عادت مسرعة قبل أن تكمل نزول درجات السلم، وقفت أمام مرآتها تعدل من ملابسها وتسريحة شعرها ، غير ناسية أن تتحسس جسدها ، من فوق الفستان ،  ثم نزلت للشارع ،بخطوات لاهثة مشت ، ودقات قلبها تزداد وهى تقترب من أحد أعمدة الإنارة ـ التى يستند عليها كل يوم  فى نفس الموعد ،  متلصصآ على مؤخرات عابرات الطريق ،  غبر ناسيآ أن يقذف بعبارات الغزل الفاحشة،  التى كان لها منها نصيب،  لكنها لم تكن مجرد عبارات بالنسبة لها ، جسدها بدأت  تدب فيه الحياة ، وتتلهف لمرورها كل يوم من أمامه  ، بدأت تتمايل أكثر فى مشيتها  ، كأنها ملتصقة به ، وعمود الانارة  يرشده إليها .

   فى اليوم التالى  ، عاودت تكرار مافعلته فى اليو م الأول ،....سارت من أمامه ،  متحفزة تسير ببطء ، لم تسمع صوته  .......فأسقطت حقيبتها ،  وتمايلت متعمدة  لتختلس نظرة تتأكد بها من وقوفه  ......شعرت بخجل وهى تراه واقفآ ، صامتا ، وكأنما يقرأ مايدور بعقلها 

أكملت سيرها بغضب ...غير أن وخزة خفيفة على مؤخرتها  ، أستوقفتها مع أنفاس بجانب رقبتها ..... التفتت رافعة يدها لتصفعه،  ......لوح لها بيده ، وهو واقف مكانه،  وضحكة خبيثة ترتسم على وجهه،   أنزلت يدها ، وأكملت سيرها وصوت ضحكته يخترق أذنيها  ........!!!!!!!!!