الباحث والكاتب الصحفي احمد عبد الرحيم الحوراني، بل ان توثيق محطات حياتهم هو ضرورة وطنية لما يمثلونه من قيادات سياسية وتربوية واجتماعية واقتصادية وثقافية ووطنية، اما ما امتازوا به من وعي وطني واحساسا بالمسؤولية وانطلاقا من قيم ومبادئ جعلتهم يتجاوزون بمسيرتهم وسيرتهم وتجاربهم حدود التجارب الشخصية لتصبح تاريخ مرحلة لها معطياتها وخصائصها وابعادها في حياة الوطن والامة، ذلك ان تاريخ اي امة من الامم هو مستودع ذكرياتها ومخزونها الوطني والقومي والتراثي وهو المرجع الذي نعود اليه شحذا للهمم ووصلا للحاضر بالماضي من اجل بناء مستقبل افضل، اغناء للمسيرة ورفدا لها.
وبين الحوارني في مقدمة كتابه:»اذا كان الاختلاف في اراء الناس امرا طبيعيا، ولما كان الباحث بشرا يصيب ويخطئ، ولما كانت الامانة ومصلحة الوطن والمبادئ الاخلاقية السامية تقتضي ان تكون الموضوعي عماد البحث والكتابة والدقة عنوانها، فان ما سيقرأ قد تم بمنتهى الشفافية والامانة في نقل المعلومة من لسان صاحبها، لذا كان المنهج المعتمد في هذا الاعداد والتوثيق هو المقابلات الشخصية بالدرجة الاولى ما جعلني على مدار شهور اعداد هذا الكتاب متنقلا بين محافظات الاردن للقاء شخصيات هذا الكتاب».
وراى الزميل سميح المعايطة في تقديمه ان هذا النوع من التوثيق:» وان كان لاشخاص وافراد الا انه يحمل في ثناياه توثيقا غير مباشر لمسيرة مؤسسات الدولة بل وايضا لجزء من مسيرة الاردن، لان لكل شخصية تحدث عنهم الكتاب سيرة عملية وشخصية تاخذ القارئ الى مراحل زمنية فيها من الاحداث الوطنية ما هو هام لنا جميعا، والتوثيق ليس في جانب واحد بل في جوانب عديدة، وهذا انعكاس لتنوع تجارب وخبرات ومجالات عمل هذه الشخصيات، ولهذا يستطيع القارئ ان يطل من خلال هذه المعلومات على تفاصيل كثيرة مفيدة وسهلة لكنها في نفس الوقت قراءة لمراحل زمنية مختلفة واماكن وجغرافيا في داخل الاردن وخارجه».
واشار المعايطة الى ان الكتاب ينقلنا الى النقص الكبير في المكتبة الاردنية لتوثيق مراحل مفصلية من تاريخ الدولة الاردنية، وايضا ذات النقص في توثيق سير رجالات الدولة الذين تركوا لمسات واضحة ووضعوا اسس مؤسسات في مختلف المجالات.
ويضم الكتاب في جزئه الاول الواقع في 293 صفحة من القطع المتوسط على ابرز رجالات وسيدات الدولة لتوثيق محطات حياتهم المؤسسية والسياسية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والوطنية، حيث يؤرخ ويؤرشف لاعمال من كانت بصماتهم باقية خاصة خلال الفترة الواقعة بين ثمانينات القرن الماضي حتى اليوم، منهم عبد الكريم الكباريتي، د, عوض خليفات، سعود نصيرات، سعد هايل السرور، توفيق كريشان، د, محمد طالب عبيدات، سامي علي خصاونة، اونر البطيخي، د. عبد الرحيم الحنيطي، د. عبد الله موسى، د. حنان ملكاوي، علي القعدان الفايز، محمود الكايد حياصات، الشيخ نوح علي القضاة.. وغيرهم.