كأيِّ عابرٍ ضلَّ طريقه إلى البيت
دُلَّني إليكَ بمشيئة النور
فالوقت الذي امتطيناه
ذات كسوفٍ غابت شمسهُ
بين الأفلاك
هربتْ من ضجرها
من سنابلٍ أحنت الرأس
خجلاً لعبورنا إلى جسد القافلة

عرار - خاص : بهذه الكلمات تقدم الروائية وجيهة عبد الرحمن روايتها ( الزفِّير الحار) الأمر الذي يدفعنا إلى البحث معها عن أمر كلماتها فقالت:
ما أعلمه أن مهمة الأديب هي العمل على إحداث فرق في العالم وتغييره من خلال ما يكتب فإذا امتنع عن فعل ذلك بكتابة ساذجة وسطحية فأنا أعتبره لم يفعل شيئاً،  فتغدو كلماته كلها كالهباء المنثور.
الأدب الحقيقي هو نبش المسكوت عنه والمخفي.
وعن موضوع الرواية حدثتنا باختصار فقالت:
الكثيرون تناولوا الحياة في المعتقلات وطريقة التعذيب أما أنا فقد حاولت عدم التطرق إلى هذه الزاوية إلا نادراً، عملت على إنارة دواخل الشخص المعتقل لأظهر للقارئ مدى إرادته القوية في تبني أفكاره وتحديه للقدر الذي أوصله إلى ذلك المكان ، طبعاً القدر هنا هو أفكاره ومبادئه والتي يسعى في سبيلها جاهداً من أجل خلق عالم أكثر أماناً، من خلال إمكانية التأقلم وتحويل ذلك السجن إلى عالم منحهُ الحرية أكثر في التعبير عما في داخلهِ.
ومن ناحية أخرى تقول الروائية بأنها أجرت حالة توازن  في معادلة طرفاها غير متوازنان من خلال إجراء مقاربة بين السجين السياسي كرجل والمرأة السجينة بتهمة الدعارة أو القتل أو النصب أو التسبب في قتل الأم وذلك من خلال تقديم قصص واقعية في هذه المجالات، حتى بات السجن عالمهن الآخر بعد أن تعرضن لشتى أنواع الإساءة، الأمر الذي أدَّى بهنَّ إلى ارتكاب جرائم فظيعة بحق أنفسهن وقد دفعن  ثمن ذلك ماتبقَّى لهن من العمر ليقضينه بين جدران السجن.

وعن سبب نشرها في دار رؤية للنشر قالت الروائية:
سبق ونشرت لي دار رؤية ديوان شعري بعنوان( كن لأصابعي ندى) وانطلاقاً منه فقد تمت طباعة الرواية في ذات الدار، واليوم السبت ستكون الرواية بين يدي القراء  من خلال معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، دار رؤية- جناح ألمانيا ب مقابل الجناح السعودي.
وهل هي راضية عن آلية النشر في سوريا  أجابت  وجيهة عبد الرحمن:
طبعت قبل الآن مجموعاتي القصصية الثلاثة في دمشق في دار الزمان، ، أشعر أن دور النشر السورية لاتعطي للكاتب حقه من حيث آلية التوزيع والانتشار،وكما نعلم فإن عبء توزيع الكتاب يلقى على عاتق الكاتب الذي يوزعه ضمن دائرته الضيقة من خلال إهداءات مجانية، لذا فقد قررت ألا أطبع أي كتاب آخر لي في سوريا إلا بشروطي الخاصة،

وحول  مشاريعها القادمة الجديدة لعرار بينت الروائية: أعمل الآن على رواية جديدة ستكون قريباً بين أيدي القراء، ربما خلال هذا العام.وديوان شعري منجز وجاهز للطباعة بالإضافة إلى العمل على طباعة مجموعتها القصصية الإفريز الحاصلة على جائزة الأديب الراحل عبد الباسط الصوفي.
وفي نهاية هذا اللقاء السريع  قالت الروائية وجيهة عبد الرحمن (أشكر وكالة عرار لاهتمامها بالأخبار الأدبية والأدباء والأدب بشكل عام لتكون السبَّاقة إلى نشر الخبر) .
والجدير بالاشارة ان الزميلة وجيهة عبد الرحمن نائب مدير تحرير عرار لشؤون سوريا.