المعرفة معارف وإن كانت عصارة التجربة الانسانية وفق ما توصل إليه الفلاسفة التجريبيين ومن ينظر في هذه المسالة ويدقق النظر فإنه يجد أنها مرحلة ما بعد تجربة الكورونا التي وإن كانت سيئة الا انها جاءت بجملة من الاشياء والامور الملهمة المفيدة كالتوازن النفسي في مواجهة الازمات وتجاوز الصدمة بهدوء والانسجام مع جمالية الوحدة والعزلة الذاتية للاستفادة القصوى من كل ما يجعلها شديدة التعلق بالجانب الخلاق وطقوسه الخفية في الذات البشرية وإن خسارة جولة ما انما هي انطلاقة جديدة في تعلم الانسان لمبادئ ومعاني الحضارة وتطورها 

اضافة الى تعلم الصبر وايجابياته أثناء الكوارث لتتعزز بذلك الثقة بالنفس والايمان بمنطق العلم وضرورته واعادة النظر في اولويات المجتمع وما يقتضيه الواقع والمرحلة المجتمعية 

ومن ناحية أخرى استطاعت الذات مواجهة الضجر والسأم بالكثير من حكمة وحنكة الهدوء والتروي وتقبل الواقع كما هو لمعايشة الخطر على أنه تهديد صريح للامن النفسي والجسدي ثم ومن ثمة التسلح بالصبر والتفكير 

هذا الواقع الجديد يصطرع فيه شبكات التواصل الاجتماعي ومبادئ تبادل المعرفة المشتغلة على عدة اوجه والمواجهة لكل المستويات العقلية والفكرية واضحت بذلك تقوم على ثقافة تبادلية تداخلية يتشارك الجميع في صياغتها ومن هذا المنظور تصبح الافكار معنية بتكوين علاقات متينة مع الوقت الذي يمنحها بعدا عميقا للاستيعاب الذي بدوره يفتح باب النقد والقراءة العميقة التي ينذر بتحولات فكرية ناشئة في الافق.