|
عرار:
في نظم جديد مختلف، يأخذنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في رحلة يجمع فيها بين الفروسية والتأمل وأطلق سموه على القصيدة اسم «فَراسِة وفروسيّة»، ولعل أول ما يلفت النظر إلى القصيدة ذلك العنوان، الذي يشكل بالفعل عتبة نصية دالة على محتوى النص، ويشير إلى مقاربة بديعة بين الفروسية وإعمال الفكر والتأمل، فالفراسة كما هي معلوم، من العلوم التي تُعرف بها أخلاق وطبائع الناس الباطنة، وهي مسألة تأتي عن طريق التأمل والخبرة فيه، فلا تتوفر لأي شخص، فالرجل ذو الفراسة عند العرب، هو صاحب النظرة الثاقبة، والمقدرة على معرفة أخلاق الناس من مجرد النظر إليهم، وهذا ما يمارسه فعلياً سموه. إسجعي يا القصايدْ بالجديدْ الغريبْ لوْ (لِ قِسْ الإيادي) لي بهْ ضَرْبْ المثالْ. نَبضْ يَسر ثم كعادة العرب الأقدمين في تمرحل نظم القصيد، يبدأ الشاعر بالتأمل في ذاته وما يعانيه من لواعج وشوق ووجد يسري بين الضلوع فتصيب صاحبها بما لا يزول، يبذل في حاله التفكير دون جدوى، فيظل المصاب على حاله، بل ويقلبه بين أحوال مختلفة من المشاعر والأحاسيس، من فرط لواعج الهوى والحب، لا سبيل للإمساك بما يتخيله المرء بشعاع أو طيف أو قبس منه، فهو يفر بعيدا ويختفي حيث اللا شيء، لكن كل تلك المشاعر رغم قوته وأهوالها، فإنها لا تفت من عضد الشاعر الفارس الذي يثق في نفسه وقدرته على تجاوز كل ذلك بالأمل والفأل الحسن وحسن الظن، وفي الأبيات تتكشف المقدرة الكبيرة في التجريد، وتحويل الحالات الإنسانية الشعورية إلى صور حافلة بقوة الوصف والدفق الشعوري، فتصل القصيدة إلى قلب المتلقي بيسر، كونها نابعة من شعور صادق، عبرت عنه مفردات جزلة ونظم محكم. كيفْ الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 14-12-2018 10:10 مساء
الزوار: 1079 التعليقات: 0
|