|
عرار:
عمان - حمل المعرض الثاني لاحتفالية دارة الفنون، مؤسسة خالد شومان بمناسبة مرور 30 عاماً على تأسيسها، عنوانا مستعارا من قصيدة للشاعر محمود درويش "الحقيفية سوداء، فاكتب عليها بضوء السراب". وكان الجامع المشترك في المعرض هو العلاقة بين الماضي والحاضر والبحث في العلاقة بين الأشياء وانعكاسها على الإنسان ونزعته في البحث عن الذات، البحث في المادة التي تشكل العمل، والبحث في تاريخ الأشياء والعوامل الطبيعية والثقافية التي تمنحها صفاتها. وفي كل محطة من محطات المعرض الذي يتوزع على البيت الأزرق، الرئيسي، البيروتي، المختبر والغرفة يسرد الفنانون حكاياتهم التي ربما تكون واقعية أو حالمة، ولكنها في كلتا الحالتين ترنو إلى عالم مخترع، يستعيده الفنان عبر تأمل الوجود. وهو بالمحصلة بحث عن العلاقة بين الأشياء التي تشكلنا ونشكلها، وتتجسد في مشاهداتنا ورؤيتنا ومشاعرنا وأحاسيسنا نحو الكون. وغلبت على المعرض الثاني الأعمال الإنشائية والفيدو أرت بما هي هي موثقات للحظة في اتصالها بالزمان والمكان والإنسان. وفي تلك الرحلة الزمانية استهلت الدارة معرضها الذي حمل عنوان "لنتذكر" بالملصقات التي كانت تعلن فيها عن معارضها منذ العام 1988 وحتى 2018، وهي تؤرخ لعدد من المشاركين الذين رحل بعضهم عن الحياة، كما تؤرخ لتطور تلك الأداة وأساليبها وشكل طباعتها، وهي تمثل وثيقة لدارسي المشهد التشكيلي على امتداد ثلاثة عقود. وفي بيت البيروتي مجموعة وجوه لابراهيم الجوابرة تحكي عن قصة الأسرى، بينما أثث الفنان صلاح صولي بيت مريم بمتبقيات ما يترك اللاجئ الذي يسرد بصمت ليس قصتها الشخصية، بل يدون مشاعر الألم للإنسان، وتقترح منى علي الغول شكل البيت الريفي ومكوناته التي يستعيرها من الطبيعة، وحنين الكائن لذلك الزمان، وتدون آلاء يونس بمواد مختلفة عملا يحمل اسم "عمل تحت الإنجاز"، وتبحث من خلال ذلك تأثير التعبير الفني كمدونة للتاريخ الموازي للفرد، وتأثيره على الإنسان. أما الفنانة سامية الزرو فقد عرضت بعض الأعمال النسيجية والمتبقيات التطريزية التي شكلت ملمحا للتراث الفني الذي يبرز هوية العمل واشتغالات الفنانة وخطاطاتها وتجاربها المختلفة. وفي البيت الرئيسي قراءة لخالد حوراني للأثر عبر نص محمود درويش"هذا هو اسمك، قالت امرأة، ومجموعة بوست كارت ليزن خليلي تصور أثر التشققات في جسد المكان والجدران، وفيديو أرت لباسل عباس وروان أبو رحمة يحمل جملة من الأسئلة عن كينونة الإنسان، أما وليد رعد فيحاول قراءة تأثير المكان / الجمال على تغير الوظائف وسلوك الإنسان. وفي البيت الأزرق استعادة للذاكرة بين اليوم والأمس ضمن مجموعة صور لعمان، لفؤاد خوري، وفيديو أرت لآن ماري يرصد يوما جديدا للطفل حينما تتبدل العتمة وينقشع النهار،أما جلال توفيق وغرازييلا رزق الله فقد رصدا التحولات التي مرت على العاصمة اللبنانية بيروت بعد الحرب نهاية الثمانينيات، وركز هاني علقم في عمله على المحيط النفسي للمكان الذي يعيش فيه الإنسان. أما المختبر فيشتمل على عمل لرائد إبراهيم، وهو عبارة شواخص في كل الاتجاهات ولا تحمل دليلا، لتقول إن الإنسان في هذه المنطقة المشتعلة، حتى لو اختار الحياد ، فلا مناص، ولا بد أن يكون جزءا من الحدث.أما أمين الشادن فحاول عبر مخطط المعاني أن يستكشف الجغرافيا المعرفية لانتشار الفن العربي المعاصر على مدار ثلاثة عقود، وترصد جنان العاني أثر الظل من خلال فيلم يرصد تضاريس الأردن. وفي دارة خالد شومان ينطلق المعماري عمار خماش من مقولة "نحن نسكن تراكم الزمن"، حيث يقرأ التاريخ عبر المتحجرات التي تركها الزمن على حجارة الدارة، وكما يقول فإن كل حجر هو كتلة من آلاف القطع من كائنات عاشت من آلاف السنين. في الغرفة يربط ريان ثابت بين السكر والملح وما لعباه من دور تاريخي في تاريخ اقتصاديات المادة عبر تشكيل بصري وتفاعلاته مع المكان. وفي مقر المؤسسة معرض المقتنيات لعدد من الفنانين الذين عرضوا في الدارة. وقال نائب المدير، مدير المعارض الفنان محمد شقديح إن المعرض الذي يتكون من ثلاثة معارض على امتداد العام يتواصل حتى الرابع من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، ويشتمل هذا الجزء على تجارب فنية من مختلف التخصصات والأجيال، كما يشتمل على عدد من النشاطات الموسيقية واللقاءات وعروض الأفلام التي يعلن عنها في حينها. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 08-09-2018 07:18 مساء
الزوار: 1633 التعليقات: 0
|