صالون الهريس الأدبي يستضيف «القافلة الثانية عشرة للتجمع العربي للإبداع»
عرار:
عمان استضاف صالون الشاعر نايف الهريس الأدبي، في الهاشمي الشمالي بعمان، يوم الاثنين الماضي، القافلة الثانية عشرة للتجمع العربي للإبداع، في أمسية تحت شعار «حاضرون في الذاكرة وإن غابوا»، حيث يتم إحياء ذكرى وتكريم الراحلين: الشاعر عساف طاهر والروائي جمال ناجي، بورقتين نقديتين للأستاذ صلاح جرار والناقد محمد المشايخ، إلى جانب كلمة للشاعر زياد السعودي رئيس التجمع، والأديبة شيرين العشي التي قدمت كلمة باسم الصالون، إضافة إلى أمسية شعرية شارك فيها الشعراء: هدى الرواشدة، ود. إبراهيم الكوفحي، ورنا موسى، ونايف الهريس، وعلي أبو بكر، والزميل نضال برقان، كما تتضمن الأمسية، التي أدارتها الأديبة منى طه، فقرة فنية غنائية قدمها الفنان نور الدين حياصات تضمنت أغنيات من كلمات الشاعر عساف طاهر، مثل أغنية (طلين وما معهم حدا) وأغنية (حسنك يا زين). الشاعر زياد السعودي استهل كلمة بقصيدة قال فيها: «إلى عمان ناداني إيابي/ وركب الشوق يمشي في ركابي/ هبيني يا قوافي الشعر بوحا/ يحاكي ربة تقصي اغترابي/ بسقف السيل راحلتي أناخت/ فأشفت فرحتي أوصاب ما بي/ بوسم الفجر بانت كالأماني/ جبال حاضنات للروابي..». ومن ثم قال في كلمته: «التجمع بفلسفته ورؤاه يحاول أن يجتهد ليضيف للمشهد الثقافي الإبداعي الأردني والعربي من خلال نشر الوعي بأهمية دور الأدب وتفعيل الحركة الأدبية الأردنية والعربية بألوانها وذلك للمساهمة في رفد المشهد الثقافي الإبداعي. نتطلع للعمل مع الهيئات المعنية محليا وعربيا لحماية حقوق المبدعين. ونأخذ على عاتقنا رعاية ودعم الأدباء والمبدعين وتوفير ظروف ملائمة لنشر إبداعاتهم وعقد الأمسيات لهم..». الأديبة شيرين العشي قدمت كلمة باسم الصالون، قالت فيها: «أرحب بكم في بيتنا الأبوي الدافئ بالمحبة، صالون الشاعر نايف الهريس الأدبي، هذا الرجل الأحب، الذي أعطى الأب بلا حساب، فصار أغلى الرفاق على قلبه. رفاق القلم وأغز الضيوف من كانت سماؤهم آفاق الشعر ومحطاته». وفي حديثه عن الراحل جمال ناجي قال الناقد محمد المشايخ: «تجلت عبقرية جمال ناجي النقابية عندما عقدت رابطة الكتاب الأردنيين المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، تحت الراعية الملكية السامية، خلال الفترة 12 - 19 كانون الأول من العام 1992، حيث نجحت الرابطة بهمته، وبهمة هيئتها الإدارية، من إيصال رئيسها الأستاذ فخري قعوار ليصبح الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لثلاث دورات استمرت ست سنوات». كما قدم الناقد المشايخ إضاءة سريعة على أهم مفاصل تجربة الراحل جمال ناجي الإبداعية. أما الأستاذ صلاح جرار فقال في حديثه عن الشاعر عساف طاهر: « هو شاعر شعبي، عمل ككاتب ومغنٍ في إذاعة الشرق الأدنى في جنين في بداية الأربعينيات، وانتقل معها الى يافا، قبل أن تحط به الرحال في الإذاعة الأردنية في العام 1959 وحتى وفاته في العام 1965. ولد عساف طاهر في العام 1918 في بلدة برقين، في محافظة جنين، لعائلة تعمل في الزراعة، فارتبط منذ الطفولة بالأرض، فكتب لها وكتب قصائد الغزل، كما أنه كان يحيي الحفلات الشعبية والمناسبات الاجتماعية والوطنية». وكانت أولى القراءات الشعرية للشاعرة هدى الرواشدة، التي تغنت بمدينة الكرك، وأمجادها العريقة، عبر قصيدة «هذي الكرك»، وفيها قالت: «يَا صَاحِ/ إِنْ يَمَّمْتَ وَجْهَكَ لِلكَركْ/ مَا إِنْ بدا للعين طيفك/ تَرْتَدي أبْهَى الحُلَلْ/ أيقظ حَواسَّكَ لا تَقِفْ/ انشُقْ شَذَا دَحْنونِها/ قَيْصُومِها/ هي وَرْدةٌ/ جُورِيَةٌ/ قد صَاغَ حُسْنَ جَمالِها/ رَبٌ تَجَلَّى إِذْ سَبَكْ/ فامْنحْ فُؤادَكَ لَحظةً لِلحُبِ/ قد جَئْتَ الَّتي لَلعِشْقِ تُوصَفُ/ أَنتَ في أًرْضِ الْكَركْ». كما قرأت الشاعرة قصيدة أخرى حملت عنوان «رايتك حلما». وكانت القراءة تاليا للشاعر د. إبراهيم الكوفحي، الذي قرأ قصيدة تضمنت توجيهات ذات مضامين فكرية واجتماعية بلغة شعرية لولده، كما قرأ قصيدة استحضر في والده وسيرته العطرة، ومنها نقرأ: «ثمانين عاما عشتَ، والجرحُ ينزفُ/ وما غيرُ (أيّوبٍ)، بدائك يعرفُ/ تواريه عن كلّ العيونِ، منشّفاً/ دماءَكَ بالصبر الذي ليس ينشَفُ/ حواليكَ .. لم نسمعْ أنينكَ مرةً/ وربّتما أنّتْ من البيتِ أسقفُ/ حواليك.. لم نبصرْ سوى وجه (حاتمٍ)/ يهِشّ لمن يلقى.. ندىً ، ويضيّفُ/ نظنّكَ من جهلٍ.. معافى منعّماً/ وأنتَ بقمصانِ الجوى تتلحّفُ..». الشاعرة رنا موسى، قرأت بداية قصيدة (كيف أعود؟) أتبعتها بقصيدة (في رقة الورد)، قالت فيها: «في رقة الورد يشكو سحرها الورد/ بأن إذا مال منها القد يشتد/ واللحظ في أهدابها غضت مفاتنه/ ود تناهى فنعم الواصل الود/ ../ تمضي سرابا كحلم بعض شقوتها/ من بحة الشوق كاد القلب ينقد/ فما وقفت بظل الشعر في وله/ إلا شكاني إلى ثغر لها الخد/ ولا وردت إلى شهد يراودني/ إلا حنثت بما أوصى به العهد». الشاعر نايف الهريس قرأ قصيدة غزلة احتفت بالأنوثة جسدا وروحا، وقصيدة بعنوان «سرابيل ممزقة»، جاءت زاخرة بالحكمة والموعظة، وفيها يقول: «إذا الجرح بالوجدان منزله/ فآلامه بالنفس تنقسم/ لمن تشتكي والكل في آلم/ وشكواك قاضيها لك الظَّلِمُ/ وشأو المعالي كيف تدركه/ بأمراض همٍّ كلها سقم/ وشكواك بالنسيان صامتة/ لأن الذي تشكو له صنم». الشاعر علي أبو بكر، قرأ بداية قصيدة بعنوان (طفقة القرن)، أتبعها بقصيدة (بحر العيون)، وفيها يقول: «النظمُ في لحنِ الوصالِ عظيمُ/ والغوصُ في بحرِ العيونِ حميمُ/ يا عاقدًا للحاجبينِ ترفُّقًا/ فلعلّ دربَ العاشقينَ سقيمُ/ أرَأيتَ أشجى أو أرقَّ مقالةً/ من شاعرٍ تحتَ الجفونِ يهيمُ/ عُلِّقتُها رغمًا ولم أخترْ لها/ وجثا عليَّ الجفوُ والترنيمُ..». في حين قرأ الزميل برقان قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وتم تاليا توزيع الدروع التكريمة على الشعراء والأدباء الذين شارموا في الأمسية.