي نتعامل معه، وكأنه آلة يجب أن تفعل كل شيء على أكمل وجه، دون تفكير منا هل هو يحتاج ذلك أو هل هو شعر بالملل، أو أنه ينقصه شيء، وهذا لا نفكر به، إذا حاولنا مرة أن نتقمص دوره ونعش مكانه ونبادر بالحب ونبادر بالتقدم لطلب يد الطرف الآخر للزواج ونعيش مكانه المسؤولين عن كل شيء في العلاقة، ونحن أيضا من نبادر في طلب الحقوق الزوجية، ونحن أيضا من نهتم بكل صغيرة وكبيرة في العلاقة، سندرك وقتها ما يشعر به الرجل، وما يحتاجه وما يريده، وما كان يحلم به، وسندرك كل هذا، فهو إن ترك كل شيء خلفه، فهو لم يعد لديه القدرة ليكمل فيه، وشعر بأن طاقة الصبر أنتهت لديه، وشعر بأن ليس لديه القدرة لإكمال هذه العلاقة، وشعر بالارهاق وشعر بأن الحب والسعادة التي انتظرها لم يجدها معها فتركها بصمت، وبعض آخر يضع المبررات لها لجعلها تتفهم لماذا تركها؟ إذا نظرنا بعمق في أعماقه وحاولنا الدخول فيها أكثر، سندرك أنه لا يختلف عن المرأة في شيء فهو يشبه طباعها وما تحبه، فهو خلقه الله في رحم امرأة، فكيف له أن يختلف عنها، ويصبح لا يشبهها في شيء، ولكن الذي يبادر بالحب ويبادر بكل شيء في العلاقة، يصل إلى نقطة أنه لم يعد يتحمل شيء من ضغوطات العلاقة، فهو وضع عليه كل شيء يتعلق بها، ولاستمرارها وذلك جعله يشعر أنه لم يجد ما يريده أو أن طريقة تعامل الطرف الآخر جعلته يشعر بنفور من هذه العلاقة، وهذا أيضا يحدث للمرأة إن بادرت بالحب وجعلت استمرار العلاقة يكون بتحملها وتنازلها للطرف الآخر لأنها تحبه، ويمكن لها في لحظة أن تتركه بصمت وتجعله يعتقد أنها لا زلت تحبه، وهذا يجعل بعض الرجال أيضا وليس جميعهم يعتقد أن جميع النساء تجري في دمهم الخيانة، وهذا ليس بصحيح فنهاية علاقة يكون بسبب أن واحد من الأطراف سواء الرجل أو المرأة جعل استمرار العلاقة عليه هو وهذا يجعلها تنتهي حتى وإن كانت تحوي على حب كبير، فالشعور بأن كل شيء عليك يجعلك تشعر أنك في علاقة خطرة تلعب بمشاعرك وتجعلك في قلق وخوف مستمر، في البداية الخوف يكون من خسارته ومع الوقت يصبح الخوف على مشاعرك وقلبك وأحلامك أن تخسرها في هذه العلاقة وهذا ما يحدث ويجعل الانفصال هو الحل سواء في حب أو زواج،لا نظلم الرجل ولا نخلق له مبررات لكل ما يفعلها فالضرورات تبيح المحظورات وهذا ما يفعله الرجل في بعض قرارته، ونحن النساء يجب علينا أن نبادر في الحب ونجعله يشعر أن ليس كل شيء عليه ونحاول أن نتحمل عنه بعض الضغوطات، ولا نحمله فوق طاقته لكي لا نخسره، فمن بادر بالحب الذي تكون نهايته زواج أو بعد الزواج شعر بالحب، يجب أن نعطيه الحب والإهتمام ونبادله ما يشعر به، لكي لا يشعر أنه دخل في معركة ولم يفز فيها، ولكي لا يشعر أنه غير مرغوب فيه، ويبتعد فلا نحكم عليه قبل أن نرى تصرفاتنا معه، فما نفعله معه هو ما سيغير مشاعره وأفعاله معنا،ونحن من نحدد كيف تكون وجهته هل ستكون معنا أو مع غيرنا.