|
عرار:
أصدر مركز الترجمة التابع لرئاسة الوزراء في أذربيجان، النسخة العربية من رواية «الرأس» الشهيرة للكاتب الذي يحظى بصيت واسع في أذربيجان إليتشين أفندييف، والتي تعد من روائع الأدب الأذربيجاني الحديث. وتروي حقبة تاريخية مهمة في تاريخ البلاد خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، وقد قام بترجمته وتقديمه الدكتور أحمد سامي العايدي الملحق الثقافي المصري ومدير المركز الثقافي المصري بباكو، والذي أكد أن النسخة العربية من الرواية ستتوافر بالمركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة المصرية، وهي متاحة في مكتبات الوزارة بالقاهرة والمحافظات. وتعد رواية «الرأس»، نموذجًا ساطعًا للرواية الفلسفية والنفسية في أدب ما بعد الحداثة، فعندما تقرأ الرواية بشكل كامل، سوف تشعر بأنك انتقلت إلى بداية القرن التاسع عشر، حيث تناول الكاتب - بأسلوبه الإبداعي المميز- مصير الإنسان والأحاسيس والمشاعر التي تنبع من أعماق العالم الداخلي لأبطال الرواية، وذلك من خلال الأحداث التاريخية المعقدة والمتضاربة التي وقعت في جنوب القوقاز. وللوهلة الأولى، يبدو أن موضوع الرواية هو قطع رأس الجنرال «سيسيانوف» قائد جيش الاحتلال بالإمبراطورية الروسية في إمارة «باكو»، وإرسال هذا الرأس إلى الشاه «فتح علي شاه قاجار»، ولكن هذه «الرحلة» لرأس الجنرال «سيسيانوف» كانت مجرد إطارٍ أتاح فرصة واسعة في الرواية، لتصوير الشخصيات الإنسانية والأحداث التي وقعت في مساحة جغرافية واسعة، شملت إمارات «أذربيجان»، وإمارات ومملكات «جورجيا»، و»داغستان» وروسيا، وسلطنة القاجاريين، والإمبراطورية العثمانية، وكذلك أوروبا. فقد استعرض الكاتب هذه الأحداث، والشخصيات الإنسانية، وقام بتحليلها تحليلاً نفسيًّا معقدًا، واستخدم فيها الوحدة بين الواقعية والتصوف بمهارة فائقة، كما أن بعض أبطال هذه الرواية هم شخصيات تاريخية، ولكن لا حاجة للبحث عن التفاصيل التاريخية الدقيقة في أي مشهد يتعلق بهؤلاء الأبطال في كل صفحات الرواية؛ فهذه الشخصيات التاريخية مجرد «أبطال من صنع الكاتب»، مثل شخصية الجنرال الروسي «بافيل دميتريفيتش سيسيانوف»، و»شخصية الأمير وولي العهد الشاب «عباس ميرزا قاجار» كما شاهدها الكاتب وقيمها. ويعد الكاتب «إلتشين أفندييف»، من أهم الكتاب المعاصرين في الأدب الأذربيجاني، وله العديد من الروايات والمسرحيات والقصص والكتب مثل «المرثية»، و»بعد عشر سنوات»، و»أول حب لـ (بالاداداش)»، و»حكاية الشتاء»، و»السقيفة»، و»حكاية العندليب»، و»حمام زفاف (بالاداداش)»، و»حادث سيارة في باريس»، و»خمس دقائق والخلود»، و»العروس الصفراء»، و»قصة قراباغ»، و»تاريخ اللقاء الأول»، و»بقاء الدجاجة على قيد الحياة»، و»حكم بالإعدام». كما يعد المؤلف أيضا، من كبار نقاد الأدب في أذربيجان، وله أيضا العديد من المؤلفات حول النقد الأدبي في أذربيجان، وقد جمعت أعماله الأدبية في أكثر من عشر مجلدات. وترجمت أعماله إلى معظم لغات العالم، حيث ألّف أكثر من عشرة سيناريوهات لأفلام إبداعية ووثائقية، وحصل على جائزة الدولة، كما حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، وكذلك نال وسام «الشهرة»، ووسام «الشرف» بعد استقلال أذربيجان وهي أعلى أوسمه في أذربيجان، كما حصل على لقب «كاتب الشعب»، و»خادم الفن القدير الأذربيجاني». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 23-05-2018 11:55 مساء
الزوار: 983 التعليقات: 0
|