وتتلاشى الكلمات ويسكر النبض أمام هذه الذكرى العالمية الغالية التي يحتفل بها العالم بعيد المرأة العالمي لإن المرأة بما تختصره من مقومات وهبها إياها الله وجعلها هي لولب المجتمع وبوصلته الى الوجود لانها هي النور الذي يحيي بالروح الأمل كما تحيي الماء الروح بالأرض الخصبة المتعطشة دائما لرعايتها وحنانها لان ما تتمتع به المرأة من حنان وفيض عاطفي وروحي جعلها مكرمة من كل الانبياء ولعل ما نعيشه اليوم من تغيير في المفاهيم وفي الرؤى كان للمرأة دور هام اضطلعت به من خلال تربية الأجيال وتثقيفها بوعيها وإدراكها للامور هذا ناهيك عن تضحياتها الإنسانية والوطنية والاسرية ومن اجل ذلك قال نابليون إن الام التي تهز السرير بيمناها تهز العالم بيسراها وهذا ما اثبتته على مر الزمن من خلال دورها الطليعي في حماية الاسرة في غياب زوجها وخروجه للقتال كما من خلال التضحيات الجسام التي بذلتها من اجل الذود عن اسرتها وحرمان نفسها من أي سعادة إذا لم تستطع ان تسعد بها اولادها في كل مسار حياتهم وهذا يجعلنا نتوقف طويلا امام تاريخ المرأة عربيا وعالميا لانها بنضالها النسوي والوطني استطاعت ان تغير كثيرا من المفاهيم المتخلفة التي كانت سائدة فيما مضى عبر محاربتها من اجل نهل العلم ولو باصعب الطرق عله يكون الشمعة التي تضيء بها وطنها كما عائلتها وبيتها الذي لا يضيء إلا بمحبتها وحرصها على راحة عائلتها واهلها والعمل الكادح من اجل ايصال كلمة المرأة الى اعلى منابر العالم اجمع ولعل ما حصل من تغيير عبر التاريخ والسنوات الاخيرة منذ نيل المرأة حقها الانتخابي اولا وما انجزته في مؤتمر بيحين في الصين وما نراه اليوم من مقاومات شرسة من اجل محاربة العنف الاسري ووضع حد لذلك عبر التشريعات القانونية الكفيلة بحماية حقوقها هو خير دليل على تاريخها الناصع المشرف الذي لا تكفيه مجلدات لنشره لان المرأة ليست الام والحبيبة والاخت والزوجة والابنة فحسب بل هي الارض التي تنتج مقاومين اشداء تربيهم على حب الوطن وقداسته كما هي الجسر الاول الذي يبني عماد الحياة والقلب والوطن فكم من مناضلات استشهدن من اجل ان يبقى علم بلادها مرفوعا وكم من نساء قاومت الاستعمار وتحدت العدو الصهيوني في فلسطين كما في لبنان والعراق وسوريا ومصر وكل العالم العربي على حد سواء مما يجعلنا ننحني مليون عام لنصغي الى كلمة المرأة المناضلة والام العظيمة التي غيرت الكون بمفاهيمها واخلاقها العالية دون ان تتنازل عن عادات مجتمعاتها والاصالة التي تربت عليها وجعلتها نورا متقدا منه يتولد الاشعاع الفكري والثقافي والانساني كما الروجي لانها هي نبض الملائكة على الارض وعنوان طهارتها وقداستها التي لا نفيها اي جزء من حقها مهما فعلنا لانها بحور فياضة من العطاء والحب والتسامح بنظرة من عيينيها تنسينا تعب العالم كله وآلامه واحزانه فيا ليت نتذكر دائما ان عظمة المرأة لا يمكن ان تترجم بأي كلام لانها هي الحب الكبير الذي ننهل منه روافد المحبة والحيوية والربيع الذي نحن فيه والذي يعطينا فكرة عن تدفق الامواج من قلبها الكبير والتي تتفجر جمالا وحبا وحنانا مع كل صلاة فجر وإشراقة صباح وغروب شمس وحنين ليل يأخذنا في ملكوته الى جنانها لان الجنة تحت اقدام الامهات اللواتي صنعن حياتهن وتاريخهن بالعرق والتعب والايمان في محبة الله ورضوانه لانه محبة الام من محبة الله لانها فيض من فيض نتمنى ان يبقى نهرا لا ينضب ابدا .. وفي هذه المناسبة لا بد ان اتقدم بالتهنئة من كل امرأة عربية خاصة لافرق ان كانت اما او اختا او ابنة او مقاومة او اديبة او شاعرة لانها هي موسوعة ثقافية وانسانية وروحية ستبقى هي ملاذنا وبسمتنا ومنارتنا الى العالم اجمع
سميرة البتلوني مديرة تحرير مجلة عاشقة الصحراء