|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
قراءة لقصيدة الشّاعرة ايمان مصاروة إيقاعات المجاز في قصيدة عباراتْ على مفارقِ شجنْ
قراءة لقصيدة الشّاعرة ايمان مصاروة إيقاعات المجاز في قصيدة عباراتْ على مفارقِ شجنْ. القدس انجاز الأستاذ: البشير الشّيحي, تونس. عاشقة الصحراء :خاص- عاشقة الصحراء: الشّعر هو عالم تصويريّ وتشكيل فنّي للصّور والمشاهد يروم من خلالها الشّاعر أن يقيم في فضاء الخيال دون أن يلغي الواقع , ويرد الخطاب فيه محمّلا بموسيقى تعبيريّة تأثيريّة لا تنفصل عن عناصر جماليّة أخرى ممّا يجعلنا ندرك أهميّة محاولة تأسيس الشّعريّ في حياتنا ووجودنا , كما يعدّ الشّعر عالم البحث عن المخفيّ فينا ونقل الأحداث, والمواقف والأشياء والعلاقات والقضايا بالاستناد إلى رؤية شعريّة. وهذا ما سأسعى إلى تحليله وتبيّنه في قصيدة الشّاعرة إيمان مصاروة " عبارات على مفارق شجن" 1-مجاز التّنغيم : اعتمدت الشّاعرة ايمان مصاروة أسلوبا مجازيّا موحيا لتأسيس بلاغة الإنشاء لتجعل الخطاب تلميحا ورمزا فنجدها " نحبّ محاورة السّنين ولن نزل نحيا في البعد عاشقين إنها تودّ أن تجعل المجاز مرجع تصوير و الإيقاع فضاء تعبير يلازم القول , فهي تكتب بمخيّلة منتمية إلى سجلّ حسيّ , مرئيّ, إلى واقع غذّته الأوجاع فتطاير لذلك كانت تصّور معتمدة فضاءات موسيقيّة " يؤكّد في البعيدِ وفي القريبِ ولم يزلْ يَروي العبورْ وتردّد تركيبها في وصفها المجنّح " وعلّمَ الدمعَ السّكيبَ. إنّها تركّب الصّور تحتفي برمزيتها, توفّر لها التّراكيب والأصوات . توجّهها إلى اللّوحة كأنّها جوقة احتفاليّة تخلّصها من التّقنين , من سلطة التخفيّ حينا وبوادر التّعمية أحيانا أخرى. إنّ ايمان مصاروة تريد أن تجعل القول الشعريّ قولا مجازيّا تحاول أن تجمّله بأبعاد روحيّة انتشاء وتوقا, غصّة وبوحا وهي التّي تعلم أنّ الكتابة رحيل في عالم يعيد تشكيل الزّخارف والمخاوف دون أن يصرّح بها. كما وجدتها قد كثّفت أسلوب التّشبيه باعتباره ظاهرة بلاغيّة تنتشل اللّغة من الإخبار إلى الوصف
العشقِ الأخيرِ كأنّه عسلٌ وفيهِ مرارةٌ كالجمرِ يشعلُ في عيوني الليلَ مثلَ الفجرِ. إنّ تواتر التّشبيه يساهم في توفير مدّ صوتيّ نغميّ لإحداث التّأثير في مخيّلة السّامع ويجعل الصّور ذات توقيع يجوّد بنية الجملة.كما استعملت تشبيها طريفا في صياغة استعادت صور الطّفولة فالعشق عندها مرتبط بلحظات الدّهشة والذهول إضافة إلى عفويّة التقبّل وتحويل الحدث إلى حلم طفوليّ متواتر تواتر السّنين يشبع الرّوح توقا. كنا نُحبُ كأيِّ طفلينْ استقاما في محاورةِ السنينِ ولم نزلْ في البُعدِ نحيا عاشقينِ
2-مجاز التّخييل: وجدت الشّاعرة ايمان مصاروة تفتح صورها على ماهو مخيّل , تبني قولها وهي تعي أنّ الشّعر يبني عالما مخصوصا, يشير إلى الأشياء , يركّب الصّور ويومئ كي نخلّص المعنى من الإخبار إلى الإيحاء, هي تودّ أن تتشابك صورها وتتآلف مشاهدها , تروم الكلمة عندها أن تنشدّ إلى عالم مختلف يثير التساؤلات. قل للمجــَـازِ ألم تقُلْ يومَ افترَقْنا إنّ ليلَكَ عابسٌ قَتَلَ الصباحَ على شفاهِ الوردِ. نجد الصّورة هنا تحاور المتخيّل فالمجاز صار منطقة محجبّة تودّ الشّاعرة أن تحلّ فيها شوقا وأملا باعتبار أنّ الواقع المعيش حجب التخيّل وأقصى جماليّة الانتماء إلى زمن آمن ففلسطين تحضر من وراء حجاب كأنّها تلغي المأساة على ورق يفترش الدّمع ويحمل أصوات نحيب, شجن ارض سلبوها الضّياء فأفاقت هنا تحلم في
وأحيانا تكون صورها في شكل بيان يماثل الإخبار والإعلانات الخاطفة أي أنّها تمتثل إلى لحظات الإفصاح
أنا الملتاعَ لم ينسَ ومثلي يعشقُ الفِنجانَ يشربُ قهوةَ ممّاجعل الصّورة منخرطة في سياق عاديّ مرتبط بواقع الذّات وما تراكم في وجودها من أحداث, لكنّها سرعان ما تتّخذ الاستعارة أسلوبا يخلّص القول من مثيرات المعيش. ناح اليمامُ وناح أيْكُ العمرِ فِيَّ على فراقٍ كنتهُ ذاتَ القتيلِ فهي جعلت العناصر الطبيعيّة تشاركها المأساة وصار حدث الموت والقتل سنفونيّة يردّدها اليمام. إنّ ايمان مصاروة في قصيدتها تحاول أن ترتقي بالأحداث المصوّرة إلى ذرى جماليّة, تستند إلى شعريتها في محاكاة العالم تتفاعل مع قضيّتها بأساليب تعبير جعلت من قصيدتها موطنا لتصريف الحلم لغة ولإعلان الانتماء إلى سياق وطنيّ واقعيّ موسوم بالقتل والتّعذيب والتّهجير فهي تستعيض عن المأساة بتجميل الصّور والإنشاد تهمّ أن تغيّر الواقع بالمجاز . البشير الشّيحي : تونس الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 26-10-2015 11:40 مساء الزوار: 1475
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
قراءة في رحلة (الطّريق إلى كريشنا) لسناء ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 14-11-2024 |
نادية هناوي في تتأمل في كتابها قصيدة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 11-10-2024 |
قراءة في رواية «النبطي المنشود» لصفاء ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 04-10-2024 |
قراءة في كتاب «معاصر السمسم بين الماضي ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 22-09-2024 |
قراءة في بعض رموز رواية «الطنطورية» ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 06-09-2024 |
قراءة في بعض رموز رواية «الطنطورية» ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 09-06-2024 |
قراءة في رواية صفاء أبو خضرة «اليركون» | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 14-02-2024 |
قراءة في ديوان «المشكال» | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 22-12-2023 |
قراءة في رواية( عشرُ صلواتٍ للجسد) ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 24-07-2023 |
قراءة في كتاب «للأشياء أسماء أخرى» لروند ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 28-05-2023 |
قراءة في رواية «ثلج أحمر» لأمل أبو سل | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 26-05-2023 |
دراسة التحليلية لقصيدة أمي للشاعرة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 16-05-2023 |
قراءة انطباعية في رواية "77 ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 06-04-2023 |
قراءة في رواية "احترَقَتْ ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 31-12-2022 |
قراءة نقدية بمجموعة “أوجاعي كلها” لـ ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 26-09-2022 |