طلع الـبدر عليــــــنا مـن ثنيـات الـــــــوداع وجب الشكـر عليــنا مـا دعــــــــــــا لله داع أيها المبعوث فيــــنا جئت بالأمر المطـــــاع جئت شرفت المدينة مرحباً يـا خيــــــر داع كلما أهلت ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم استحضرت أنشودة طلع البدر علينا، وهي أقدم نشيد إسلامي أداه الأنصار حين وصل الرسول إلى المدينة المنورة عند استكماله الهجرة. وُلد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء قالها أمير الشعراء أحمد شوقي في القصيدة التي غنتها أم كلثوم. يحتفل اليوم العالم الإسلامي والعربي بذكرى المولد النبوي الشريف، هو يوم مولد رسول الإسلام محمد بن عبد الله والذي كان في الـ 12 ربيع الأول على القول الأشهر، حيث يحتفل به المسلمون في كل عام في معظم الدول الإسلامية، ليس باعتباره عيداً، بل فرحاً بولادة نبيهم رسول الإسلام محمد بن عبد الله. تحتفل معظم دول العالم بذكرى مولد الرسول، حيث تعد هذه المناسبة عطلة رسمية في بضع دول على سبيل المثال سوريا، مصر، ليبيا، الأردن، تونس، الإمارات. بينما يحتفل آخرون بالمناسبة بلا عطلة. فنجد هناك مظاهر الفرح بالذكرى الخالدة بإقامة احتفالات منها الرسمية والخاصة وعلى مختلف المؤسسات، وتكثر الصلاة على النبي. وقد اعتدنا في الاردن كما سائر العالم العربي والإسلامي الإحتفاء بذكرى المولد بالتعبد والاستزادة من الدعاء وتوزيع الحلوى عن روح سيد الخلق الطاهرة، أيضاً هناك طقوس اجتماعية احتفالية وإنسانية يتخللها توزيع الحلوى التي عُرفت بحلاوة المولد وصلة الأرحام وتبادل الزيارات بين الجيران والأصدقاء. الاحتفالات تحتفل الأسر الأردنية أحياناً بشكل فردي في مولد النبي من خلال عمل الأطعمة ووهبها عن روحه إضافة إلى كثرة الصلاة على النبي، وأسر أخرى تحضر مختلف الحلويات والمأكولات وتعزم عليها الأقارب وتوزع الحلوى على الفقراء والمحتاجين والجيران، ومنهم من يزور أهله ويتبادلون التهاني، وهناك أنواع آخر من الاحتفالات؛ منها: يقوم أصحاب المحال بتقديم الحلوى للناس، وهناك حلقات دينية تقوم في المساجد ينظمها الشيوخ في إعطاء دروس دينية من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إضافة لحلقات تتضمن تلاوة القرأن والتسبيح، ويقام في بعض الأسواق الشعبية برفع أناشيد دينية. نشاطات تقوم المؤسسات سواء الرسمية أو الخاصة بتنظيم العديد من النشاطات في مختلف قطاعاتها، فتحتفل كل مؤسسة بطريقتها الخاصة وأبرز ما يتم تقديمه في هذه الاحتفالات هي الحلوى مثل الوربات والكنافة والهريسة، وتجد في المدارس يحتفلون بعد الذكرى مباشرة فتجد في الاذاعات المدرسية إلقاء قصائد في مدح النبي صلى الله عليه و سلم، و تذكير الطلبة بقصة مولد النبي وما فيها من حكم و عبر، وقد تتضمن هذه نشاطات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بعض الأناشيد الدينية و يتم اختتامها بأكل الحلوى.ويحمل منذر صفوان طالب جامعي سجادة الصلاة ويتجه نحو المسجد ويتحدث عن المولد النبوي بفكر شاب ويقول: لقد قرأت الكثير عن المناسبة وشعرت بالزهو لكوني شابا مسلما يكتشف كل يوم روعة الاسلام ومحاسن العلاقة التي كانت تربط المسلمين بعضهم ببعض. وما احوجنا اليوم للتعرف إلى ادبيات الاسلام الحنيف والتمسك بالاخلاق التي اورثنا اياها ديننا ورسولنا وصحابتنا الاكرمون.وعادة ما تمتد الاحتفالية بذكرى المولد النبوي الشريف الى ما بعد يوم المناسبة. فنجد المؤسسات الخاصة والرسمية تحتفل بالحدث الكبير كلا على طريقتها. تاريخ الاحتفال بالمولد يرجع المسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاهتمام بيوم مولد رسول الإسلام إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول هذا يوم وُلدت فيه، ويقال إن الملاء هو أوّل من قام بالاحتفال بالمولد. فيما يذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو حاكم أربيل (في شمال العراق ) الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين.والذي وثقه علماء السنة بأقوالهم: و في عهد الدولة الأيوبية كان أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم في عهد السلطان صلاح الدين، الملك مظفر الدين كوكبوري، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا في كل سنّة، وكان يصرف فيه الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة، حتى بلغت ثلاثمئة ألف دينار، وذلك كل سنة. وكان يصل إليه من البلاد القريبة من إربل مثل بغداد، والموصل عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعّاظ، والشعراء، ولا يزالون يتواصلون من شهر محرم إلى أوائل ربيع الأول. وكان يعمل المولد سنة في 8 ربيع الأول، وسنة في 12 ربيع الأول، لسبب الاختلاف بتحديد يوم مولد النبي محمد. فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئًا كثيرًا وزفّها بالطبول والأناشيد، حتى يأتي بها إلى الميدان، ويشرعون في ذبحها، ويطبخونها. فإذا كانت صبيحة يوم المولد، يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسي للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار. بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة، فيها من الطعام والخبز الشيء الكثير. الجوامع و في عهد الخلافة العثمانية كان لسلاطين الخلافة العثمانية عناية بالغة بالاحتفال بجميع الأعياد والمناسبات المعروفة عند المسلمين، ومنها يوم المولد النبوي، إذ كانوا يحتفلون به في أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان، فلمّا تولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدي. فقد كان الاحتفال بالمولد في عهده متى كانت ليلة 12 ربيع الأول يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها بأصنافهم، وجميعهم بالملابس الرسمية التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، ثم يقفون في صفوف انتظارًا للسلطان. فإذا جاء السلطان، خرج من قصره راكبًا جوادًا من خيرة الجياد، بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، وقد رُفعت فيه الأعلام، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش العثماني وخلفهما جماهير الناس، ثم يدخلون الجامع ويبدؤون بالاحتفال؛ بقراءة القرآن، وثم بقراءة قصة مولد النبي محمد، ثم بقراءة كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي. وفي صباح يوم 12 ربيع الأول، يفد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان.