بدأ أبو شكير مداخلته بعرض سريع لتاريخ الحركة النقدية في الإمارات، مشيراً إلى أن بداياتها كانت عبر الصحافة، وأخذت شكل الانطباعات السريعة، أو الخبر، أو العرض البسيط.

ثم تلتها مرحلة تولتها مجموعة من النقاد العرب الذين قدموا جهداً واضحاً تميز في كثير من الحالات بالعمق والجدية.
ومع أواخر الألفية الفائتة، ظهرت مجموعة من النقّاد الإماراتيين القادمين من المؤسسة الجامعية من داخل الإمارات أو من خارجها، وأخذوا على عاتقهم قراءة المنجز الإبداعي الإماراتي من منظور بحثي أكاديمي، وإن كان بعضهم خرج أحياناً من هذا الإطار، وطوّر تجربته، متحرراً من القيود التي يفرضها البحث الأكاديمي عادة.

وفي عرضه للكتاب ذكر أبو شكير أنه يمثل الحالة الثالثة، فهو أساساً أطروحة جامعية تقدمت بها المؤلفة د.بديعة الهاشمي لنيل شهادة الدكتوراه، وقال إنه يتوافر على شروط الدقة والموضوعية وتحديد مساحة البحث وتصنيف المادة وسواها.
وذكر أبو شكير أن النقد الإماراتي يحتاج إلى هذا النوع من الكتابات، لا سيما مع حالة الفوضى والاستسهال التي تشهدها الساحة في كثير من الحالات، غير أنه أشار إلى بعض الملاحظات منها أن المؤلفة ظلت حذرة في التعبير عن آرائها الخاصة، ولم تتخذ مواقف حاسمة تجاه كثير من القضايا الإشكالية الخاصة بموضوع البحث، كما أن هناك جهداً وصفه بأنه ضائع في التقصي وجمع المعلومات، كما هو الحال على سبيل المثال عندما تحدثت عن جذور القصة القصيرة جداً في التراث العربي، فبعد صفحات مطولة من الحديث انتهت إلى أن كل ما يقال عن اشتمال هذا التراث على نصوص تنتمي إلى هذا الفن ليس دقيقاً، وأن القصة القصيرة جداً فن حديث بامتياز.