النساء  - الرجال في الفرنكة وسيد الرواية هو المكان—   دراسة انطباعية بقلمي: صديقة علي لرواية الفرنكة للأديبة السورية إيمان الدرع 
في رواية الفرنكة حضرت  المرأة السورية  بكافة وجوهها في ظل الحرب:
المغدورة، المعطاءة ، المثخنة بجراح الخذلان، المتعبة  بالإهمال والنكران، المحبة المخلصة ، الخنوعة المتخلية عن حبها بدعوى الخوف على من تحب ،المحملة بذنب ليس ذنبها، الملقى على عاتقها ويلات الحرب وتبعاتها، والمغرّر بها ،الصابرة المحتسبة، والبائعة لجسدها بعد موات روحها، القائدة بمحبة واقتدار، والمغامرة بتعقّل واتّكال، المرأة السند، الحامية لمستقبل ابنتها، والأم التاركة ابنتيها بدعوى البحث عن مال يكفيهم،   والشابة المريضة المثخنة بالآلام الصامدة بالحب و بالآمال .
مما ميّز رؤية الكاتبة: - المبرّرات التي أوجدتها لكل الخاطئين والأعذار لكل الخاطئات بعقلية التسامح التي تؤسٌس لمنهج تفكير يبنى عليه مستقبل سوريا  انفراج الأمور الغاية في التعقيد  بعقلية المتفائل..  التفاؤل النسغ الضروري لحياة شجرة تؤمن الكاتبة باخضرارها الدائم . حضر الرجل السند الباحث عن شرفه المستباح، الرجل العاشق الحكيم  المثقل  بحبّ  لم يصُنْه ، الرجل المهزوم أمام جبروت العادات والتقاليد وطغيان القوّة، الرجل الغادر خائن الأمانة، الرجل الوفيّ، الرجل المفجوع _ الفنّان والأديب المكرم بين أهله - الرجال المدافعون عن بلدهم الخاسرون لزهوة  شبابهم على قارعة الحرب الطويلة الأمد، الرجال الشهداء والرجال الأوفياء  المكان !وما أدراك ما المكان!  هي سوريا بعظمة تاريخها بشموخها عبر الزمن   وهي دمشق الطافحة بقلوب من ياسمين  أما العنوان: سوريا دمشق القيمرية نزل السعادة ،فتجوّل كما يحلو لك حول النافورة بين أشجار الكباد تحت الياسمين واختر مكانك بأرض الدار أو الليوان أوالفرنكة أو قف على الشرفة المقابلة للفرنكة وتأمل اجتماع السوريين القادمين من كافة المحافظات في شهرٍ فضيلٍ على مائدة الإفطارأو أفراحهم في عرس أو تكريم أو عيد أو مشكلة يتسارعون لحلها  ..إن وصلتَ فأنت في بيتٍ دمشقيٍّ عابقٍ بالمحبّة والتعاضد .. وعناوين أخرى يمكنك التجوّل بها، لا بل وقراءة تاريخها: سوريا –دمشق- سوق الحميدية بكداش وبوظته الشهيرة - سوق الصاغة وسوق البزورية الحريقة  - القصاع وساحة برج الروس  ساحة المرجة -برج التغراف-  مقهى الحجاز ..قلعة دمشق ..حارات دمشق القديمة النوفرة و..و.. وكأنّ إيمان الدرع تريد أن توثّقَ كلَّ الجمالِ الذي تنتمي إليه، ثم ستزور عاصمة أخرى، إنها بيروت وكأنّ عدسةً سينمائيةً تصوّر لنا بسيرها ما التقطته من (ستِّ الدنيا) شارع الحمرا ومبانيه الحديثة وحلوياته الشامية والروشة و قضاء بعبدا . رواية عندما تنتهي من قراءتها ستشتاق لشخوصها  للأماكن التي كنت معهم فيها   شكرا أستاذتنا إيمان الدرع على هذه الروح الأصيلة التي تكتبين بها وعلى متعة القراءة التي عشتها لمدة بين دفتي الفرنكة.