|
عرار:
الشارقة - استضاف ملتقى الكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب ندوة حوارية تحت عنوان "كلهم أقلامي"، استعرضت تجارب ثلاثة من الأدباء العرب في الكتابة بأجناس إبداعية مختلفة، وأثر كل واحد منها على الآخر، متوقفين عند العلاقة التي تربط الشعر، بالنثر، والمرئي والمقروء. وشارك في الندوة التي أدارها الكاتب محمد أبو عرب، كلّ من الشاعر والروائي الفلسطيني المتوكل طه، والأديبة العراقية بثينة الناصري، والكاتب المصري سعيد سالم، الذين استعرضوا خلال الجلسة سيرتهم الأدبية في التنقل بين كتابة الرواية، والقصة، والقصيدة، إلى جانب الدراسات، والترجمة. وفي مداخلة له أكد د. المتوكل طه أن الكتابة عملية شائكة ومعقدة، فالمبدع يمرّ أمامه في لحظة جميع من كتبوا وأبدعوا، وعليه أن ينهل من سيل المعارف والخبرات والجماليات التي خلّفوها ورائهم، لافتاً إلى أن الاستفادة من الآثار الإنسانية الإبداعية تنمي من قدرات الكاتب والمؤلف على مواصلة الإبداع، بل وتسمح لمشاريعه الأدبية بالاستمرار والديمومة. وتابع: "يجب أن يعمل المبدع بقوة وأن يبذل جهداً دائماً وموصولاً، وألا يملّ في عملية الكتابة، لأنك كلما صببت في نهر الإبداع فاض، وإذا توقفت سينضب.. تعلمنا في المدارس بأن للرواية مواصفات وعناصر وكذلك القصة والشعر، وتعلمنا أن للشعر أجناس، وأعتقد أن الحياة بطبيعتها تسيل على بعضها البعض، الحياة لوحة، فيها كلّ الألوان التي تتلاقى وتتقاطع وتتماهى مع بعضها البعض وتنتج لنا توليفة في منتهى الجمال والخصوصية، لوحة أخّاذة وثرية، تجبر المتذوّق أن يعود وينهل منها مراراً كلما كانت أجمل وأفضل". وتابع:" لا حدود صارمة بين الإبداع، فالقصة يمكن لها أن تأخذ من المقال، ومن الشعر والسينما، وتقترب من أخذ بعض تقنيات الرواية، والشعر أكبر من أشكاله، وأكبر من منظريه، فهو يفيد من النثر والنص والسينما والعكس، والرواية كذلك من المسرح والسيناريو، وبالتالي لم تعد هناك حدود فاصلة بين الأشكال الأدبية، وأنا أكتب ولتخرج الكتابة باحثة عن شكلها، وأنا أراها كذلك، وبتالي لا يوجد ضرورة للتعسف في الفصل ليكتب المبدع وليبحث الموضوع عن شكله النهائيّ". وفي ورقة نقاشية قدّمتها الأديبة العراقية بثينة الناصري أكدت فيها أن الكاتب يستطيع من خلال كتاباته أن يخلق عوالم وكائنات يستطيع بسلاسة أن يتحكم فيها وفي مصائرها، لافتة إلى أن الحياة بحدّ ذاتها مغامرة وعلى المؤلف المبدع أن يخلق قصصاً ناجحة يستطيع من خلالها أن يدمج أجناساً أدبية ويتعلم من مختلف التجارب لينجح بمشروعه. وقالت الناصري:" أحبّ التجديد في كتاباتي، وأؤمن بأن المستقبل للصورة لا للكلمة حيث فرض علينا الواقع التكنولوجي أن الغد سيكون له لغة تفاهم خاصة به وهي الصورة باعتبارها لغة عالمية، لهذا قمت بكتابة السيناريو لأحول كلماتي إلى أفلام، واعتبرها واحدة من المنجزات التي كشفت لي أبعاداً أخرى للكتابة، وهذا عامل مهم وأرى أن انتماء الكاتب لمجالات إبداعية متنوعة يسهم في الارتقاء بالمشروع الذي يشتغل عليه". وبدوره أشار الكاتب سعيد سالم، إلى أن الكتابة تولد من كلمة، المشروع الإبداعي بشكله النهائي هو وليد لحظة وصدفة وكلمة، مؤكداً أن المبدع تعتمل الفكرة في ذهنه وإذا أراد قولبتها شتتها، لافتاً إلى أنه قام بكتابة العديد من الأجناس الأدبية قصة أو سيناريو أو مقال ورواية مستنداً فيها إلى عنوان وفكرة واحدة. وقال": تضمين الكتابة بأنواع مختلفة من الأجناس الأدبية يثري العمل ويسهم في تشكيله بصورة مغايرة، ويضيف لمخزون الكاتب الفني الشيء الكثير، فأنا قمت بتحويل نصوصي السردية إلى مسلسلات درامية إذاعية، وقمت بتحويل قصصي القصيرة إلى حوارات، الخبرات المكتسبة من تنوع ممارسة الكتابة في فروع الأدب المختلفة ينتج عنها تعلّم حرفية الحوار شكلاً ومضموناً بما يتناسب مع شخصية الأديب، والاستفادة من تطوير سير الأحداث والانتقال من زمن إلى آخر وغيرها من الفوائد، لهذا هناك الكثير من المعارف التي يستفيد منها المؤلف في دمجه للعديد من الأجناس الأدبية في مشروعه الإبداعي وهذه ضرورة". الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 06-11-2018 06:46 مساء
الزوار: 1011 التعليقات: 0
|