عمان  :- 

عن الآن ناشرون وموزعون، صدرت مؤخرا في عمان، مجموعة قصصية جديدة للقاصة ميرفت الأحمد الملكاوي، بعنوان «قلب من أراكان»، ويشير العنوان إلى معالجة القاصىة لانتهاكات حقوق الانسان التي يتعرّض لها سكان «أراكان» داخل منطقة «بورما» جنوب شرق آسيا، بالاضافة لالتزامها بهموم المعذبين في الأرض، ولا سيما اذا ما تعرّضت مناطق إقامتهم بفتن داخلية، أو احتلالات داهمتهم من مناطق خارجية، وتسلط الأضواء في معظم قصصها على العلاقات الانسانية، التي أدت الظروف الاقتصادية الصعبة، والأوضاع المعيشية المريرة، لتمزيق الكثير من الصلات التي تربط بين البشر، ولا سيما الرجل والمرأة، منتقدة بعض الأمراض التي تفتك بالمجتمع كالفقر، والادمان، والارهاب، وتفكك الأسر، وتتجاوز القاصة همومها الخاصة، لمعالجة أرق الجماهير، وقضايا البشرية بعامة، ورغم واقعيتها النقدية إلا ان خيالها المُحلـّق أضفى وجوده على كثير من أحداثها، التي طغى على بعضها الهذيان، ووقع فنيا في الحلم والفنتازيا،وكان لتجاوز القاصة مرحلة التجريب، أثره في إبداع قصص متقدمة جماليا وموضوعيا، في الوقت الذي تتكئ فيه على المونولوجات الداخلية، والمشاهد السينمائية، والصور البصرية، ورغم طغيان النـّفـَس الروائي على المجموعة إلا أن القاصة نشرت فيها عددا من القصص القصيرة جدا، منها قصة»هكذا كان» التي تتكئ على المثل العامي «يقتل القتيل ويسير في جنازته»: (كانت المدينة تعيش بأمن وسلام.دخلها.فتك بها، هدم بيوتها، ودمّرها، ثم عاد إليها جنديا مع قوات حفظ السلام!).