|
|
||
|
( مبادئ النقد، النقد العربي القديم ، النقد العربي الحديث ، النقد العالمي )
هو فن تفسير الأعمال الأدبية، ودراستها، والكشف عن مواطن الجمال والقبح فيها، وهو أحد الفنون الأدبية التي يشترك فيها ذوق الناقد وفكره للكشف عن جماليّة النص الأدبيّ أو العيوب التي توجد فيه. وحيث أنَّ تفسير الأعمال الأدبية يحتاج إلى موقف يعبر فيه الشخص عن الجوانب الإيجابية أو السلبية التي أدركها في النص من خلال قراءته، كان النقد من الأسس الهامة التي يعتمد عليها القارئ أو الناقد فيلجأ من خلاله إلى عددٍ من القواعد والحقائق النظرية التي ترشده إلى القرار المناسب لعرضه، لذلك فإن النقد هو الطريقة التي يتم التعامل من خلالها مع الأعمال الأدبية وتذوّقها وتقييمها وتوضيح معانيها؛ وذلك لإظهار مظاهر الجمال في النصّ بشكل عامّ وتقييمها بشكل موضوعيّ، والنقد الأدبي هو إبداع على إبداع أي دراسة النص الأدبي ليخرج الناقد بنصه الجديد، ولذلك يعد الناقد هو المبدع الثاني للنص، والأدب سابق للنقد في الظهور، ولولا وجود الأدب لما كان هناك نقد أدبي لأن قواعده مستنتجة من دراسة الأدب. وبالنسبة لوظائف النقد الأدبي فإنه من الجدير بالانتباه أنه لا يمكن الكلام عن وظيفة مستقلة للنقد بمعزل عن بقية الوظائف ، بل أن هذه الوظائف متكاملة يكمل بعضها بعضاً في عملية نقدية شاملة تشكل جوهر النقد الأدبي، ومن أهم وظائف النقد الأدبي: التفسير: حيث يقوم النقد بعملية تفسير للنص من خلال الدخول إلى تفاصيله والكشف عنها، وتبسيط المعقد. النقد عند العرب في الجاهليّة: تميّز النقد في الجاهلية بأنه كان تأثريّاً أي لحظيّاً، ويرتكز بشكل أساسيّ على الحس الفطري، ويشمل أحكاماً جزئيّة، والكثير من المبالغات، وليست له قواعد وشروط معيّنة. المَنهَج التاريخيّ: وهو يُعَدُّ من أوائل المناهج النَّقْدية في العصر الحديث؛ لارتباطه الوثيق بتطوّر الفِكر الإنسانيّ، وانتقاله من العصور الوُسطى إلى العصر الحديث؛ وهذا ما أدّى إلى بروز الوعي التاريخيّ؛ الذي كان سبباً في نشوء المدارس الرومانسيّة، وانتقالها من أوروبا إلى الثقافات الأُخرى. فكانت الرومانسيّة تمثِّل الوعي التاريخيّ للإنسان، وتربطه بواقعه الاجتماعيّ، بعد أن سادت أفكار مفادها أنّ الحاضر ما هو إلا تدهوُر وانهِيار. وبعد ذلك ظهرت الفلسفة الماركسيّة، التي كان لها دور كبير في التطور التاريخيّ للأدب، من خلال دراسة العمليّة الأدبيّة ضمن محورين: المحور الزمانيّ، والمحور المكانيّ المتعلِّقَين بها، والنظر إليها باعتبارها وثيقة واحدة متكاملة. ومن ثم ظهرت مناهج أُخرى أكثر مرونة من المنهج الماركسيّ؛ حيث أعطت مزيداً من الحريّة للفرد، والمبدع، والناقد، تمثَّلت في منهج الواقعيّة النَّقْدية، ومفادها تَبنِّي القضايا المجتمعيّة دون إلزامٍ من أحد. ويُعَدُّ كلٌّ من “تين” و”لانسون” من أبرز الأشخاص الذين أسهموا في تشكيل المنهج التاريخيّ في النَّقْد الأدبيّ؛ فقد وجد “تين” أنّ الأدب يُفسَّر من خلال عناصر عدة هي: الجنس أو العِرق، الذي يميِّز مجموعة من الناس لهم أصول واحدة، والبيئة، وهي الوسط الجغرافيّ الذي ينشأ فيه المُبدِع، والزمان، الذي يترك أثراً في الأدب. بينما نلاحظ الأثر الكبير الذي تركه “لانسون” في النَّقْد العربيّ؛ فقد عمل على وضع الخطوط الأساسيّة وبَلوَرتِها في المنهج التاريخيّ في النَّقْد الأدبيّ. الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: السبت 19-09-2020 03:20 مساء الزوار: 258 التعليقات: 0
|
|